المطاعم الأميركية في الصين مأدبة متحركة وتطبيع للطعام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال التجوال في شوارع الصين يسترعي انتباه الزائر انتشار البضائع والمطاعم الاميركية التي تشهد ازدحامًا ملحوظًا و سيطرة عمالقة هذا المضمار مثل سلسلة "ماكدونالدز" و"KFC" و"بيتزا هت" و "كوكا كولا" على هذه السوق.
مروة كريدية من شنغهاي: في أمبرطورية تاريخية مثل الصين شهدت واحدة من أعظم الحضارات في العالم تولى زمام أمرها السياسي، واحد من أشد الرجال بأسًا في السياسة "ماو تسي تونغ" الذي تبنى خطًّا شيوعيًا حازمًا فرض على البلاد نوعًا من الابتعاد "الحضاري"، حيث فضَّل التنين الصيني أن يكون مناوئا شرسًا للتيارات الرأسمالية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية طوال عقودٍ طويلة.
ومع بزوغ الالفية الثالثة التي شهدت انفتاحا أكبر في كلّ الدول المصنفة يسارية، أخذت المطاعم الاميركية تزيد من انتشارها في دولة يقطنها 1.3 مليار نسمة وهي كافية لأن تكون سوقًا ضخمة لاستهلاك الوجبات السريعة.
وبحسب تقارير مجموعة "يورومونيتور إنترناشونال" التي تضم خبراء في صناعة المأكولات السريعة، فإنها تتوقع أن يصل حجم مبيعات المأكولات السريعة في الصين إلى52 مليار دولار بحلول العام الجاري، بارتفاع قدره 16 في المائة عن العام الفائت.
و كانت سلسلة المطاعم الأميركية السريعة قد نجحت في اختراق السوق الصينية بتقديم أطباق تقليدية تحمل مذاقات صينية حيث ان برغر الدجاج يقدم على طريقة سيشوان الصينية، كما أن كنتاكي يقدم أنواعًا خاصة من تتبيلات الدجاج التقليدية بما يلائم الثقافة المحلية وان كانت تقدم بطبق أميركي فهي تقدم بالاضافة الى الدجاج المقلي، بطا مقليا، وسلطة من نباتات قاع البحر.
لقد كان الكاتب الاجتماعي كينيث كيبيل مُحِقًّا عندما أشار الى عولمة الهمبرغر في كتابه "مأدبة متحركة: عشرة آلاف سنة من عولمة الطعام"
الذي أشار الى ان شركات الطعام لا تكتفي بنقل اكل شعب الى شعب آخر، بل تحاول تطبيعه عندما لا يرتاح له الشعب الآخر.
فيما كتب جول باكان، مؤلف كتاب "كوربوريشن" الشركة ان انتشار المطاعم الاميركية في دول كثيرة لا يختلف عن انتشار السيارات، والافلام، والمسلسلات، والقمصان، والجينز، والاحذية الاميركية، ولا عن انتشار اللكنة والتعابير الاميركية و لا عن انتشار كمبيوتر "مايكروسوفت"، مشبهًا ذلك بأجزاء منpackage deal (صفقة واحدة)، فيها الحسن والسيئ، والمفيد والمؤذي، والخير والشر.
لقد استطاعت المطاعم الاميركية ان تخترق التنين الصيني بجدارة وهذا خير دليل على ان الثقافة تحقق دوما ما تعجز السياسة عن تحقيقه، ولعل الطعام يجمع ما فرقته الساسية!
التعليقات
لا
الدكتورة سامية حكيم -أنتم الشعب الذي لا يمل من وجباته الجاهزة أميركا بنت *** حروبها حتى في الأكل وتقنية المعلومات ونشر الفيروسات حول العالم والدواء جاهز لمن يدفع
لا
الدكتورة سامية حكيم -أنتم الشعب الذي لا يمل من وجباته الجاهزة أميركا بنت *** حروبها حتى في الأكل وتقنية المعلومات ونشر الفيروسات حول العالم والدواء جاهز لمن يدفع