تحذيرات أممية من تردي واقع الأطفال في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: صرحت راديكا كوماراسوامي، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراع المسلح، أن معاناة أطفال أفغانستان تفوق معاناة أقرانهم في كل أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن كوماراسوامي لم تقدم أي أرقام محددة، إلا أنها أفادت أن عدد الأطفال الذين يتعرضون للاستغلال من طرف القوات المناهضة للحكومة عبر استعمالهم لأغراض عسكرية قد شهد ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيرة إلى أن طالبان تعمد لاستعمال الأطفال في تنفيذ الهجمات الانتحارية. وجاء في قولها: "إن وضع الأطفال في البلاد رهيب...ونحن نطالب كل الأطراف المتنازعة، خصوصا القوات المناهضة للحكومة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم استغلال الأطفال في الصراع".
وأضافت كوماراسوامي أن الأطفال يتعرضون أيضا للتجنيد من طرف قوات الشرطة الأفغانية أو الميليشيات الموالية للحكومة، حيث قد يتعرضون للاستغلال الجنسي، مشيرة إلى أن هذا التصرف "تصرف غير قانوني يتوجب اجتثاثه".
أهداف سهلة
ووفقا للأمم المتحدة، يتعرض الأطفال للاحتجاز من قبل كل الأطراف المتنازعة، ولكن لا أحد يعلم بالضبط عدد الأطفال المحتجَزين في مراكز الاعتقال، حتى التابعة منها للقوات الأميركية أو للحكومة.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أن تعرض الأطفال للخطر يعتبر أكبر بكثير من تعرض الأشخاص المتورطين بشكل مباشر في النزاع. حيث أوضحتأن "الأطفال يشكلون أهدافا سهلة.... وهم معرضون بشكل خاص لمخاطر تقنيتين اثنتين يتبناهما المتمردون في العراق وأفغانستان: التفجيرات الانتحارية والمتفجرات المعروفة باسم قنابل جانب الطريق".
كما أضاف هذا التقرير أن الأطفال الأفغان يتعرضون أيضا للقتل والإصابة والنزوح والصدمة بسبب "القصف الجوي المكثف" من طرف القوات الدولية.
الهجمات على المدارس
أفادت وزارة التعليم أن عدد المسجلين في المدارس فاق ستة ملايين طالب، حوالى 40 بالمائة منهم من الإناث. غير أن تزايد عدد الهجمات التي يشنها مسلحون تابعون لطالبان أو لعناصر أخرى مناهضة للحكومة على المدارس تشكل تهديدا كبيرا لسير العملية التعليمية في البلاد.
فقد تعرضت المدارس خلال الثمانية عشر شهرا الماضية ل311 هجوما، أسفرت عن 84 قتيلا و115 مصابا (بين صفوف الطلاب والمعلمين وغيرهم من العاملين في المدارس). الشيء الذي دفع المئات من المدارس الواقعة في المناطق المتوترة إلى الإقفال، حسب تقرير اليونيسف. وقد تسبب انعدام الأمن بشكل عام وسيطرة العادات المحافظة وانتشار الفقر في حرمان أكثر من مليوني طفل من التعليم، خصوصا في المناطق المتوترة الواقعة في الأقاليم الجنوبية الشرقية، حسب إفادات منظمات الإغاثة.
فرقة عمل جديدة
أفاد مسؤولو الأمم المتحدة في كابول أنه سيتم تقديم تقرير شامل عن الضرر الذي ألحقه النزاع المسلح بأطفال أفغانستان لمجلس الأمن في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2008.
من جهتها، أفادت كوماراسوامي أن هدف زيارتها إلى أفغانستان هو تشكيل فرقة عمل جديدة للرصد والإبلاغ تعنى بتقديم التقارير لمجلس الأمن حول "الانتهاكات الستة الجسيمة" لحقوق الأطفال في الصراع المسلح والمتمثلة في "قتل أو تشويه الأطفال، تجنيد الأطفال أو استعمالهم كجنود، اغتصاب الأطفال أو استغلالهم جنسيا، اختطاف الأطفال، الهجمات ضد المدارس والمستشفيات، حرمان الأطفال من الحصول على المساعدات الإنسانية".
وأفادت كوماراسوامي أن فرقة العمل المكلفة بإدارة آلية الرصد والإبلاغ ستكون تحت رئاسة الأمم المتحدة ولكنها ستتضمن أيضا ممثلين عن منظمات غير حكومية بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، فإن أكثر من نصف سكان أفغانستان، البالغ عددهم 26.6 مليون نسمة، لا يتعدون سن 18 عاما في حين تقل أعمار حوالى ستة ملايين منهم عن الخامسة.
كما تعاني أفغانستان ثاني أعلى نسبة لوفيات الأطفال في العالم بعد سيراليون. حيث تصل نسبة وفيات الأطفال في البلاد إلى 165 وفاة من كل 1,000 ولادة حية، حسب التقرير الصادر عن اليونيسف في شهر يونيو/حزيران.
من جهتها، أفادت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته في شهر أبريل/نيسان أنها أجرت مسحا تضمن مقابلات مع حوالى 2,250 طفلا أجاب 42 بالمائة منهم أنهم لا يستطيعون الحصول على أبسط الخدمات الصحية.
شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)