إيلاف+

حلبات البصرة تستعيد صراع الديكة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد انحسار التهديدات الامنية.. حلبات البصرة تستعيد صراعالديكة

البصرة: في يوم الجمعة من كل أسبوع يتوافد الزبائن إلى مقهى الحاج أبو عباس في منطقة البصرة القديمة في المحافظة الواقعة على مسافة 590 كم جنوب بغداد. ففي هذا اليوم لا يأتي الرواد الذين تزدحم بهم المقهى لاحتساء الشاي أو تدخين النرجيلة فقط، إنما لمشاهدة سباق الديكة الهندية في حلبة يبلغ قطرها مترين في الجهة الخلفية من المقهى.

ولأن الرواد يعقدون رهانات مالية على الديكة المتصارعة فقد أغلقت الحلبة عدة مرات خلال الأعوام الماضية. وبحسب مربي الديكة الهندية فإنهم تعرضوا إلى ضغوط وتهديدات دفعت بعضهم إلى الانقطاع عن ارتياد المقهى رغم أنها تحتوي على الحلبة الوحيدة في البصرة لممارسة اللعبة، فيما اضطر البعض الآخر إلى مزاولة هذه الهواية خارج حلبة مقهى الحاج أبو عباس.

آخر تهديد وصل إلى المقهى كان قصاصة ورق اعتبرت الرهان على صراع الديكة مخالفاً للشريعة الإسلامية ومن فعل الشيطان. القصاصة حملت توقيع جهة تطلق على نفسها لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكن التحولات الأمنية التي طرأت على المدينة بعد عملية "صولة الفرسان" التي نفذت في آذار الماضي، أدت إلى استعادة الحلبة نشاطها واستئناف المتبارين والمتفرجين رهاناتهم ومتعهم.

على جدران المقهى الداخلية توزعت لوحات زيتية بسيطة من الناحية الفنية إلا أنها تؤشر إلى الديكة الهندية البارزة على مدى نصف قرن، خاصة تلك التي اشتهرت بشراستها وقوتها في التغلب على الديكة الأخرى. ومن أبرز تلك اللوحات "الصاروخ" وهو اسم ديك أفغاني الأصل عرفته حلبة المقهى في العقد السادس من القرن الماضي، ثم لوحة لـ "ابو عضة" التركي الذي ذاع صيته أواخر تسعينيات القرن المنصرم بفوزه أحدى عشرة مرة من دون خسارة أو تعادل.

عادة ما تقترن أسماء تلك الديكة بأسماء مربيها باعتبارهم أصحاب الفضل في فوزها وشهرتها وذلك لاعتنائهم بها وحسن تدريبهم لها. وغالباً ما يحصدون، إثر ذلك، أموالاً كبيرة، خصوصاً في مزادات بيع الديكة التي تقام فصلياً في المقهى نفسه، إذ يتراوح سعر الديك الهندي الاستثنائي بقوته وشجاعته بين ألف وألفي دولار، بينما سعر العادي منها لا يتجاوز المائة دولار.

مربي الديكة الهندية محمد منصور، 52 عاماً، مهندس معماري يقول في حديثه لـ"نيوزماتيك" إن "مصارعة الديكة الهندية في حلبة المقهى تخضع لضوابط وأحكام منذ عشرات السنين، وما تزال راسخة"، نافياً اعتماد الطريقة التايلندية في خوض النزالات، وهي الطريقة التي تقضي بأن يكون الصراع حتى الموت، وذلك بوضع آلات جارحة في سيقان الديكة المتصارعة". لكنه يشير إلى إمكانية "تثقيف الأطراف السفلى للديكة بهدف زيادة قوة ضرباتها، ومضاعفة تأثيرها". ويضيف "بالرغم من السماح بذلك إلا أن الكثير من المربين، وأنا منهم، نرفضها لأنها تصيب الديكة بجروح عميقة، وأحياناً تتسبب بعاهات دائمة".

ويلفت منصور، الذي يمارس هواية تربية الديكة الهندية منذ عشرين عاماً، إلى أن "بعض المربين تأخذهم الرأفة بالديكة، فيضعون قطع قماش صغيرة حول سيقانها حفاظاً عليها من الأذى".

ويوضح منصور أن "أي نزال بين الديكة لا يُسمح بإجرائه، إلا إذا كان هناك حكم يتمتع بخبرة، مهمته احتساب الوقت وإعلان النتائج"، مضيفاً "عادة ما تكون فترة النزال ساعتين، تتخللها استراحات بواقع دقيقة واحدة بعد كل عشر دقائق من تبادل الضربات، يتم خلالها فحص الديكة المتصارعة من قبل أصحابها، وغسل مناقيرها وسيقانها بالماء البارد وتجفيفها".

ويقول منصور إن "بعض الديكة تفقد قدرتها على الصمود، فينهي الحكم النزال، ويعلن النتيجة بعد تقييم الأضرار". ويضيف "في حالات نادرة ينتهي الصراع بضربة قاضية، فإذا حدث ذلك، فإن الديك الفائز يرتفع سعره إلى أكثر من الضعف، بغض النظر عن أصله".

مربي ديكة آخر هو جابر كاطع، 43 سنة، سائق سيارة أجرة ، يقول لـ"نيوزماتيك" إن "مصارعة الديكة نادراً ما تجري في فصل الصيف لأن الديكة الهندية لا تتحمل درجة الحرارة المرتفعة، ففي هذا الفصل ينشغل المربون بتدريب وتناسل الديكة القوية، استعداداً لموسم الشتاء، موسم المصارعة".

ويرى كاطع أن "معظم الديكة الهندية في العراق من أصول أفغانية وإيرانية وتركية وهندية وباكستانية وقبرصية، وهي تختلف في شكلها وصفاتها القتالية وفقاً لأصولها"، لكنه يؤكد على "عدم أهمية ذلك، إذا لم تحض الديكة بتدريبات مكثفة وعناية كبيرة، تتضمن إخضاعها لنظام غذائي يشترط فيه إطعامها اللحوم البيضاء والحمراء، فضلاً عن الحبوب والقشور".

ويوضح كاطع أن "الديكة ذات الأصول الأفغانية والباكستانية وحتى الإيرانية تتميز عن غيرها بكبر حجمها وكثافة ريشها، أما الديكة القبرصية فإنها ذات قدرة محدودة على الثبات عند المواجهة، رغم جمال مظهرها، وبخصوص الديكة الهندية فإنها تمتاز بثباتها وسرعة توجيهها الضربات التي عادة ما تكون أقوى من ضربات الديكة الأخرى، أما الديكة التركية فإنها تتسم بنفس الصفات، لكنها نادراً ما تكون غير مهجنة وهذه نقطة ضعفها".

ويؤكد كاطع ما ذهبت إليه مصادر تاريخية مختلفة تفيد بأن مصارعة الديكة الهندية دخلت إلى العراق مطلع القرن الماضي بواسطة البحارة الهنود، عندما كانت ترسو سفنهم التجارية في موانئ البصرة، ويقومون باستغلال أرصفتها، بعد ساعات العمل، لمصارعة الديكة التي يجلبونها معهم بقصد التسلية وكسب المال من المراهنة عليها، الأمر الذي كان يدفع عشرات المواطنين العراقيين والأجانب إلى التجمهر لمشاهدة هذه اللعبة التي تحولت إلى لعبة شعبية وهواية.

ويضيف كاطع أن "مصارعة الديكة اكتسبت، آنذاك شعبية واسعة وانتشرت في غالبية المحافظات العراقية، لكنها سرعان ما انحسرت وتحددت في الأعوام القليلة الماضية بمحافظات البصرة وبغداد وكربلاء"، مبيناً أن "عدد مربي الديكة الهندية في البصرة لا يتجاوز حالياً 150 شخصاً، ولكن هناك مئات الهواة الذين يرتادون المقهى بكثافة، لاسيما في الآونة الأخيرة شغفا بهذه اللعبة التراثية".

يذكر أن الفترة بعد العام 2003 شهدت مرضا يدعى "Newcastle"فتك بعشرات الديكة الهندية قبل أن يتوفر في العيادات البيطرية المحلية مصل فعال للوقاية منه.

وكالة نيوزماتيك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تخلف
سرى احمد -

بصراحة خايفه احسد بلدنا على هالتطور شي عظيم هذا كان حلم العراقي

تخلف
سرى احمد -

بصراحة خايفه احسد بلدنا على هالتطور شي عظيم هذا كان حلم العراقي

تراثنا..هويتنا
فاطمة الزهراء البصري -

الى صاحية التعليق رقم 1: ولماذ تعتبرينه تخلف؟ انه تراث جميل لا بد من المحافظة عليه لانه ذاكرة وطن ولا ادري لماذا نخجل من هذه الممارسات الشعبية الجميلة في حين يقيم الاسبان مهرجانات عالمية لمصارعة الثيران تستقطب ملايين السواح سنويا ويقيم الانكليز مسابقات شعبية غريبة مثل دحرجة اقراص الجبن من التلال والركض ورائها مما يسبب في جرح المتسابقين حيث تختلط دمائهم بالطين والتراب وتقف سيارات الاسعاف قريبا منهم كي تنقل الحالات الخطرة الى المستشفى. دعونا نحترم تراثنا وعاداتنا وممارساتنا الشعبية كي يحترمنا الآخرون ولا نصفها بالتخلف في محاولة لاستعراض ثقافتنا الزائفة. ارجو قبول تعليقي واخذه مأخذا حسنا يا سرى مع التحية.

تراثنا..هويتنا
فاطمة الزهراء البصري -

الى صاحية التعليق رقم 1: ولماذ تعتبرينه تخلف؟ انه تراث جميل لا بد من المحافظة عليه لانه ذاكرة وطن ولا ادري لماذا نخجل من هذه الممارسات الشعبية الجميلة في حين يقيم الاسبان مهرجانات عالمية لمصارعة الثيران تستقطب ملايين السواح سنويا ويقيم الانكليز مسابقات شعبية غريبة مثل دحرجة اقراص الجبن من التلال والركض ورائها مما يسبب في جرح المتسابقين حيث تختلط دمائهم بالطين والتراب وتقف سيارات الاسعاف قريبا منهم كي تنقل الحالات الخطرة الى المستشفى. دعونا نحترم تراثنا وعاداتنا وممارساتنا الشعبية كي يحترمنا الآخرون ولا نصفها بالتخلف في محاولة لاستعراض ثقافتنا الزائفة. ارجو قبول تعليقي واخذه مأخذا حسنا يا سرى مع التحية.

حسبي الله ونعم الوكي
حسين علي ابوزيد -

أخي المواطن هل هذا هو التراث هل هذا هو الفخر بئس التراث ان كان على هذا الشكل . وانت تنظر لصراع الديكة وهذا منافي لشريعتنا الاسلامية وهذه تقول لا نخجل من هذه الممارسات الشعبية هذا عار يجب ان يمسح من تاريخنا وتقول الاخت الاسبان والانجليز والسواح بئس مثلا هؤلاء القوم الكافرين.فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالرفق بالذبيحة يوم النحر وهي عبادة فما بالك باللهوفحرصي على بلاد الاسلام حثني لقول هذا فلا تلومونيوتحية طيبة لكم (أسف فاطمة الزهراء البصري)

حسبي الله ونعم الوكي
حسين علي ابوزيد -

أخي المواطن هل هذا هو التراث هل هذا هو الفخر بئس التراث ان كان على هذا الشكل . وانت تنظر لصراع الديكة وهذا منافي لشريعتنا الاسلامية وهذه تقول لا نخجل من هذه الممارسات الشعبية هذا عار يجب ان يمسح من تاريخنا وتقول الاخت الاسبان والانجليز والسواح بئس مثلا هؤلاء القوم الكافرين.فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالرفق بالذبيحة يوم النحر وهي عبادة فما بالك باللهوفحرصي على بلاد الاسلام حثني لقول هذا فلا تلومونيوتحية طيبة لكم (أسف فاطمة الزهراء البصري)