الصابئة المندائيون يحتفلون بعيدهم الكبير في العراق

البصرة: يحتفل الصابئة المندائيون في العراق والعالم بعيدهم الكبيرعيد رأس السنة المندائية في بحر ثلاثة أيام والذي بدأت طقوسه منذ مساء السبت، حسب رئيس الطائفة المندائية في الجنوب.
وقال الشيخ رعد كباشي الزهيري للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) "بدأت منذ، مساء السبت، طقوس العيد الكبير والذي نطلق عليه عيد رأس السنة المندائية ويتم فيه الاعتكاف لمدة 36 ساعة عبر ثلاثة أيام لذلك تسميه العامة (الكرصة) أي المكوث والاعتكاف في البيت وعدم الخروج إلى الشارع أو ممارسة أي نوع من العمل لأي سبب من الأسباب".
والصابئة أو المندائيون أوالمغتسلة أسماء مختلفة لمعنى واحد، يشير إلى أقدم الجماعات الاثنية ارتباطا وتقديسا للماء ونزوعا للسلام لذلك عاشوا في جنوب العراق منذ القدم بسبب وجود الأنهار التي يمارسون فيها أهم طقوسهم الدينية (الصباغة)
وأوضح الزهيري أن سبب الاعتكاف ومكوثنا في البيوت كل هذه المدة "لأننا نعتبرهذا اليوم بداية الخلق المادي للأشياء والبشر، وهو في الوقت ذاته اليوم الذي تعرج فيه الأرواح الخيرة إلى عالم النور ولا تبقى في هذا العالم سوى الأرواح الشريرة التي تمسك بقبضتها العالم طوال الـ 36 ساعة".
وأضاف "يجب أن يكون المندائي في هذا العيد على طهارة عالية ويتجنب مس أي شيء نجس وغير طاهر فضلا عن المكوث في البيوت".

وكشف أن هذا العيد "يمتد عبر ثلاثة أيام لكل يوم طقوسه إذ يكون اليوم للتطهير أي (الصباغة) ويبدأ في الساعة السادسة مساء أي مع مغيب الشمس واليوم الثاني يوم الاعتكاف (الكرصة) أما اليوم الثالث والذي ينتهي في الساعة السادسة صباحا فيسمى يوم الخروج الذي تبدأ بعده مراسم الفرح أو العيد بزيارة العوائل لبعضها وعيادة المرضى والفقراء واستقبال المهنئين وتوزيع الصدقات".
وكانت تعيش آلاف العوائل من الصابئة المندائيين في البصرة قبل نحو عقدين من الزمان، لم يتبق منها إلا عشرات العوائل حاليا بسبب الهجرة لطلب الرزق في بلدان أو مدن أخرى أو التهجير والعنف الطائفي في السنوات الخمس الأخيرة وذلك ينطبق على جميع مدن الجنوب حسب الشيخ الزهيري
وفي ميسان التي يؤكد المندائيون أنها مدينتهم التاريخية والدينية منذ القدم قال بدر جاسم حمادي نائب رئيس مجلس شؤون الطائفة لـ(أصوات العراق) إن "العيد الكبير يبدأ مع مغيب الشمس من آخر يوم للسنة المندائية الى صباح اليوم الثاني من السنة المندائية الجديدة وهي بداية العيد الكبير".
وأضاف أن "كل صابئي يلزم داره ولا يجوز له في هذه الفترة مس أي شيء غير طاهر، كما لا يمكن أن يشرب أو يأكل إلا مما اختزنه في داره قبل مساء أول يوم الاعتكاف ( الكرصة)"..
وأشار الى أن الصابئة يخرجون من منازلهم مستبشرين بيوم جديد من هذه السنة يدعون الحي العظيم أن يمن عليهم بالمحبة والتعاون والسلام.

وللمندائيين أربعة أعياد العيد الكبير (رأس السنة)، العيد الصغير (عيد الربيع)، وعيد الخليقة (البنجة)، وعيد التعميد.
من جهته ذكر ممثل طائفة الصابئة المندائيين في واسط أن "أبناء طائفته لزموا منازلهم استعدادا لبدء العام المندائي الجديد ".

وقال سعد جميل خلال لـ (أصوات العراق) إن "أبناء الصابئة المندائيين مكثوا في منازلهم منذ ليلة أمس (السبت) بعد أن أمنوا جميع احتياجاتهم من طعام ولوازم أخرى".
وأضاف أن "عدم خروج المندائيين للشارع طوال 36 ساعة هو انتظارهم رحيل الأرواح الشريرة والذي يصادف اليوم الثاني من السنة المندائية".

وأوضح أن "مناسبة العيد الكبير أو بدء العام المندائي الجديد علامة لانتصار الخير على الشر ودحر شياطين الأرض وعروج الأرواح النورانية والخيرة الى السماء لتقدم الشكر الى الله سبحانه شاكرين".
ولفت إلى أن سوق الصاغة في الكوت أغلقت معظم محاله لان اغلب الصاغة في الكوت هم من أبناء الطائفة المندائية.

ويمتهن الصابئة المندائيون الحرف اليدوية في الغالب وأهمها مهنة صياغة حلي الذهب والفضة و التي أبدعوا وتفننوا فيها وصارت حكرا عليهم في العديد من المحافظات العراقية.