إيلاف+

زف العروس في الجزائر.. سيراً على الأقدام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر:لا يفرط سكان الجهتين الشرقية والجنوبية في الجزائر، في طقس خاص هناك يتعلق بزف العروس سيرا على الأقدام الذي يعد تقليدا ضاربا في القدم هناك، وهي عادة أصيلة يتمسك بها سكان بلدة بوزينة التابعة لولاية باتنة (430 كلم شرق العاصمة)، ويحرصون على تكريسها كنمط متوارث عبر تنظيم مواكب بهيجة لزف العروس إلى بيتها سيرا على الأقدام فيما يسمى محليا بالمحفل.


ويعتني سكان القرى والأرياف الذين يمتهنون في الغالب أنشطة زراعية، بتنميق مواكب الزفاف وجعلها موّشاة بطابعها التقليدي الفريد، وتخلو هذه المواكب من أي سيارات، هذه الأخيرة يتم ركنها جانبا، ويترجل أصحابها سيرا على الأقدام منضمين إلى (المحفل) الذي تزف من خلاله العروس إلى بيت الزوجية على وقع الزغاريد وطلقات البارود الممزوجة بصوت البندير في أجواء حميمية تزيدها مشاكسات الأطفال المحاصرين للموكب نكهة خاصة وهمهم الوحيد الحصول على القشقشة (خليط من المكسرات وقطع الحلوى والتمر) تتولى إحدى العواجيز تعرف محليا بـ(القفافة) وهي المرأة التي ترشحها أم العريس للمبيت عند العروس بين الفينة والأخرى.


ويشارك في المحفل بعض من أهل العريس والعروس، ويقضي العرف السائر أن يتقدم الرجال وتسير خلفهن النساء وهن يرتدين أبهى ما عندهن من حلي وألبسة تتوسطهن العروس التي تميّز في هذه الجموع بالمنديل الأخضر المسدل على رأسها كرمز للخصوبة وكذا الرزق الوفير، ويُشرف على هذا الموكب البهيج الذي يضفي جوا مميزا على القرية، شيخ غالبا ما يكون أب العريس أو كبير عائلته، ويمتثل الكل لأوامره، فإن أمر بالإسراع أسرعوا وان أراد خلاف ذلك تريثوا على مر الطريق المؤدي من بيت العروس إلى دار العريس.


وما يميز هذا المحفل التقليدي، هي تلك الأغاني العذبة التي تنبعث من حناجر النسوة والتي تتغير كلماتها وفق الأماكن التي يمر بها الموكب انطلاقا من (الصلاة على النبي...) عند خروجهن من بيت العروس، وختاما بـ(حلوا الباب يا لحباب.. لعروسة في فم الباب) والتي على إيقاع كلماتها تدخل العروس إلى بيتها الجديد بعد أن تقدم لها أم العريس إناءا من الطين به زبدة مملحة، أو ما يسمى بالمنطقة (الدهان) لتأخذ مقدارا منه بيدها وتلصقه بالمدخل وهي عادة تمكن العروس حسب المعتقدات الشعبية بالجهة من النجاح في حياتها الجديدة والاستمرار مع زوجها إلى أن يفرقهما الموت.


ويبدي كثيرون ممن حضروا جانبا من مواكب الزفاف التقليدية، إعجابا بها وتمنوا أن تحييها المناطق الأخرى ليس فقط لأصالتها واعتبارها جزء من تراث المنطقة، وإنما لتجنب بعض الأحداث المأساوية التي أصبحت تحول الكثير من الأعراس إلى مآتم بسبب التهور وتحويل مواكب الزفاف إلى مضامير للسباق، بيد أنّ العديد ممن عايشوا (أعراس زمان ) تحسروا على غياب جوانب أخرى من المحفل التقليدي وفي مقدمتها الشاوش الذي كان يحمل العروس والترصد لـ"القفافة" بغية سلبها قفة القشقشة وغيرها من العادات التي قضت عليها العصرنة.


واللافت أنّ هذه المشاهد ألهمت كثير من الفنانين التشكيليين الجزائريين ودفعتهم إلى تجسديها في لوحات فنية رائعة على غرار ما أبدعه الراحلان "طمين عبدو" "الشريف مرزوقي"، إضافة إلى كل من "حسين هوارة" و"منوبي الشريف" وغيرهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
LES AURES
ITRI -

Mr Chirazi encore pas un seul mot sur la culture ni l''origine des habitants de cette regione amazighPourquoi mr Chirazi vous cachez la verite chaque foisMerci

كان فى حائل ايضا
احمد -

هذه التقاليد العريقه بدات بالاندثار للاسففقد كان هذا التقليد موجودفى حائل واندثر قبل 20سنه تقريبا وليس هناك نبه لاحيائه ويسمى انتقال العروس لبيت زوجها( بالرحاله) مشيا على الاقدام وكانت المرأه التى ترافق العروس تسمى (الحجاره) وكان هنك شخص يستأجر لقوم بدور المهللي خلال سير المرأه لبيت زوجها

مسكنه يوم فرك ام حزن
عياد -

لا اعرف ليس يلبسونها اسود في يوم عرسها يجب ان يكون مزركش او ابيض و ليسس اسود في يوم فرحة العمر او انه يوم اسود يود انتقالها لدار الزوج