إيلاف+

إعلاميون عراقيون يتحولون لساسة ويترشحون للانتخابات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تكريت: يبدو أن الترشيح لانتخابات مجالس المحافظات لم يقتصر على السياسيين فقط، بل أغرى الصحفيين بترك صاحبة الجلالة والاتجاه إلى السياسة، من باب مجالس المحافظات. وفي سابقة تحدث لأول مرة في المحافظة، رشح عدد من صحفيي محافظة صلاح الدين أنفسهم لانتخابات مجالس المحافظات، في محاولة منهم لنيل مكاسب اجتماعية وخدمية لهم ولزملائهم الذين يتطلعون من خلالهم لتحقيق ما لم تحققه الصحافة.

تهميش الصحفيين دفعني لترشيح نفسي

يقول الصحفي براء محمد صالح، مرشح القائمة العراقية لانتخابات مجلس محافظة صلاح الدين، في حديث لـ"نيوزماتيك"، إن "ما دفعني لترشيح نفسي للحصول على مقعد في مجلس المحافظة هو ما حصل من تهميش للصحفيين والصحافة بشكل عام، وهو الدافع الرئيس بالنسبة لي للاشتراك بالعملية السياسية القادمة".

ويعتقد صالح، الذي كان يعمل مديرا لإعلام المحافظة لمدة ثلاث سنوات، وتم طرده وغلق مكتب الإعلام، بسبب نشره مقالات تنتقد أداء المجلس وتلكؤه في إعمار المحافظة، في صحيفة المنتصف الأسبوعية التي يرأس تحريرها، أن "الإعلام همش بشكل غير طبيعي، ولم نجد من يدافع عن حقوق الصحفيين وما تعرضوا له، بالرغم من مقتل عدد كبير منهم بأعمال عنف" ويؤكد أن "هذا الإهمال لحقوق الصحفيين هو ما دفعني للاشتراك بالعملية السياسية، لضمان حقوق زملائي ورفع بعض الحيف الذي لحق بهم وبأسرهم".

ويسعى الصحفي صالح، في حال فوزه بأحد مقاعد مجلس محافظة صلاح الدين إلى "توفير حصانه للصحفيين أثناء تناولهم المواضيع الحساسة، ودعمهم لإطلاق حرية الرأي، وتوفير دعم مادي للمؤسسات الإعلامية التي يعملون بها من خلال نشر الإعلانات وكافة النشاطات الحكومية، بالإضافة إلى توفير مجال أوسع لحضور الصحافة والإعلام في كافة الاجتماعات الرسمية، ومساعدتهم في كشف كل ما يدور خلف الكواليس، ونقله إلى الشارع".

ليست هناك حرية للإعلام

ويرى الإعلامي مزهر فليح حسن السامرائي، الذي عمل مذيعا في قناة صلاح الدين التلفزيونية، ومرشح مؤتمر صحوة العراق لانتخابات مجلس محافظة صلاح الدين، أنه "ليس هناك حرية كاملة للإعلام، بدليل وضع الكثير من القيود على نقله للحقائق"، ويشير إلى أنه "في حال فوزه سيدعو لإعادة النظر بحقوق الإعلاميين وتفعيل دور الإعلام".

ويؤكد السامرائي الذي يعمل حاليا معاونا لرئيس المجلس البلدي لمدينة سامراء، أن "انتخابات مجالس المحافظات القادمة، ستؤسس لمرحلة مهمة في تاريخ العراق، نظراً لما تمثله الحكومات المحلية من أهمية كبيرة في صنع القرار، خصوصاً في المرحلة المقبلة لما ستشهده من انعطافة مهمة في تحديد هوية العراق الإدارية فيما يخص تشكيل أقاليم محافظات العراق".

وكان النائب المستقل في البرلمان وائل عبد اللطيف، قد أعلن بداية آب الماضي، إلى إقامة إقليم في محافظة البصرة، وجعلها إقليماً فيدرالياً، ودعا مواطني المحافظة إلى توقيع استمارات لمطالبة الحكومة الاتحادية بإجراء استفتاء حول الفيدرالية، ويعتبر المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم من دعاة إقامة الأقاليم الفيدرالية في جنوب ووسط العراق على غرار إقليم كردستان في الشمال، لكن الدعوة تواجه ردود فعل متباينة لدى الكتل السياسية التي يفسر بعضها الفيدرالية على أنها تقسيم للعراق.

لم نسمع بمسؤول يطلب رأي الإعلاميين

ومن جهتها، تقول الصحفية منال العلي، التي تعمل كمحررة في صحيفة الوطن المحلية، وغالبا ما تنتقد عبر مقالاتها أداء المسؤولين، وتتهمهم بالتقصير في تقديم الخدمات للمواطنين، ومرشحة قائمة الكتلة العربية إن "دور الإعلامي لا يختلف عن دور أي فرد فاعل في الحكومة المحلية، بل وربما يكون أكثر دراية بالكثير من الأمور منه، لأنه في قلب الحدث" وتضيف "إلا إننا لم نسمع يوما أن مسؤولا طلب رأي إعلامي في أي موضوع يخص المواطنين".

وتعتبر العلي أن "تهميش دور الإعلام في العديد من القضايا التي تهم المواطنين إن كانت اقتصادية أو أمنية أو سياسية، هو دافع إضافي للإعلاميين لكي يتمكنوا وعبر طرق مختلفة من المشاركة في العملية السياسية".

وتسعى العلي، من خلال ترشيح نفسها لمجلس المحافظة، إلى "تشكيل لجنة للإعلام تتبنى المشاريع الإعلامية، كتأسيس مؤسسة إعلامية، أو صحيفة، أو مجلة ثقافية، أو لتطوير قابليات الطفل".

وتبين الصحافية منال العلي أن ما دفعها للابتعاد عن مهنة المتاعب إلى مهنة أكثر تعبا وهي السياسة، هو "قلة الخدمات في المحافظة، حيث تشكو الكثير من القرى والأحياء من وصول الماء" وتضيف أن "تقديم الخدمات هو أساس عمل الحكومة المحلية، التي أسعى للحصول على مقعد فيها، للمطالبة بالخدمات".

ولا تنكر الإعلامية العلي، أن "الامتيازات المادية التي يحصل عليها أعضاء الحكومة المحلية، هي أحد الأسباب التي دفعتها للترشيح، فهي تقول أن "العضو الذي تنتهي مدة عضويته في المجلس سوف يحصل على راتب تقاعدي، ولكن الصحفي ليس له أي راتب تقاعدي".

الإعلامي هو الأصلح.. ولكن

من جانب آخر يقول المواطن علي سعيد 32 سنة، في حديث لـ"نيوزماتيك" "إننا نشاهد يوميا مئات البوسترات، وعشرات الإعلانات، عن المرشحين، والكل يدعي النزاهة والأمانة والكفاءة، ونحن في حيرة من أمرنا ومن ننتخب من هؤلاء الأمناء" ويضيف "لذلك قررت أن أقضي يوم الانتخاب، مع عائلتي ووسط أطفالي، بعيدا عن إزعاجات السياسة والمرشحين".

فيما ترى المواطنة فاطمة فرحان 35 سنة أن "الإعلامي سوف يكون الأصلح للفوز بمقعد في مجلس المحافظة، لأنه يشعر بمعاناة المواطنين، وبالتالي سوف يكون مطالبا بحقوقهم".

أما التربوي المتقاعد، جاسم محمد، 54 سنة فيعتقد أن "انتخاب الشخص المتعلم والذي يحمل شهادة جامعية، أفضل من انتخاب آخر غير كفء" لكنه يستدرك، أن "الإعلامي الذي يظهر من خلال شاشة التلفزيون، أو يكتب مقالا في صحيفة، غير قادر على المطالبة بالخدمات للمواطنين".

أما الصحفي صباح البازي، مراسل وكالة رويترز، فيقف موقف المشجع لزملائه الإعلاميين الذين رشحوا لمجلس محافظة صلاح الدين، ويقول في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "زملائي اختاروا الابتعاد عن مهنة المتاعب، إلى مهنة البحث عن السياسة".

ويضيف البازي "أتمنى أن تتخطّى الأحزاب والقوى السياسية، موضوع المجاملات والعلاقات في مسألة الترشيح لمناصب مجالس المحافظات، وأن يكون المعيار الوحيد للترشيح والفوز هو الكفاءة" ويتابع "كما أتمنى أن يحصل أحد زملائي على مقعد في مجلس المحافظة القادم".

يذكر أن عدد الصحفيين الذين رشحوا لمجلس محافظة صلاح الدين، مركزها تكريت 190 كم شمال بغداد، أربعة صحفيين، من مجموع صحفيي المحافظة البالغ عددهم أكثر من 300 صحفي موزعين على الوكالات الإخبارية، والصحف والقنوات التلفزيونية، يتنافسون مع مرشحي المحافظة البالغ عددهم 591 مرشحا، يمثلون 45 كيانا سياسيا، للفوز بمقاعد المحافظة البالغة 28 مقعدا، ومن المؤمل أن تجري انتخابات مجالس المحافظات نهاية الشهر الحالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عند زيارتي
سلام -

عند زيارتي الى العراق التقيت ببائع خضار وعندما عرف اني زائر للعراق من دولة اجنبية رحب بي واخذ يسالني عن رأيي في الاوضاع داخل البلد وخارجه وانطباعات وانعكاسات وكنت اجاوبه بكل صراحة واذا به يسجل كل ما قلته على ورقه واخبرني ان مسؤول بريطاني اراد مقابلته شخصيآ ليساله عن طبيعة الشارع العراقي وكيفية التعامل معه الاخ رفض الفكرة ورفض مساعدة المسؤول العسكري على كل حال اخي كان معي وقال لي الاخ اصبح صحفي ومراسل لاحدى القنوات ولذلك نزل عليك بهذا الكم من الاسئله هو اجرى معي لقاء صحفي في العراق الان كل شيء وارد وجائز وبامكانك ان تصبح رئيس وزراء

مسألة مربحة فعلا !!
عراقي - كندا -

من الطبيعي أن يرشح بعض الصحفيين وتجار الكلمة للإنتخابات , لانها قضية مربحة أكثر ماديا ومعنويا فضلا عن الجاه والمنصب , للآسف أغلب الإعلاميين في المنطقة العربية يتوقون للدخول الى علم المجد والشهرة والمال ( السياسة ) كما يفهمونها هكذا !! فهم فقط ينتظرون الفرصة السانحة لهم لذلك , والقلة النادرة منهم من يحاقظ على نقاء ضميره ونظافة كلمته .

لنقرا ولنفهم
محمد الحسيني -

لماذا الاستغراب اوليس الاعرامي او الصحفي انسان له ماعليه ام ان السياسة تختص باناس دون غيرهم وبالعكس الصحفي والاعلامي برايي صاحب نظرة وخبرة وشهادة وهذه مؤهلات السياسي بالله عليكم ماهي مؤهلات السياسيين الحاليين والسابقين على حد سواء وهل دكتور الاعصاب لمهنته علاقة بالسياسة او معلم الابتدائية له علاقة بالسياسة على الاقل الاعلامي والصحفي لمهنته علاقة وثسقة بالسياسة ومن صلب دراسته الجامعية ولكن المصيبة اكثر الناس لاتقرا وتتدبر تقرا فقط وتحكم وهذه هي حالنا منذ زمن وارى انه قد حان الوقت لكي نفهم مانقرا ونتفاعل مع مانقرا وفقا للحقيقة وليس لمجرد التعليق من فراغ

..امة
ممثل -

وايضا هناك من الفنانيين ( الممثلين ) كيف يرشح على قيادة الشعب مع الاسف ( كام ...... يريد يسرق اموال الشعب العراقي الانسان البسيط