"طق الظهر" مساج على الطريقة العراقية

طق الظهر طريقة مساج تنطوي على قسوة لكنها نافعة حسب مايرى مزاولوه تنتشر اليوم في مدن عراقية حيث فتحت عيادات لها. التحقيق التالي من الزميل ماجد شاكر يبين كيفية إجراء هذا المساج ولقاءات مع ممارسيه ومجربيه.

ماجد شاكر من بابل: مع استقرار الوضع الأمني وتحسن الحالة المعاشية وظهور دلالات الترف، انتبه العراقيون إلى أنفسهم عبر الاهتمام بالمأكل والمشرب، والعناية بالصحة والجسد. ومع أن "التدليك" و"طق الظهر" منتشر في العراق منذ أمد طويل، لكن تنتشر اليوم وبسرعة كبيرة بيوتات عراقية لكثرة الزبائن ممن يبحثون عن " المساج " وتدليك الظهر، وتلك علامات ترف بدت تخيم في المجتمع، فالكل يبحث عن الاسترخاء النفسي والجسدي في ذات الوقت.

يقول المدلك "حسين فدهم" ويسكن مدينة الحلة في محافظة بابل وسط العراق: التدليك على أشكال أما للرقبة أو للظهر أو للرجلين أو للكتفين وهذه كلها " مساجات " يقوم بها أصحاب خبرة في بيوتات " تدليك " شعبية.

ويعالج المدلك فدعم (عرك النسا ) بضرب الفقرات العنقودية للظهر، وله باع طويل في هذا المجال.

والمدلك جبار جلعوط، خبير في مهنته واكتسب ذلك من تجارب سنوات حيث تعلم المهنة من أجداده.

يقول جبار: التدليك عملية تحتاج إلى دهون خاصة ومختلفة مثل "دهن الحية" أو "الرومالجين".

يضيف جبار: استخدم مساحيق أو كريمات مثل "بودرة" الاطفال ونقوم بعملنا هذا أما في فترة الصباح أو المساء وعندما يأتينا المريض لا نفرض عليه أي سعر.
وتبدأ المرحلة الأولى وهي عملية التشخيص فالمصاب يحدد نوع مرضه مثل آلام الكتفين وبالعراق نسميه ( ممتون) أو آلام الرقبة أو آلام نهاية الظهر ويسمى "عرق النسا" آو آلام الرجلين ونحن نقوم بإزالة هذه الأوجاع بطرق خاصة لدينا أما بوخز المكان المصاب بإبره خاصة تسمى (المخيط) أو التدليك بواسطة أصابع اليد أو نهاية الكعب حيث نضغط على الألم.

يضيف جبار: كل شخص يحتاج إلى قوة معينة لتريحه..

المدلكة "حسنية جابر" ولقبها أم علي اختصاصاها أوجاع الرأس،
تقول في حديثها لـ "أيلاف": نقوم بعملنا هذا لوجه الله، فيأتينا المريض بعد مراجعات عديدة للأطباء لكن من دون فائدة.

وتضيف: نقوم بوخز الإبرة عدة مرات على الجانب الأيمن للوجه (نسميه الصابر) حتى يخرج الدم، عندها يرتاح المريض جدا ويتماثل إلى الشفاء.

الحاج احمد اختصاصي في آلام الرقبة يدلك الرقبة عدة مرات حتى تصبح المنطقة حارة جدا فيدلكها يمينا ويسارا عدة مرات لكن ببطأ شديد بعدها يضغط على الألم بصورة دائرية مع استخدام دهن أو "بودرة" حيث يسحب الألم من خلف الأذن حتى يوصله إلى الظهر ثم يضغط بكعب رجله ضغطة واحدة خاطفة ليستفز العصب حتى يرجعه إلى مكانه الحقيقي.

و"محمد بناي" جعل من منزله عيادة لعلاج آلام الظهر.
يقول محمد : نقوم ب"طق الظهر" فقط حيث لا يستطيع المريض من تحريك جسمه وحين تكون أعصابه مشدودة جدا.

ويصف "بناي" العملية كالآتي: يطرح المريض أرضا على سجادة خفيفة على بطنه وبدون وسادة، فإذا كان الألم بالجهة اليمنى يكون الرأس بالاتجاه المعاكس وإذا بالجهة اليسرى يكون الرأس على الجهة اليمين.

ويبين: نستعمل إصبع القدم الكبير للضغط على العصب في البداية ببطيء لكي لا نفاجأ المريض، بعدها نضغط الضغطة الكبرى حتى تطق فقرات ظهره ونتركه يرتاح لمدة خمس دقائق ثم ندلك ظهره حتى يرتاح كليا.

يضيف بناي : هذه الآلام تصيب الأشخاص الذين ينامون على فراش " إسفنج" أو الذين يسوقون لمسافات طويلة أو الذين يجلسون على كراسي ثابتة لساعات.
يقول بناي : ينهض المريض بعد أن نقوم بصفع الجسم بشكل خفيف ومتوازن لعدة مرات ليرتاح المريض كليا.
يقول بناي: لانقبض ثمن ذلك وما نقوم به لوجه الله، وهذه العملية لا تستغرق أكثر من ربع ساعة.

الحاجة " أم سهاد " اختصاصي في "تدليك الأطفال" وهذه العملية حساسة جدا، ومعرفتها فيها كبيرة كما تزعم.
تقول " أم سهاد" : الطفل يبكي من شدة الم ولا يستطيع أن يصف علته.
وتضيف : وغالبا ما يعاني الأطفال الرضع من الم في الأكتاف، ونعرف ذلك من خلال الغازات التي تخرج من الفم حيث ندهن جسم الطفل بدهن خاص مخلوطا بعدة مواد مثل " زيـت الزعــــتر" و" إكليل الجبل" و "روز ماري".

تضيف أم سهاد : ندلك الطفل برشاقة وخفة لان عظام الطفل رقيقة وطرية وأي خطأ يتسبب في كسر العمود الفقري أو غضروف القفص الصدري، وبعدما تخرج الغازات جميعا نقوم ( بتقميط الطفل ) أي نلفه بقطعة قماش ونضع يديه على بطنه ونسبلها حيث نشده بواسطة حبل يسمى ( القماط) ليسترخي وينام.