السويد وطن جديد لأجيال من الأطفال العراقيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ستوكهولم: عانت الطفلة العراقية "ريام" التي وصلت السويد مع والديها قبل أربعة أعوام، من مصاعب نفسية واجتماعية كثيرة خلال العام الأول من وصولها، ولم تكن مسألة التكيف مع المجتمع الجديد سهلة عليها.
وتابعت القول، إن "حالة ريام استمرت لأشهر، وتم عرضها على العديد من الأطباء الذين أجمعوا على أن ما تعاني منه ريام ليس مرضاً عضوياً قدر ما هو نتاج عن تأثيرات ترك الوطن والأهل، وأن وضعها سيتحسن تدريجيا بعد مدة من الزمن"، منوهة إلى أن ذلك "ما حصل بالفعل".
مشاكل "ريام" لم تتوقف عند وضعها النفسي والصحي حسب، بل تعدته إلى وضعها الاجتماعي في المدرسة مع زملائها الجدد، واللغة السويدية التي يتحدثون بها" تضيف والدتها.
وتبين أن الطفلة "ريام" فوجئت بالصف الجميل، الدافىء الذي يشبه البيت باجوائه ورحبت بالدراسة فيه لكنها أصطدمت بالزملاء الجدد الذين لا تعرفهم، وباللغة التي لا تتقن منها حرفاً واحداً، برغم أنها وسيلة التواصل الوحيدة بينها وبين عالمها الجديد الغريب.
تتابع "كانت ريام خلال الشهرين الأولين من دوامها في المدرسة تبكي كلما تصل البيت وهي تتحدث عن كيف أن زملائها الجدد لا يلعبون معها وانها تعاني من مشكلة الاندماج، وأن لكل طفل صديقه أو مجموعة من الاصدقاء يلعبون سوية وهي الوحيدة التي لا تملك صديقا أو وسيلة تستيطع من خلالها التواصل مع الاخرين".
ومنذ بداية ثمانينات القرن المنصرم أي منذ ما يزيد عن 38 عاماً وحتى الآن، لم تتوقف هجرة العراقيين إلى السويد بسبب الحروب الداخلية والخارجية، والسياسات التي مارسها النظام العراقي السابق مع شعبه.
وبذلك ولدت العديد من الأجيال العراقية ونشأت في السويد، تكيفت مع العادات السويدية سلباً أو إيجاباً، لكن غالبيتهم يتفقون على أنهم باتوا لا يطيقون فراقه.
يتفق الباحثون الاجتماعيون على أن المرحلة الأولى من حياة الطفل في السويد "عصيبة" وليست سهلة بالمرة. فالنمط الدراسي الجديد برغم "ترفه"، والأصدقاء الجدد، واللغة التي لا يعرفون عنها شيئاً، وحتى الأنواع الجديدة من الأطعمة التي تعتمدها المدارس السويدية كوجبات لطلبة المدارس، كلها "مستجدات" تتجلى كـ "صعوبات" واضحة أمام الطفل، وهو يحاول اقتحام عالم جديد ومختلف "تماماً" عن عالمه الذي جاء منه.
بعد مدة تقدرها "أم ريام" بالعام ونيف، أنقلبت أحوال أبنتها وأصبحت فجأة سعيدة و"مقتنعة" جداًَ بنمط حياتها الجديد، بل أصبحت لا تطيق فراقه! وحديثها اليومي أصبح منصباً على ما يجرى في المدرسة والمواقف الطريفة التي واجهتها وهي في صالة الألعاب أو صالة الطعام، وكيف كانت تتجاوب مع معلمتها وهي تروي لها بعض ذكرياتها من العراق.
وهكذا تقول أم ريام، إن "أحوال ابنتها تغيرت بالكامل، وما كانت تعاني منه بالأمس اصبح الآن ذكرى تضحك كلما تتذكرها".
وقال الناشط في مجال أندماج أطفال اللاجئين فلاح حامد (48) عاماً، لـ(أصوات العراق)، إن "الكثير من الأطفال يبدون متلهفين وهم يزورون العراق مع عوائلهم، كما تراهم كثيرو الحركة والكلام، فهم يفتقرون الشمس واللعب والحركة المستمرين في الهواء الطلق بسبب المناخ القاسي الذي تتميز به السويد"، مبينا "أنهم في العراق، يعيشون واقعاً اجتماعيا مختلفاً عمت في السويد، فالأهل والاصدقاء من كل صوب وحدب، والشمس تحتل السماء منذ الصباح الباكر ولا تطلق سراحها إلا في وقت متأخر من المساء، والفوضى التي تعيش بها المدينة تمكنهم من قيادة دراجاتهم الهوائية أينما كان دون التقيد بنظام للسير كما هو الحال في السويد، وأمور أخرى كثيرة تجذبهم".
وتابع فلاح، وهو عراقي يعيش في السويد منذ 15 عاماً، القول إن أطفال اللاجئين من الذين بدأوا الدراسة في المدارس السويدية "يتوقون الرجوع إليها بعد مدة من الزمن"، معللا ذلك بـ "المغريات الحياتية المتوفرة لهم في مدارسهم والتعامل اللطيف والإنساني الذي يُعاملون به".
ويبتعد اسلوب التعليم في المدارس السويدية عن "الضرب" أو "التوبيخ" أو استعمال مفردات "السخرية والشتم والإهانة" مع الطلبة، بل على العكس من ذلك تماما فأن جميع مشاكل الطلبة يعالجونها بهدوء و"أبتسامة" لا تعرف الغياب عن وجوه المعلمات والمعلمين وبشكل يثير العجب لدى عائلات الأطفال الذين لم يعتادوا على ان تطغى الابتسامة على وجوه معلمي ابنائهم في العراق.
ومدة الدراسة التي تمتاز بطابعها المختلط في السويد للمرحلة الاساسية والأولية، هي تسع سنوات وهي أجبارية ومجانية يُلزم بها جميع الاطفال الذي تترواح اعمارهم بين ست- سبع أعوام وحتى 16-17 عاماً حيث تبدأ عندها الدراسة الثانوية وهي أختيارية، كما انه لا يوجد اختبارات (امتحانات) للطلبة خلال سنوات دراستهم التسع الأولى، وأول اختبار دراسي يجرى للطلبة يكون في الصف التاسع.
وتعامل المدارس السويدية الطلبة جميعاً بالمستوى نفسه إن كانوا لاجئين أو سويديين، غير أن الطلبة اللاجئين يوضعون عند مباشرتهم الدراسة في صفوف خاصة لتعلم اللغة بالشكل الذي يمكنهم من متابعة دراستهم بسهولة ويسر بعد ذلك.
لكن الهوة كبيرة بين مجتمعاتنا الشرقية (العراقية تحديدا) والمجتمعات الغربية، وتعاني بعض عائلات المهاجرين من تلك الفروقات خاصة فيما يتعلق بموضوع تنشئة الأطفال وتربيتهم وفقاً لاسلوب مغاير لما تربوا عليه.
كما ترى بعض تلك العائلات في الدراسة المختلطة للطلبة، وصالات السباحة المشتركة، وحتى حمامات المدارس التي يستحم فيها الطلبة والطالبات بعد دروس الرياضة، أمورا من الصعب تقبلها.
كما انهم لا يرتاحون ربما لأجوبة المعلمين "الجرئية" بشأن تساؤلات الطلبة بما يتعلق بمواضيع الجنس والحمل والانجاب أو العلاقة بين الرجل والمرأة، كونها تدخل ضمن نطاق المحرمات التي من "المعيب" الحديث عنها في مجتمعاتنا الشرقية.
وتراعي المدارس السويدية قدر الأمكان فرق الثقافات بين أهل البلد الاصليين وبين الجنسيات المتعددة للاجئين في السويد، لكنها بكل الأحوال لن يكون بمقدورها الأخذ بكل تلك الأعتبارات وهي تعتمد في مدارسها نظاماً تربوياً خاصاً يعمم على جميع الطلبة مع مراعاتها للفروقات قدر الأمكان.
وجرت العادة ان يُسأل ذوو الطالب عند تسجيلة في احدى مدارس السويد حول أنواع الطعام الممنوعة عنه بسبب "المرض" او "المعتقدات الدينية" ويتم تسجيلها كملاحظات ترسل الى المشرفين على اعداد الطعام في المدرسة لأخذها بنظر الأعتبار.
التعليقات
هناك فرق
عراقي -سيادة الاخ الكاتب لاحظ عندما تتكلم عن العراق وصعوبة أندماج الطفل العراقي في مدارس السويد الفرق بين من تربى في مناطق مترفه من العاصمه العراقيه كالمنصور مثلا وبين من تربى في قرى الارياف ومدارسها الفرق بينهما شاسع جدا في كل شئ بدءا من طريقة معاملة الطفل وتربيته الى عادات وتقاليد البيئه المحليه وتكوين العائله مثلا العائله الصغيره هي الشائعه في المدن بينما العائله الكبيره متعددة الاجيال تكون شائعه في الريف لذلك ليس كل ما تستغربه ولا تتقبله فئه معينه من العراقيين تستغربه الفئه الاخرى مع أحترامي لجميع المغتربين العراقين في كل أنحاء العالم
هناك فرق
عراقي -سيادة الاخ الكاتب لاحظ عندما تتكلم عن العراق وصعوبة أندماج الطفل العراقي في مدارس السويد الفرق بين من تربى في مناطق مترفه من العاصمه العراقيه كالمنصور مثلا وبين من تربى في قرى الارياف ومدارسها الفرق بينهما شاسع جدا في كل شئ بدءا من طريقة معاملة الطفل وتربيته الى عادات وتقاليد البيئه المحليه وتكوين العائله مثلا العائله الصغيره هي الشائعه في المدن بينما العائله الكبيره متعددة الاجيال تكون شائعه في الريف لذلك ليس كل ما تستغربه ولا تتقبله فئه معينه من العراقيين تستغربه الفئه الاخرى مع أحترامي لجميع المغتربين العراقين في كل أنحاء العالم
اللي مو عاجباه يرجع
indian Johnes -يابه السويديون لم يضربوا أحدا على خده حتى يلجأ لهم ، هذه هي السويد منذ الفايكينغ و من لا يستطيع التأقلم يستطيع الرحيل و شكرا له
اندماج المسلم صعب
شلال مهدي الجبوري -اندماج المسلم خارج بيئته الاسلامية صعب جدا بحكم القيم والتعاليم الاسلامية المتشددة لكثرة المحرمات مع تداخلها مع العادات والتقاليد التي تحول دون اندماج المسلم وادعم راي هذا ان اللاجئين غير المسلمين القادمين من نفس هذه الدول الاسلامية نراهم يندمجون بكل سهولة وانا شخصيا اعيش بالغرب ارى ان اللاجئين العراقين من المسيحين والصابئة واليزيدين بسهولة يندمجون بهذه المجتمعات في حين اكثر المسلمين العراقين من العرب والاكراد والتركمان يرفضون الاندماج وتراهم متقوقعين ومنغلقين على انفسهم ويعيشون في كيتوات ولهم مدارسهم الاسلامية ومحلاتهم التجارية ودور عباداتهم والتزاوج فقط بين ابنائهم وبناتهم وبالعكس هناك منهم من يريد ان ابناء هذه الدول ان تعتنق ديانتهم وتقاليدهم. اندماج المسلم خارج بيئته الاسلامية صعب جدا سواء كان في اوربا او امريكا او الصين او اليابان ,,,,الا في حالة واحدة اذا سمح للمسلم والمسلمة الزواج وبارادة حرة من ابناء وبنات اي دين آخر من دون فرض اعتناق الاسلام على الطرف المقابل بالاظافة الى عوامل اخرى ولكن يبقى هذا العامل الحاسم والاساسي للاندماج وهذة مسالة دينية وصعب حسمهاوهنا تكمن الصعوبة في حين كل الاديان المعروفة بالعالم تجيز حرية الزواج من خارج دياناتها ما عدى الدين الاسلامي
متخلف يناقش متخلف
fawaz -الى اصحاب التعليقين الاوليين عراقي واندينا - كلامكما غير منطقي للمرة واغلبة نقد - انا من منطقة راقية في بغداد وكن اشعر حين مجيئي للغرب بضيق نفس وتشنج بل شلل تام واشياء نفسية كثيرة - نحن بشر ولسنا الات - بالنسبة لمسالة الرجوع ارني الامان وانا ارجع فورا بالرغم من تجنيسي وعملي المثمر -شكرا
اندماج المسلم صعب
شلال مهدي الجبوري -اندماج المسلم خارج بيئته الاسلامية صعب جدا بحكم القيم والتعاليم الاسلامية المتشددة لكثرة المحرمات مع تداخلها مع العادات والتقاليد التي تحول دون اندماج المسلم وادعم راي هذا ان اللاجئين غير المسلمين القادمين من نفس هذه الدول الاسلامية نراهم يندمجون بكل سهولة وانا شخصيا اعيش بالغرب ارى ان اللاجئين العراقين من المسيحين والصابئة واليزيدين بسهولة يندمجون بهذه المجتمعات في حين اكثر المسلمين العراقين من العرب والاكراد والتركمان يرفضون الاندماج وتراهم متقوقعين ومنغلقين على انفسهم ويعيشون في كيتوات ولهم مدارسهم الاسلامية ومحلاتهم التجارية ودور عباداتهم والتزاوج فقط بين ابنائهم وبناتهم وبالعكس هناك منهم من يريد ان ابناء هذه الدول ان تعتنق ديانتهم وتقاليدهم. اندماج المسلم خارج بيئته الاسلامية صعب جدا سواء كان في اوربا او امريكا او الصين او اليابان ,,,,الا في حالة واحدة اذا سمح للمسلم والمسلمة الزواج وبارادة حرة من ابناء وبنات اي دين آخر من دون فرض اعتناق الاسلام على الطرف المقابل بالاظافة الى عوامل اخرى ولكن يبقى هذا العامل الحاسم والاساسي للاندماج وهذة مسالة دينية وصعب حسمهاوهنا تكمن الصعوبة في حين كل الاديان المعروفة بالعالم تجيز حرية الزواج من خارج دياناتها ما عدى الدين الاسلامي
انا طالب في السويد
لك غير بطر عدكم -انا طالب بالسويد صارلي سنتين لا اكو عتة بلساني ولا بطيخ
انا طالب في السويد
لك غير بطر عدكم -انا طالب بالسويد صارلي سنتين لا اكو عتة بلساني ولا بطيخ
السويدوطن جديدلاجيال
عبد الله -حول تعليق السيد شلال الجبوري على موضوع السويد وطن جديدلاجيال من الاطفال العراقيين اخي شلال الجبوري اليوم لاحظت مقال منشور بموقع ... بعنوان المسلمات الدينيه تقف حاجزا منيعا يعيق تطور البحث العلميتستنتج منه بان اتباع الشريعه والدين يعيق التطور اعتقد لو تقرأه انت وباقي الاعزاء القراء قد تقتنع بما توصل اليه الكاتب الباحث زهير عطا سالم، من ان الدين والشريعه مسائل شخصيه لا تضعها حائل دون تطورناتحياتي للجميع
اتمنى
جمانة -كم اتمنى ان يصبح نظام التعليم في العراق كما هو في السويد حيث التعليم الزامي لمرحلة الدراسة المتوسطة بالاضافة الى التعليم المجان لغاية انتهاء الطالب من المرحلة الثانوية..ليس هذا فحسب وانما توفر الكتب والدفاتر والمستلزمات الاخرى بالمجان مع وجة غذاء يومية لجميع.. اما التعليم العالي لمن يرغب باكماله يسمح للطالب اخذ قروض كرواتب شهرية تكفيه على ان يسددها عندما يدخل سوق العمل وبالاقساط المريحة.. هذا كله في بلد لايملك حتى ولو برميل واحد من النفط ؟؟؟
هم و..
ريمون -يمتاز السويديون بحاسة مضافة وهي حاسة الاصغاء الى الاخر وحاسة فيزيولوجية اخرى وهي افعل ما تراه مناسبا , لا توجد حلول جاهزة وفي مدارسهم جميع النتائج تستقى من التحليل ولاتعمم ولا تنمط , يصغون وينتبهون الى انماط تفكيرنا , اليوم اصبح القسم الاكبر منهم يتعرفون على عاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا الفكرية والدينية , وبصدق اقول ومن خلال التصاقي اليومي بهم : انهم فعلا خير امة اخرجت للناس .. واما نحن فنحن من امة تكره العمل وتعادي الصدق وتقلب المعايير وتعلم وتتعلم الدردشة بصوت عال ولله الحمد .
اتمنى
جمانة -كم اتمنى ان يصبح نظام التعليم في العراق كما هو في السويد حيث التعليم الزامي لمرحلة الدراسة المتوسطة بالاضافة الى التعليم المجان لغاية انتهاء الطالب من المرحلة الثانوية..ليس هذا فحسب وانما توفر الكتب والدفاتر والمستلزمات الاخرى بالمجان مع وجة غذاء يومية لجميع.. اما التعليم العالي لمن يرغب باكماله يسمح للطالب اخذ قروض كرواتب شهرية تكفيه على ان يسددها عندما يدخل سوق العمل وبالاقساط المريحة.. هذا كله في بلد لايملك حتى ولو برميل واحد من النفط ؟؟؟