إيلاف+

مرافقو المرضى بالمستشفيات اليمنية مشكلة بلا علاج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مستشفيات تعج بمرافقي مرضى أخطاؤهم قاتلة

سوسن الجوفي من صنعاء: يصارع المريض ألمه الذي ألزمه فراش المستشفى لعدة شهور وكالألم تماما يرافق المريض صديق أو أخ أو قريب يدعى مرافق المريض ولكن عندما يصبح المرافق بأسلوبه وثقافته وتصرفاته رمزا للألم ومضاعفته على العكس من الدور الذي يفترض أن يقوم به فإن المريض في غناء عن ذلك الألم.
تجولت سطور / سبأنت / بعدداً من أروقة المستشفيات الخاصة بأقسام الرقود التي تعج بالمرافقين أكثر من المرضى لمعرفة مدى استيعاب مرافق المريض بالدور المناط به والأخطاء التي يقدم عليها هؤلاء والتي يصفها عددا من الأطباء بالقاتلة التي يقع بها البعض عن قصد أو غير قصد.

** أخطاء قاتلة
اجتهدت سماح دون استشارة طبيب والدتها التي تقبع بالمستشفى الجمهوري بصنعاء بإزالة ( الأنبي تيوب ) الأنبوبة التي تمد والدتها بالغذاء عبر الأنف بحجة ان صحة والدتها بدأت تتحسن ويمكنها ان تعطيها مواد غذائية سائلة عبر الفم لأن تلك الأنبوبة مزعجة ومؤلمة وتسبب تصرف سماح في إحداث مشكلة كبيرة لوالدتها التي لولا تدخل الطبيب سريعا لتتسبب ذلك التصرف في مضاعفات كادت تودي بحياة والدة سماح.
قريبا من والدة سماح ترقد الحجة (فاطمة ) عجوز الخمسين عاما والتي أصيبت بجلطة دماغية أقعدتها فراش المستشفى وترافقها ابنتيها التي حاولت أحداهن بمنع تدخل الطبيب عندما ساءت حالتها بحجة ان والدتها تحتضر ويجب أن يتركها الطبيب لملك الموت بهدوء دون تدخله في هذه المرحلة الحساسة وحتى تتمكن من تلقين والدتها الشهادة لأن التنفس الصناعي ودخولها غرفة العناية المركزة يعيق ذلك.
والطريف أن الدكتور أصر على إنقاذ حياتها لتمر الحجة فاطمة بعد ساعات من إنقاذها في ممر القسم الذي ترقد فيه بعد أن أصرت ابنتها على تجهيزها للاحتضار.


وفي مستشفى الجمهوري التقت سطورنا طبيب باطني بجناح رقود النساء الدكتور عمار العتولي الذي أشار الى ان الجهل هو أول عقبه يواجهها الدكتور أو الممرض مع مرافق المريض باعتبار ان المرافقين في أكثر الأحيان يكونوا من كبار السن ومن فئة غير متعلمة مما يعيق أمور كثير متعلقة بتعليمات الطبيب التي يتجاهلها المرافق ويحاول الطبيب إقناعه أن صحة المريض تتعارض مع ما يقوم به المرافق سواء كان ملازما له في البيت او المستشفى.
ونوه العتولي لما حدث لإحدى مرضى الكبد الذي سارع أبناءه في إطعامه عددا من سندوتشات اللحم رغم تحذير الطبيب من خطورة ذلك التصرف الذي ادخل المريض غرفة العناية المركزة بسبب قطع اللحم التي أكلها وعجزت الكبد عن إفراز سمومها.
وهذا ما حدث مع المريضة جميلة التي لم يمر على خروجها من المستشفى الثمانية والأربعين ساعة بعد ان تكللت عمليتها الجراحية بالنجاح لتعود مرة أخرى بسبب التصرف الذي أقدمت عليه والدتها حيث قامت بتغذيتها بوجبة شعبية مليئة بمختلف أنواع البهارات حتى تعوض ما فقدته من الوزن الأمر الذي تسبب في التهاب العملية وانفتاح الخياطة وتجريحها مما استدعى عودة جميلة الى المستشفى والخضوع للعلاج ومتابعة الأطباء والممرضين لعدم توفر تلك العناية التي اشترطها الطبيب في المنزل.


قد تتطلب حالة المريض المكوث في المستشفى عدة شهور بحسب نوع المرض لذلك يلازم المريض مرافق يفترض به توفير العناية والرعاية الخاصة لذلك المريض فيكون مسئولا عن نظافة المريض سواء الشخصية او نظافة المكان وجميع المرافق التي يتم استخدامها وكذا الالتزام بكافة الأوامر والتعليمات التي يمليها الممرض او الطبيب على المرافق الذي يفترض بدوره أو يكون وسيلة لتخفيف الألم لا لمضاعفته.

حالة عبدالرحمن عبيد قرر لها الطبيب عملية جراحية وبسبب المضاعفات التي تعرض لها عبدالرحمن بعد العملية زادت مدة بقاءه في المستشفى لم تكن حالة عبد الرحمن تتطلب الوقت والجهد في متابعتها بالقدر الذي تم متابعة مرافقه الذي اعتبر المكان مجبر على تحمله وتحمل تصرفاته مثل ما هو مجبر على تحمل مريضه فقد اعتبر هذا المرافق المرفق الحكومي فندق او وكندة فهو يسهر حتى ساعات متأخرة من الليل دون اخذ في الاعتبار ان المكان له قدسيته وخصوصيته ومع مجموعة من مرافقي المرضى يظلون في حديث دائم لا ينقطع وبأصوات مرتفعة ومزعجة ناهيك عن عدم إتباع أوامر النظافة والرعاية التي يجب الالتزام بها داخل المستشفى وعندما يتم توجيه الأوامر يدخل في عراك حاد مع الممرضين والأطباء.

ومثل هذا يحدث في قسم رقود النساء حيث أشارت ممرضة منذ عامين بالمستشفى الجمهوري ابتسام المروله ان ما يحدث من إهمال في قسم رقود الرجال كذلك يحدث في قسم النساء من بعض المرافقات وليس من الكل فهناك من يستوعب دوره ويلتزم بكل التعليمات ما يساعد المريض على التماثل للشفاء بسرعة في حين بعض التصرفات تدخل كثير من المرافقات في شجار واشتباكات مع الممرض.
تقول ابتسام " أحيانا كثير تأتي للمريضة زيارات كثيرة وتعقد كلا من المرافقات مع الزائرات صفقة للحديث لا تنتهي إلا في ساعة متأخرة وأحيانا نضطر إلى إخراجهن بسبب الإزعاج الذي يحدث للمرضى بسبب الحديث المتواصل والضحكات العالية والوجبات التي تفترشها المرافقات مع الزائرات دون مراعاة بعض الحالات التي تحتاج للهدوء إضافة الى ان كثير من الغرف بحاجة إلى التهوية بسبب إن المكان ضيق ولا يحتمل إلا لعددا محددا من الأشخاص.
وأضافت المرولة إلى استياء كثير من عمال النظافة ليس من المرضى بل من المرافقين لان كثير منهم يفتقد لذلك العامل الذي انعدامه في مثل هذه الأماكن يسبب مشاكل وقد تنتقل كثير من الإمراض من المرضى الى المرافقين بسبب عدم إتباع التعليمات الصحية وأهمها النظافة.

** وقفة أخيرة
عندما يصبح المرافق وسيلة لمضاعفة الألم فإن المريض يكفيه أوجاع ألمه وليس بحاجة لليد الحانية التي قد يتسبب خطأها الغير مقصود في إنهاء حياته وحتى لا يرفع المريض والمستشفى شعار لا للمرافق الأجدر بجميع مرافقي المرضى إتباع تعليمات الأطباء والممرضين ويكف الجميع عن الاجتهادات الشخصية القاتلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف