مدرسة بريطانية تعلم أبناء الصفوة في كازاخستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اولجاس اويزوف منالمااتا -كازاخستان: يقول رجل الأعمال سرجان جوماشوف إن بعض اصدقائه سخروا منه حين راودته فكرة فتح مدرسة بريطانية في بلاده قبل خمسة أعوام.
وحضر نحو 300 تلميذ واولياء أمورهم حفل افتتاح المدرسة بمبنى أنيق من الزجاج والخرسانة بمنطقة طورت حديثًا في مدينة الما اتا المركز التجاري في قازاخستان.
وقال جوماشوف رئيس مجلس ادارة شركة كابيتال بارتنرز للانشاء " قررنا اخذ هذه الخطوة كي يبقى اطفالنا هنا وفي الوقت نفسه يتلقون التعليم الذي يتيح لهم دخول اي جامعة".
والمدارس النظامية في قازاختسان مجانية ومعظمها يدرس باللغة القازاخستانية أوالروسية غير ان الكثير من مباني هذه المدراس في حاجة إلى ترميم ونتيجة نقص الاماكن تعمل مدارس في بعض المناطق على ثلاث فترات.
ولا تعترف سوى الجامعات المحلية بالشهادة الممنوحة من المدارس المحلية وعلى من يريد الدراسة في الخارج ان يرتب بنفسه لاجتياز اختبارات الالتحاق.
أنفق جوماشوف وستة من رجال الاعمال من أبناء وطنه -منهم نورجان سوبخانبردين رئيس مصرف كازكوميرتس بنك ومارجولان سيسمباييف المساهم الرئيس في مصرف الايانس بنك- نحو مئة مليون دولار على المشروع.
وهيليبيري مدرسة بريطانية خاصة اسست في عام 1862 في هيرتفورد هيث على بعد 32 كيلومترًا إلى الشمال من وسط لندن وكانت من أكثر المدارس الاجنبية الخاصة حماسًا حين اتصلت بها المجموعة لمعرفة رأيها. ومن اشهر خريجيها كليمنت اتلي رئيس وزراء بريطانيا في فترة ما بعد الحرب.
وهيليبيري ضمن عدد من المدارس البريطانية الخاصة التي تفتتح فروعًا في الخارج كمصدر لدخل اضافي ومن بينها هارو وريبتون وشروبيري.
وتقول فيونا روجرز الامينة العامة لمجلس المدارس البريطانية الدولية ان التعليم البريطاني يحظى بشهرة عالمية وان هناك نحو الفي مدرسة في الخارج تدرس اجزاء من المنهج البريطاني.
وصرحت لرويترز "تجد المدارس البريطانية المستقلة التي اختارت استغلال هذا السوق ان افتتاح فرع في الخارج يتيح مصدرًا مهمًا للدخل ويمكن بدوره ان يساعد المدرسة الام في بريطانيا على تقديم منح أكثر للطلبة والاسهام بصورة أكبر في المجتمع المحلي".
وقالت ان منظمتها تلقت اعدادًا متزايدة من الاستفسارات من افراد وشركات وحكومات خارج بريطانيا بحثا عن مدارس بريطانية مستقلة مهتمة بفتح فرع دولي.
وهيليبيري من المدارس المفضلة بالفعل لدى الاثرياء في قازاخستان الذين بدأوا في ارسال اطفالهم لمدارس غربية في التسعينات.
وقال مدير المدرسة جان سكوت "دائما ما كان هناك اطفال من قازاخستان في هيليبيري. كان سرجان احد اولياء الامور."
وذكر جوماشوف انه وشركاءه لا يحاولون تحقيق ربح وان الرسوم التي ستفرضها المدرسة تغطي التكلفة فقط.
ورغم ذلك فان مصاريف التلميذ الواحد بين 16 و20 الف دولار سنويا وهي تفوق مقدرة معظم الاسر. ومتوسط الاجر الشهري في قازاخستان -وهي جمهورية سوفيتية سابقة غنية بالموارد- 500 دولار.
وقال جوماشوف "ننوي تقديم نحو عشر منح دراسية لابناء الاسر المحدودة الدخل بداية من العام المقبل."
واوردت مجلة فوربس ان قازاخستان ويبلغ تعداد سكانها 15 مليون نسمة بها سبعة ملياديرات ويعتبرها اقتصاديون غربيون من اكثر الدول نجاحا في اصلاحات السوق في اسيا الوسطى.
وانفقت الحكومة نحو 3.8 مليار دولار أو 3.6 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي على التعليم في عام 2007 مقارنة مع 5.8 في المئة في الولايات المتخدة.
واثر ضعف السيولة عالميا على الاقتصاد ويتوقع رسميا ان يتباطأ معدل النمو هذا العام الى 5.3 في المئة من 8.7 في المئة في عام 2007.
ورغم ذلك بدا حفل افتتاح المدرسة كاستعراض لما يمكن ان تشتريه ثروة النفط حيث اصطفت سيارات الدفع الرباعي الجديدة خارج المبني الواقع في الجهة المقابلة من فندق ماريوت البديع.
وتصافح اولياء الامور وكثير منهم من المسؤولين السابقين والحاليين وتعانقوا وأبدوا مخاوفهم بشان قدرة ابنائهم على فهم المدرسين ومعظمهم من الاجانب.
وأبدى ولي امر طلب عدم نشر اسمه قلقه بشأن سلوك ابناء الطبقة الغنية وصاحبة السلطة في قازاخستان الذين اعتادوا ان تجاب مطالبهم.
وقال "ربما يكون الامر صعبا في وجود هذا العدد الكبير من ابناء الاسر الغنية.. ينبغي ان يكونوا صارمين للغاية منذ البداية."