ملف المستشفيات العربية: مستشفيات غزة نظافة دون علاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: طالما شكا زوار لمستشفيات في عدد من الدول العربية من الواقع الخدمي المتدني الذي يفتقد لشروط النظافة في تلك المستشفيات التيتأثرت بعقدة المركز والاطراف حيث ترتفع العناية والاهتمام بالمرضى كلما اقتربنا من مركز العاصمة أو المحافظة وتتدهور كلما ابتعدنا عن المركز.
وتشكل الاسعار المرتفعة في المستشفيات الخاصة عائقا دون اجراء عمليات ربما فقد مرضى حياتهم بسببها.
وقد جال مراسلو إيلاف على عدد من المستشفيات في العواصم والمدن العربية وتحدثوا للمرضى والأطباء والعاملين فيها ضمن تغطياتهم لملف المستشفيات العربية.
وننشر هنا تحقيقات يومية من عدة دول عربية عن واقع المستشفيات فيها.
مستشفيات غزة.. نظافة دون علاج
نجلاء عبد ربه من غزة: إبتسمت الحاجة أم عدلي، عدّلت من وضعية نومها على سرير داخل مجمع مستشفيات ناصر الطبي بخان يونس، جنوبي قطاع غزة. وقالت "ما الفائدة أن يكون المستشفى نظيفاً، بينما لا علاج فعّال". وأشارت إلى أنها تعاني من أمراض مزمنة تصاحب كبر السن كالسكري والضغط وروماتزم في ركبها.
وواقع نظافة المستشفيات الحكومية في فلسطين يشير إلى تحسن واضح وملحوظ، فقد كانت تلك المستشفيات تعاني أبان فترة إحتلال إسرائيل لقطاع غزة، تحديداً، من عدم النظافة، لدرجة أن الجرذان والصراصير كانت تحوم داخل غرف المرضى، فقد عدمت إسرائيل آنذاك إلى عدم العناية بتلك المستشفيات.
وما زاد الطين بله، خاصة في الإنتفاضة الأولى، 1987- 1994، أن عشرات البائعين كانوا على يبيعون الحلوى والملابس والمشروبات داخل ممرات المستشفيات، فيتسببون الأذى للمرضى، فضلاً عن مخلفات القمامة التي يتركونها ورائهم داخل الممرات. وعندما جاءت السلطة الوطنية الفلسطينية، نظّمت الأمر وقامت بترميم تلك المستشفيات التي يعود بناءها لأكثر من 50 عاماً، خاصة مستشفيي الشفاء بغزة وناصر بخان يونس، ناهيك عن بناء 4 مستشفيات جديدة في أنحاء مختلفة من قطاع غزة.
ويضيف أسامة لإيلاف "لقد توظفت منذ ثلاثة أعوام على بند عقد سنوي قابل للتجديد، وأمارس عملي بكل جدية، فهذه أمانة ومسؤولية، وهناك مرضى معرضون للموت في حال أهملنا عملنا وتركنا الأمراض تنتشر بين المرضى".
وتتفاوت نظافة المستشفيات في الأراضي الفلسطينية من منطقة إلى أخرى، ومن مستشفيات تتبع السلطة الفلسطينية إلى المستشفيات الخاصة، فالمستشفى الأوروبي الواقع على طريق مطار غزة بالقرب من مدينة رفح، يناهز في تصميمه ونظافته مستشفيات أوروبا. بناه الأوروبيون عام 1996م، واشرفوا عليه لمدة خمسة أعوام، ثم سلموه للسلطة الوطنية الفلسطينية التي أكملت مشوار الأوروبيين في نظافة المكان ودقة المواعيد.
يقول النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أشرف جمعة، وقد عمل عملية قسطرة في القلب "هناك إهتمام جيد من قبل الأطباء والإداريين في العناية بالمرضى والغرف وأقسام المستشفى المختلفة، فتحديد موعد زيارة المرضى وإنتهاءها، لها إحترامها ودقتها، ليتسنى للمريض الراحة والنوم دون إزعاج".
وتعد مستشفى الشفاء والأهلي "المعمداني" بغزة، وناصر بخان يونس من أقدم مستشفيات قطاع غزة، إلا أنهم واكبوا المستشفيات الجديدة التي أقيمت منذ سنوات قليلة، من حيث النظافة والترتيب، إلا أن جميعهم يفتقر لخبراء في مجال الطب والجراحة، مما يضطر المواطنين الفلسطينيين للذهاب إلى مصر أو الأردن للعلاج هناك.