آراء الشارع الالماني وأحداث غزة

نزار جافو زمکان عزيز من بون: تتصاعد وتيرة الاحداث المأساوية في قطاع غزة و تتوالى أخبار الفجائع و الکوارث الانسانية بين المدنيين و ينعکس ذلك بوضوح ليس في القنوات الاعلامية العالمية وإنما حتى في الاوساط الشعبية بين مختلف مجتمعات العالم سيما الدول المتحضرة منها. ويتابع الاوربيون بشکل عام والشعب الالماني بينهم، أحداث غزة و تجد إنعکاسات تلك الاحداث التراجيدية متجسدة في نبرة کلامهم و تقاسيم وجههم عندما تطلب منهم التحدث بخصوص ذلك. وقد طرحنا على شريحة متنوعة من الالمانيين سؤالا بخصوص رأيهم عن الذي يحدث في غزة و قطعا لم يکن العديد منهم متمحسا لإبداء موقفه بهذا الخصوص سيما عندما وجد أن الامر لقناة إعلامية عربية، فيما کان البعض من الذين تحدثوا إلينا يتسائلون لماذا لانطرح السؤال نفسه على قادة إسرائيل و حماس لإن الکرة في ملعبيهما على حد قولهم. وقد کان هنالك خطا محددا في السياق العام يشير الى تفهم أکبر للموقف الاسرائيلي مع إدانة ضمنية واضحة لموقف حرکة حماس وهو يبين قوة تأثير الاعلام الاسرائيلي في قناعة المجتمعات الاوربية و توجيهها بالشکل و المضمونين اللذين يخدمان نهجها و سياستها المتبعتين على الارض.

قمنا بإبادة ستة ملايين يهودي
السيدة ايزاماريا، صيدلانية متقاعدة في التاسعة و الستين من عمرها، قالت بخصوص أحداث غزة المأساوية:"ينتابني الخجل إذا ماتفوهت شيئا ضد اليهود، نحن قمنا بإبادة ستة ملايين منهم بسبب من السياسات العنصرية المبنية على اساس ديني ولم نکن نحن الالمان لوحدنا سبب عودة اليهود الى فلسطين إذ وفي عام 1918، عادت أول عائلة يهودية من روسيا لأرضها الموعودة ولم تکن سوى عائلة موشي دايان وزيري الدفاع الاسرائيلي الاسبق، وقد تسببت الکراهية الدينية العالمية في تجميع اليهود بفلسطين رغم انهم قد عادوا الى أرض آبائهم و أجدادهم. وان الذي يحدث حاليا هو قطعا إنعکاس لسياسات غير مسؤولة من جانب حماس و من جانب اسرائيل أيضا ولاسيما وان حرکة حماس تصر على إلقاء صواريخها على رؤوس المدنيين الاسرائيليين و ترفض التخلي عن ذلك بأي شکل من الاشکال و تطرح شروطا تعجيزية لا تتفهمها اسرائيل و لا المجتمع الدولي.".

أما فولفکانك 54 سنة و يعمل موظفا، فقد أجابنا ببسمة کبيرة قائلا:"حماس مخدوعة بدعايات الجماعات المتشددة و هي تمضي قدما لإرباك و تشويه الحلم الفلسطيني الذي بات يتجسد بعد ان افسحت اسرائيل مجالا لذلك و برأيي فإنه من العقلانية لو قام الفلسطينيون بإرساء وحدة قومية بينهم و بين الشعب اليهودي على الاراضي التي يقيم عليها کلا الطرفين و أتصور بأنهم کانوا سيصبحون أعقل و أغنى شعب في العالم. المشکلة ان الفلسطينيين يستمعون للعرب و هؤلاء يقومون بتوتيرهم و إثارتهم کي يقومون بعمليات إنتحارية فيما يطلب اليهود السلام و التعايش معا و من الضروري أن يتقبل الفلسطينيون ذلك المطلب بفخر و إعتزاز لکن للأسف فإن الطرفان يقفان دوما بالمرصاد لبعضيهما.

قتل الاطفال
غوستاف شفرينك 63 سنة وهو موظف متقاعد يقول:" القتال يبدأ دوما حماس و هي التي تسبب الازمات الدبلوماسية و خطأ الفلسطينيين انهم قد إختاروا

حماس وإلا فإنهم لم يکونوا يشهدوا هکذا أيام ولو لم تکن حماس لما کانت تحدث هکذا مآسي وان حرکة حماس ومن أجل بقائها و ديمومتها تقوم بإشعال الحروب و إطالتها کي يجمعوا بسبب من ذلك المزيد من الاموال. وقاطعته أخته"هيلکا"البالغة 77 عاما من عمرها قائلة:"لکن لماذا تقوم اسرائيل بقتل الاطفال و الناس العزل الابرياء؟ و الطرفين مذنبين خصوصا الفلسطينيين إذ يقومون من أجل الاستقلال و التحرر بالتسبب في قتل الاطفال و المدنيين. لو قامت الامم المتحدة بإرسال قوات حفظ السلام فإنني أنصح الآباء و الامهات الفلسطينيين بأن لا يتسببوا بإراقة دماء أبنائهم في سبيل سلام تلك الاطراف أي لا يعيدوا خطأ بوش في العراق." وقاطع غوستاف أخته وهو يقول بإنفعال:"الدولة الرأسمالية ترسل جنودها لدولة متخمة بالنفط و بوش لا يرسل جنودا للفلسطينيين" غير ان هيلکا قاطعته وهي تقول:"وهناك امر مهم؛ حماس تخفي قادتها و تترك الاطفال في جبهات القتال" و ختم غوستاف کلامه بالقول:"هذه المعرکة معرکة دينية و إذا ما توقفت اليوم فإنها ستندلع غدا".

على اسرائيل ان تترك حماس
کلاوس إيشنباخ يهودي الماني يبلغ 68 عاما من عمره و هو مهندس ميکانيکي متقاعد يقول بشأن أحداث غزة:"لست محبا للحروب و الحرب ليست عملا إنسانيا، حماس حرکة تخدم تطلعات معينة و على اسرائيل ان تترك حماس و أن لا تمارس المزيد من الضغط بحقهم ونحن نعلم انه ومنذ سنين عديدة تبادر اسرائيل الى حرب دفاعية لکن حماس مستمرة في هجماتها و يختبئون بين الاطفال و المستشفيات وهذه خدعة تمارسها حماس ضد اسرائيل و من أجل ذلك يقتل أناس أبرياء. الحمساويون يجعلون من الاطفال دروعا لهم وهذا تصرف إرهابي و برأيي فإن هذه الحرب لاتشبه أية حروب أخرى رأتها المنطقة بدولها المختلفة لأنها تتعمد إدخال المدنيين الابرياء عمدا الى داخل حلقات النار في سبيل مآرب محددة.

أما هونيوس يواخيم البالغ 27 عاما وهو طالب جامعي فيقول:"مهمة اسرائيل صعبة جدا، إذ يجب عليها ان تقوم بتحديد عدوها ومن ثم المباغتة بالهجوم عليه وليس التعرض لساحة بشرية عامة من أجل القضاء على ثمة عدو مختبأ هناك و لو طبقنا هکذا مبدأ اسرائيلي في محاربة الارهاب في مختلف أرجاء العالم فإنه ستکون هنالك أرقام مفزعة لعدد الضحايا من المدنيين و الابرياء کما انه في نفس الوقت فإن على حرکة حماس ان تلجأ للحکمة و مرونة أکثر في تعاملها و مواجهتها لاسرائيل ولا أعتقد بأن السياسة الحالية المتبعة من قبل حرکة حماس ستقود الى نتيجة ما لصالحها".

القتال العبثي
فيکتور غريل 38 سنة و يعمل سائق شاحنة يؤکد بأنه ضد کل سياسة تقود الى المواجهات و يعتبرها سببا للکوارث و المآسي لکنه يستدرك قائلا:"الى متى لا تتخلى حماس عن قتالها العبثي و تتسبب في تشويه صورة الفلسطينيين عالميا. طبيعي أنه من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها لکن ببالغ الاسف فإنه و خلال ذلك الدفاع و المواجهة يقتل أناس أبرياء. وهناك امر مهم اود الاشارة اليه، وهو ان حرکة حماس يفکرون فقط من خلال منظور ديني ضيق لکن اليهود و منذ الازل ينجزون أهدافهم بعقلية سياسية وهم مثابرون من کل النواحي وهناك مثل روسي يقول"هل رأيت مرة يهوديا يحمل مجرفة؟" کدلالة على حسن تدبرهم".
لکن ديفيد ديجويلو الايطالي المقيم بألمانيا و البالغ 35 عاما فقد کان له رأي من نوع خاص عندما قال:"أنا لاأحب القتال و المعارك و أکره مشاهدته و کذلك الامر بالنسبة للايطاليين، العرب يقاتلون لکي يجمعوا الاموال و الامريکيين يحبذون ذلك لکي يقومون ببيع اسلحتهم وخلال ذلك يجب على العرب و اليهود أن يريقا دماء بعضيهما البعض.".

باتهzwnj; موظف في مستشفى الماني وهو بالاصل من بورکينافاسو ويبلغ 40 عاما فقد قال:" يجب على العالم ان يعمل من أجل عدم بقاء حماس و کل مجموعة متطرفة و إرهابية حتى يتمکن الجميع من العيش بسلام و إستقرار و طمأنينة. بالنسبة لي فإن المجموعة الارهابية مثل تلك الحديقة التي تفتقد الى الرعاية و تنمو فيها مختلف أنواع الحشائش و النباتات و بعد أن تقوم بقلع و إستئصال کل الحشائش و النباتات الضارة تستخدم ماکينة قص الحشيش لکي تعيد الجمال و النضارة لتلك الحديقة. وبرأيي فإنني أرى ان تجميل المظهر الانساني يجب أن يبدأ من ايران وعندما نجد کيف أن قلب حماس و حزب الله سيتقف عن الخفقان".