إيلاف+

بني هارون مصيف جزائري مهمل برغم أهميته الاستراتيجية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحوي منطقة بني هارون شرق الجزائر أكبر سد للمياة فيها ومصيف سياحي مهمل برغم اهميته الاستراتيجة للبلاد.

كامل الشيرازي من الجزائر:من أعلى شرفة "باباي" بأعالي محافظة ميلة (450 كلم شرقي الجزائر)، تتملى العيون منطقة بن هارون السهبية الجميلة التي تشتهر بمياهها السطحية وما تختزنه من منسوب معدني وغازي عذب، وسدها الأكبر على مستوى الجزائر وإفريقيا الذي تربو سعته عن 960 مليون متر مكعب، ويغذي ست محافظات شرقية.


ولدى زيارة "إيلاف" لبني هارون، أكّد كثير ممن سألناهم على أنّ منطقة بني هارون تمتلك مواصفات قطب سياحي متكامل، خصوصا مع ما تتوفر عليه بني هارون من خواص طبيعية وما توفره لزوارها من مياه وخضرة وهواء نقي، ومآقي عبر منحدراتها ووديانها وغاباتها الكثيفة التي تغري المارين على الشريط الرابط بين محافظتي قسنطينة وجيجل، بالتوقف لارتشاف كأس شاي.

يقول عبد الرزاق (38 عاما) أحد أبناء المنطقة لـ"إيلاف"، أنّها تشهد خلال فصلي الصيف والخريف إقبالا استثنائيا تتصدره العوائل ولاسيما الأفواج الكشفية، ويضيف تهامي (35 عاما) أنّ مع اقتراب فصل الشتاء تنخفض وتيرة الحركة هناك، لكنها تستعيد ريتمها مع هبوب أولى نسمات الربيع.


ويشير طبيب الأمراض الصدرية "جمال زمّام" إلى أنّ كثير من مرضى الربو يفدون على بني هارون للاستفادة من هوائها النقي الذي يُنصح به في العلاج، وهو ما يؤكده سفيان (25 عاما)، رضوان (30 سنة) وزهية (34 عاما) الذين قدموا من أماكن بعيدة لأجل التداوي، ويقول سفيان لـ"إيلاف" القاطن بحي ديدوش مراد وسط العاصمة الجزائرية، أنّ أمام معاناته من مرض الربو لسنوات طويلة، نصحه الطبيب بالذهاب إلى إحدى الأماكن المرتفعة الغنية بالأوكسجين، فوقع خياره مباشرة لبني هارون التي "ذاعت سمعتها في الآفاق"، على حد تعبيره.


وأمام سحر هذا المنظر الخلاّب، كثيرا ما يحجّ العرسان ببني هارون لتخليد ذكرى زفافهم على واجهاتها، وسط طلائع طيور اللقلق التي تسجل حضورها فوق الأشجار المعمرة الشاهقة العلو لحدائق ميلة، ويستعيد فريد (29 عاما) المتزوج حديثا، ذكريات أيام غالية عليه قضاها وسط بني هارون، شأنه في ذلك أصدقائه نعيم وشوقي ورفيق الذين دخلوا القفص الذهبي في وقت متزامن.


كما يحوز موقع بني هارون عديد المزايا التي لا تضاهى، ويشرح الخبير عبد الكريم بوعكوك لـ"إيلاف" أنّ موقع بني هارون الإستراتيجي كان له الفضل في اختياره محورا للتوسع السياحي على مساحة تزيد عن الألف هكتار، وهو ما يعتبره ابن المنطقة "عبد القادر عزوزو" فرصة لاحتضان عشرات المشاريع السياحية والبيئية والحموية والرياضية والترفيهية، خصوصا مع امتيازها بشبكة طرقات مزودة بمنشآت فنية ذات قيمة عالية، وقربها من المنطقة الحرة (بلارة) وميناء جن جن الشهير وأجمل الشواطئ بمحافظة جيجل الشرقية.


وتفيد بيانات وزارة البيئة والسياحة الجزائرية، إلى أنّ منطقة بني هارون عرفت خلال الثلاثة أشهر المنقضية، توافدا كبيرا للجزائريين وكذا مواطنيهم المغتربين، ممن يبحثون عن قضاء أيام جميلة على إيقاع هادئ في بقعة تحتضن أصنافا من الطيور والورود والنباتات تعانق المكان الذي يشهد حركة يومية مستعملين كل أنواع المركبات، ويتحدث فتحي (41 عاما) وأصدقائه محمد ومحمود عن انفراد المكان بدخان شواء اللحم اللذيذ المنبعث من محلات أعطت منطقة بني هارون خصوصية أزلية كأنما هو "فخ منصوب" في كل وقت لاستقطاب عابرين وحملهم على التوقف وتذوق مطارق شواء تمنح ما فيه الكفاية من القوة والنكهة لمواصلة درب الحياة.


وفي مشاهد صارت جزءا من الديكور اليومي المعتاد، يزاحم "اللحم المشوي" بمنطقة بني هارون عرض "الذرة" أو (البلول) المشوية كما يطلق عليها محليا، إلى جانب التين الشوكي والمشهور باسم "الهندي" والذي غالبا ما يشكل الفاكهة الأولى عند السكان المحليين، ويقول موسى أحد الباعة أنّ البلول كما الهندي يٌعرض على طول شريط بني هارون أمام مناظر ساحرة تأخذ بألباب الزبائن وتدفعهم لاقتناء الفاكهة المتاحة بكثرة، علما أنّ الماء المعدني الشهير "بني هارون" يلقى رواجا كبيرا منذ أن تمّ استغلاله على مستوى ينابيع المنطقة.


ولطالما شكل تحسين ظروف العبور بمنطقة بني هارون موضع اهتمام السلطات المحلية، لتحسين دورها التجاري والسياحي ولكن النتائج العملية لا زالت لحد الآن دون ما هو منشود، ويوضح الأستاذ "يوسف مجكقان" أنّ إنجاز منطقة للتوسع السياحي ببن هارون بسعة ألف هكتار ظلّ حبيس الأدراج، بشكل حال دون استفادة المنطقة من عمليات تنمية ملموسة، كما يبدي مجكقان أسفا لكون الحمام التقليدي "بني هارون" المعروف بفوائد مياهه من الناحية العلاجية، يبقى رهين ظروف مزرية بالنسبة للمقبلين عليه في ظل غياب مرافق ملائمة، مع الإشارة إلى أنّ الدوائر المختصة سعت لتجاوز مشكلة الانسداد في حركة المرور بمنطقة بني هارون، من خلال إنجاز طريق جديد حاليا يسمى "محول بن هارون" بطول 20 كلم تقدمت أشغاله بصورة معتبرة، ليكون محورا جديدا يسمح بتحويل حركة المرور وضمان السيولة بمنطقة بن هارون.


ويبقى أنّ هذه المنطقة التي تحتضن أكبر سدود الجزائر بسعة تقارب 1 مليار متر مكعب كما يوجد بها جسر جميل نصف معلق بطول 600 متر فوق مياه السد، جديرة بالاستثمار، وهو انطباع يشدّد عليه الخبير "أنيس بن مختار" الذي ينادي بتثمين قدرات سياحية طبيعية خام تستوقف الكثيرين من محبي الطبيعة والخضرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تصورا
أسامة -

تصورا لو أن بلدا كالجزائر استوطنه اليهود أو 20 مليون ياباني ؟؟؟؟؟ ماذا سيكون حاله؟؟؟؟ لكان من الدول العضمى أكيد. حالنا نحن العرب يبعث على الضحك والبكاء.

تصورا
أسامة -

تصورا لو أن بلدا كالجزائر استوطنه اليهود أو 20 مليون ياباني ؟؟؟؟؟ ماذا سيكون حاله؟؟؟؟ لكان من الدول العضمى أكيد. حالنا نحن العرب يبعث على الضحك والبكاء.

تصورا
أسامة -

تصورا لو أن بلدا كالجزائر استوطنه اليهود أو 20 مليون ياباني ؟؟؟؟؟ ماذا سيكون حاله؟؟؟؟ لكان من الدول العضمى أكيد. حالنا نحن العرب يبعث على الضحك والبكاء.

الى اسامة
صلاح الدبن /الجزائر -

عزيزي .لااعرف من اي بلدانت حتى يكون تعليقي اكثر وضوحالكن مع ذلك اقول وبكل مرارة ان كلامك صحيح 100/100 ليس لان الشعب الجزائري كسول اوغير مجد او ينقصه الذكاء بل لان الشعب الجزائري تعرض الى عملية خصي وقتل روح المبادرةالتي كان يتميز بها حيث كان ينتج كل ما يستهلكه ويصدر الفائض من الانتاج ولو توفرت لنا قيادة كتلك التي توفرت لليابان لكنا افضل حال .يجب التنويه ان الجزائر بعددسكانها 35مليون تتربع على 2مليون و400الف كلم2 ولكم ان تتصورواالامكانيات المتاحة

الى اسامة
صلاح الدبن /الجزائر -

عزيزي .لااعرف من اي بلدانت حتى يكون تعليقي اكثر وضوحالكن مع ذلك اقول وبكل مرارة ان كلامك صحيح 100/100 ليس لان الشعب الجزائري كسول اوغير مجد او ينقصه الذكاء بل لان الشعب الجزائري تعرض الى عملية خصي وقتل روح المبادرةالتي كان يتميز بها حيث كان ينتج كل ما يستهلكه ويصدر الفائض من الانتاج ولو توفرت لنا قيادة كتلك التي توفرت لليابان لكنا افضل حال .يجب التنويه ان الجزائر بعددسكانها 35مليون تتربع على 2مليون و400الف كلم2 ولكم ان تتصورواالامكانيات المتاحة

الى اسامة
صلاح الدبن /الجزائر -

عزيزي .لااعرف من اي بلدانت حتى يكون تعليقي اكثر وضوحالكن مع ذلك اقول وبكل مرارة ان كلامك صحيح 100/100 ليس لان الشعب الجزائري كسول اوغير مجد او ينقصه الذكاء بل لان الشعب الجزائري تعرض الى عملية خصي وقتل روح المبادرةالتي كان يتميز بها حيث كان ينتج كل ما يستهلكه ويصدر الفائض من الانتاج ولو توفرت لنا قيادة كتلك التي توفرت لليابان لكنا افضل حال .يجب التنويه ان الجزائر بعددسكانها 35مليون تتربع على 2مليون و400الف كلم2 ولكم ان تتصورواالامكانيات المتاحة