إيلاف+

طيور سورية تتاقلم مع المناخ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

توجد بالساحل السوري عشرات الأنواع من الطيور سواء المستقرة منها أو تلك المهاجرة التي تتخذ من السهول و المرتفعات الساحلية محطة لها أثناء رحلة الهجرة التي تقوم بها على مدار العام.

رنا رفعت من اللاذقية: يشكل التنوع الحيوي شكلاً أساسياً من أشكال الطبيعة الحية وإثراء للحياة البرية و المنظومة البيولوجية عامة في المنطقة الساحلية ولاسيما في ظل ما يشهده العالم اليوم من تراجع في الحياة الحيوانية التي تتهددها العديد من الأخطار و في مقدمتها الصيد الجائر متسببة بانقراض العديد من أنواعها.

وتتعدد الطيور كما يقول مازن حميدوش المهتم بتربية الطيور لتشمل الفري الذي يعرف محلياً بـ النفج و هي طيور صغيرة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد يميزها رأس صغير و ذيل قصير يطغى عليهما اللون البني المرقش وتصل هذه الطيور المهاجرة في آذار من كل عام إلى الساحل السوري قادمة من قبرص إلى شواطئ الساحل السوري بأعداد هائلة و تكون حينها غير قادرة على الحراك جراء السفر الطويل قبل أن تسترد عافيتها و تكمل رحلتها إلى الداخل.

ويشير إلى أن طائر الحذير الذي استقر في المنطقة الساحلية منذ مئات السنين من الطيور المحببة لدى القرويين الذين ينزعون إلى تربيته في بيوتهم كأحد أفراد العائلة حيث يمكن إكسابه الكثير من العادات التي يفضلها صاحبه بشرط جلبه إلى المنزل حديث الولادة و تربيته لأسابيع عدة في قفص مخصص ليسمح له لاحقاً بالخروج منه.

وأوضح أن الحذير هو واحد من الطيور المعروفة بوفائها و تعلقها بمربيها كما إنه طائر حاد الذكاء حيث يصعب اصطياده إلا في نطاق ضيق جداً إذ بإمكانه تجنب مختلف وسائل و حيل الصيد المتبعة وهو السبب وراء تسميته التي تدل على حيطته الواسعة و حذره الشديد من الوقوع في براثن الصيادين إلا أنه في حال صيده و تربيته فإنه يداوم على العودة إلى المنزل مهما ابتعد في طيرانه.

وهناك عصفور أبو الحن ذو اللون الداكن بالكامل باستثناء ذيله الطويل الذي ينطوي على خطوط بيضاء في وجهه السفلي و يتميز بحركته السريعة و صوته القوي الذي يشبه إلى حد بعيد صوت البلبل و الذي عادة ما يستدل من خلاله على أماكن وجوده حيث يكثر في المناطق المأهولة كما في البساتين و الحقول و المناطق كثيفة الأشجار و تعتبر البذور و ثمار النباتات غذاءه الرئيسي.

ولفت حميدوش إلى أنه تكثر هذه الأيام في ريف اللاذقية عصافير التين و هي من الطيور المهاجرة التي تصل مع بداية الصيف إلى الساحل السوري قادمة من دول آسيا و أوروبا على شكل أسراب قليلة العدد تأتي بشكل متتابع فتحط رحالها على صورة أعشاش متقاربة تقيم فيها حتى أوائل شهر تشرين الأول من كل عام عندما يحين موعد هجرتها ثانية باتجاه الجنوب.

وهناك أيضاً الزرزور و هو أحد الطيور التي تنشد المناخ المعتدل في تنقلها و تتمتع بريش أسود اللون و منقار أصفر في الصيف يميل لونه إلى الرمادي شتاء وهوغالباً ما يعيش ضمن أسراب كبيرة في تجاويف الأشجار و المنحدرات الصخرية إلى جانب إقباله على المناطق السكنية بكثرة و تعتبر الزرازير من طيور الزينة التي يعمد إلى تربيتها ضمن أقفاص في المنازل بهدف الاستمتاع بشكلها الجميل و تغريدها العذب.

وكذلك طيور القنبرة التي تتميز بأصواتها الغريدة الشجية و حركاتها البهلوانية الجميلة إذ غالباً ما يفضل هذا العصفور الذي يميل إلى العيش في الوديان بعيداً عن الناس المشي الاستعراضي السريع على الطيران ما يدفع عابرو الحقول إلى الجلوس لمشاهدته والاستمتاع بخطواته الراقصة و قفزاته الهوائية بدلا ويعتبرنشاط هذه الطيور ولاسيما الذكور منها إيذانا بقدوم الربيع و حلول الطقس الجميل.

وأضاف أن الحجل طائر ممتلئ الجسم زاهي الألوان ينتمي إلى فصيلة الدجاجيات و يعيش على شكل أزواج كما يعتبر من الطيور المنزلية بامتياز حيث يمكن تدجين الحجل بسهولة و إكسابه العادات الضرورية لبقائه قريبا من المنزل في أعشاش خاصة تبنى لهذا الغرض و عادة ما تفرش بالرمل أو بنشارة الخشب و تضمن بمناهل المياه و المعالف المليئة بالحبوب و الخضراوات كغذاء أساسي له.

وأوضح حميدوش أن طيور السمن و الشحرور تصل إلى الساحل السوري خلال رحلة هجرتها في بداية شهر تشرين الأول من كل عام و تحديداً مع هطول أول مطر شتوي و يجري الحديث عادة عن طائري السمن و الشحرور بالتلازم في ما بينهما نظراً للتشابه الكبير بينهما في طريقة الحياة ولاسيما من حيث الغذاء الذي تتناوله و يتركز على ثمار الزيتون و البلوط و السنديان و الغار و البطم إلى جانب المناخ الذي تتكيف على العيش فيه و هو شتاء المتوسط.

وأشار إلى أن طيور السمن و الشحرور تبقى لدى وصولها إلى الساحل السوري في المناطق الجبلية المرتفعة حيث درجة الحرارة المنخفضة ولا سيما جبل الشعرة الذي يعتبر محطتها الأولى في الريف الساحلي السوري كل عام لتنزل بعد ذلك إلى المناطق القريبة من الأنهار و البحيرات حيث تتواجد بكثرة في السهول و الغابات قصيرة القامة في ريف اللاذقية مثل مناطق كسب و مشقيتا و رأس البسيط.

واختتم حميدوش أن قائمة طيور المنطقة الساحلية تشمل العديد من الأنواع الأخرى التي يصعب إحصاؤها و في مقدمتها طيور الحسون و الدوري و الدرغلة و الزكزوكة و القزيحة و الحمرونة و القرقفانة و أبو محروك و الشدح و أبو زريق و نقار الخشب و الحمام و الخضيري و سواها مما يثري المنظومة الحيوية في الساحل السوري و يزيد من ثراء طبيعته الخلابة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف