حي القيصرية الجزائري قبلة تجارية من القرون الوسطى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر:لا يزال حي القيصرية الواقع في قلب مدينة تلمسان الجزائرية (800 كلم غرب العاصمة) محافظا على تموقعه كقبلة تجارية مفضلة للسكان المحليين، تماما مثلما كان دأبه منذ إنشائه زمن القرون الوسطى حينما كانت حاضرة تلمسان تمثل مفترق طرق للتجارة الدولية في البحر الأبيض المتوسط.
ويوجد بالقيصرية حاليا ممر رئيسي للراجلين تعم فيه النشاطات التجارية المكثفة خاصة من طرف الزبونات، خصوصا مع ما يزخر به الحي من عديد المحلات المختصة في بيع الحلي والملابس التقليدية، والتي يكثر الإقبال عليها في الأعياد ومواسم الأفراح، على نحو لا متناهي من طرف النساء اللائي يتوجهن لاقتناء الأزياء التقليدية كـ"القفطان" و"الكاراكو" و"القويّط" وكذا "الفوقيات" التي ترتديها النساء بكثرة هناك وتتبختر بها في سائر المجالس والمناسبات.
وتقترح المحلات الصغيرة المتراصة على جوانب القيصرية أنواعا من الملابس التلمسانية من الطراز الرفيع، حيث يُباع القفطان التلمساني المزين بالخيوط الذهبية (فتلة ومجبود) في فترة الأعراس ما بين 60 و100 ألف دينار، في حين يباع الكاراكو بحوالي 50 ألف دينار، والفوقية وهي لباس من أصل مغربي ما بين 20 و 30 ألف دينار.
وتبعا لحرصهم على انتهاز الفرص التي تتوفر لهم، يعرض تجار القيصرية منتوجات مختلفة رفيعة، علما وأنّ فصل الصيف هو الزمن المناسب لترويج بضائع القيصرية الغالية التي تقتنيها أيضا النساء الجزائريات المغتربات، واللواتي غالبا ما يأتين خصيصا لشراء ما يلزمهنّ من ملابس لها وهجها.
ولا تنقطع الحركة التجارية بحي القيصرية على مدار ساعات اليوم، حيث من الصعب في بعض الأحيان المرور نظرا لضيق الممر، وتواجد باعة متجولين يقترحون على الأرصفة ملابس داخلية للرجال وقبعات وأحذية للنساء والأطفال، وبالرغم من فتح العديد من المحلات الكبيرة عبر المدينة، فإنّ النساء التلمسانيات لا يزلن يترددن على المحلات الضيقة بالقيصرية، لأنّ الاختيار متنوع وأصحاب المحلات يعرفون كيف يتعاملون مع الزبائن من النساء كما اعترفت إحداهنّ.