موسيقى (المألوف) الجزائرية تنعش الذاكرة في مهرجان موسيقات بتونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق عمارة من سيدي بوسعيد (تونس): أنعشت مجموعة جزائرية مختصة في تقديم موسيقى (المألوف) الاندلسية ليل الثلاثاء بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد التونسية حنين الجمهور الى هذا النمط الموسيقي الذي لا يزال يكافح للصمود في وجه أنماط موسيقية متجددة تعتمد على الايقاع بالاساس.
و(المألوف) هو أحد أنواع موسيقى الطرب الاندلسي وهو مصطلح يطلق على الموسيقى الكلاسيكية بمنطقة المغرب العربي.
ونشأ (المألوف) بالاندلس واستقر ببلاد المغرب العربي ولم يمتد الى بلدان المشرق وهو لايتقيد في الصياغة بالاوزان والقوافي.
وجاء عرض مجموعة سليم الفرقاني للمألوف من قسنطينة الجزائرية ضمن الدورة الرابعة لمهرجان موسيقات السنوي والذي يقام بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد.
والنصف الاول من الحفل قدمت خلاله الفرقة المؤلفة من ستة عناصر قطعا من المألوف الجزائري وسط اعجاب الحاضرين الذي سافرت بهم الانغام الى زمن كانت فيه هذه الموسيقى منتعشة وتعرف ازدهارا خصوصا في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
وقال أحمد بن شعبان الذي كان منتشيا باداء المجموعة "أتذكر انه في الستينات كان المألوف يعزف في المقاهي هنا وهناك بالعاصمة تونس وكان منتشرا بشكل كبير".
وتقيم تونس مهرجانا دوليا كل عام لموسيقى المألوف بمدينة تستور شمالي العاصمة سعيا للحفاظ على هذا النمط المويسقى من الاندثار.
وفي الجزء الثاني من الحفل قدمت مجموعة الفرقاني المتكونة من عازفي عود وناي وكمان ودف قطعا من موسيقى الحوزي الشعبية المعروفة بالجزائر.
وقال سليم الفرقاني قائد المجموعة لرويترز "المألوف لانتخلى عنه ورثناه عن أجدادنا ويجب أن نحافظ عليه والا نحرم الناس من تذوق هذا الفن الاصيل النابع من تراثهم"
وأضاف ان المألوف لن يتطور وينتشر بشكل واسع الا متى اذيع بكثرة في الفضائيات واذا تم تكثيف المهرجانات والملتقيات المحتفية به".
وسليم الفرقاني هو ابن الشيخ الطاهر الفرقاني وهو من بين أكبر شيوخ المألوف في الجزائر وأشهرهم.
وهذه الموسيقى الاندلسية تختلف تسميتها من بلد لاخر في الجزائر فهي تسمى المألوف في قسنطينة وصنعة في الجزائر العاصمة وغرناطي في تلمسان.
ويستمر مهرجان موسيقات الذي افتتح في التاسع من اكتوبر تشرين الاول الحالي حتى 24 من نفس الشهر بمشاركة فرق من بينها تركيا وفرنسا ومنغوليا وبنجلادش والبرتغال والهند وافغانستان والبرازيل وتونس والجزائر وسوريا.
ويقول منظمو المهرجان انه فرصة لاكتشاف المزيد من ثراء وتنوع موسيقات العالم من بينها موسيقى القوشو المتداولة في جنوب البرازيل وموسيقى وغناء أكراد تركيا واللون المعروف بالغزل الافغاني.
ويختتم المهرجان بعرض من تركيا للفنانة اينور اوردجان نجمة الاغنية الكردية والتي تتميز موسيقاها باختزالها للتنوع اللامحدود للاقليات العرقية التي تعيش ببلاد الاناضول الواقعة وسط تركيا.