إيلاف+

الحكايات ملاذ كردالعراق من ديك ماوت وشهرزادها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحكايات ملاذ الكرد من هجمات "الأجنبي" وديك ماوت شهرزادها


رحمن غريب من السليمانية: تنتصب في بلدة ماوت الكردية، شمال شرق السليمانية جدارية للديك، تمثل اعتزاز الأهالي بأحد ديوكهم الذي تقول حكايته الشعبية المتوارثة أن صياحه أنقذ سكان القرية الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية من موت محقق على يد جيوش معادية هاجمت القرية قبل أكثر من ثلاثة قرون.

وتروي الحكاية الأسطورة أن جنوداً غزاة وفي أحد أعوام القرن السابع عشر، هاجموا قرية "ماوت" الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية بغية السيطرة عليها، وكان لصياح الديك ساعتها فعل المحذر للسكان من الخطر الداهم، فانتبهوا وأخذوا حذرهم وحملوا الأسلحة وقاتلوا القادمين.

وقرر السكان على إثر تلك الحادثة إضفاء شيء من القدسية على صنف الديوك كافة، لما أداه أحدها من دور في المعركة، ومنذ ذلك الوقت والسكان في "ماوت" التي لم تعد قرية بل نمت وتحولت إلى بلدة صغيرة، تجمعهم علاقة غير اعتيادية بالديك، يربونه من دون أن يذبحوه أو يأكلوا لحمه، كما أقاموا جدارية عليها صورة للديك وسط بلدتهم، باعتباره رمزاً لها.

ديك في مواجهة الجيوش الرومانية والروسية والمغولية
يقول كامران إسماعيل، 40 سنة، وهو أحد سكان ماوت إن قصة هجوم الرومان والديك "حقيقية لأن أجدادنا تناقلوها جيلاً بعد آخر، وتقول إن جنوداً من الجيش الروماني هاجموا قرية ماوت القديمة الواقعة على سفح الجبل، وان ديكاً صاح حينها وتم تنبيه الأهالي من الخطر القادم وهرب بعض السكان فيما ظل قسم للدفاع عن القرية، ومنذ ذلك الزمان ساد اعتقاد يجري توارثه للآن وهو أن الديك أنقذهم من موت محتم".

ويضيف إسماعيل في حديث لـ"السومرية نيوز"، ولأجل ذلك "توقف القرويون عن ذبح الديكة وأكل لحومها".
إلا أن الحاج مصطفى مولود ( 72سنة)، وهو من سكان القرية أيضاً، يروي الحكاية بشكل مختلف، مشيراً إلى أن "الديكة هربت أثناء الهجوم باتجاه الجبل ثم تبعها عدد من الأهالي، وقد نجا من تبع الديك ومن بقي في القرية قتل".

ويؤكد مولود في حديث لـ"السومرية نيوز"، احترامه للرواية والتزامه ولكن بشكل جزئي بتوصيتها، ويقول "أنا احترم ما قاله لنا أجدادنا، فلا أذبح الديك، بل اترك الآخرين يذبحونه فأشاركهم أكله".

وينقل احد أبناء البلدة وهو توفيق سليمان حسن، 60 سنة، رواية الديك بقليل من الاختلاف، ويشير إلى أن أحداثها وقعت "أثناء هجوم جنود من الجيش الروسي على القرية"، مؤكدا وبتأثير من الرواية انه لا يذبح الديكة، "لأنها أنقذت أرواح الناس في هذه البلدة"، كما يقول.

وتصر مواطنة أخرى في القرية هي سعدية عمر (43 سنة) في حديث لـ"السومرية نيوز"، على قصة مختلفة للديك، وتقول إنها وقعت "على خلفية هجوم المغول على القرية".

الأجيال الجديدة تأكل الديك ولا تبالي
يقول توانا علي (20 سنة) إنه سمع بتلك الرواية التي "جعلت من الديك رمزاً لإسهامه بإنقاذ أرواح أجدادنا من حروب الأعداء"، مستدركاً "إلا أننا نذبحه ونأكل لحمه، فالجيل الجديد نسي تلك الأسطورة".

أما الصبي، راميار صديق سليم (12 سنة) فيرى أن "صورة الديك الموجودة وسط بلدته جميلة"، من دون أن يعرف الكثير من تفاصيل الرواية المتوارثة عن الديك، ويلفت إلى أن أفراد أسرته "يأكلون لحم الديكة".

من جهته، يؤكد كامران إسماعيل، وهو احد أبناء البلدة ما ذهب إليه جيل الشباب من أنهم نسوا تلك الحكاية وهم الآن لا يمتنعون عن ذبح الديكة وأكل لحمها، ويستدرك في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "المعمرين مازالوا متمسكين بتلك الرواية ونحن نحترم تلك العادة".

ويعتبر قائممقام قضاء ماوت، نوزاد الشيخ غريب، أن رواية الديك "نتاج تفاصيل الحياة اليومية القاسية التي عاشتها الأجيال السابقة من سكان المنطقة".

ويفسر قائممقام ماوت في حديث لـ"السومرية نيوز" سبب عزوف الأجيال الجديدة من السكان عن الالتزام بما توصي به الحكاية، أن "الأجيال الجديدة التي لا تمتنع عن أكل لحم الديك تحيا في اطمئنان أكثر من الأسلاف والأجداد الذين عايشوا حروبا وهجمات واضطرابات".

الحكاية كناية عن خطر داهم يعيشه الكرد
ويرى الأستاذ بكلية الآداب في جامعة السليمانية، عز الدين مصطفى رسول أن للروايات والحكايات التاريخية في المجتمع الكردي "جذور أعمق مما يروى".

ويوضح رسول في حديثه لـ"السومرية نيوز"، أن "الحكمة في حكاية الديك هي أن وطن الكرد كان في خطر دائم ويهاجم باستمرار من قبل الأجنبي، وهو ما يدفع السكان إلى تداول بعض الحكايات الشعبية المرتبطة بذاكرة الناس وتناقلها عبر الأجيال كي تكون أداة تنبيه للمخاطر".

أما أستاذ التاريخ بجامعة السليمانية، آكو شزاني، فيقول انه "لا توجد أية إشارة في كتب التاريخ حول أسطورة الديك الماوتي"، داعيا إلى إجراء بحوث ودراسات حول تاريخ الحكاية الشعبية في منطقة كردستان، لان المنطقة "زاخرة بالحكايات الشعبية التي يجدر التثبت من تاريخها لمعرفة دلالاتها".

ويستدرك في حديثه لـ"السومرية نيوز"، بالقول إن "منطقة بلدة ماوت سبق أن هاجمتها جيوش الإمبراطوريات المتعاقبة على احتلال العراق".

ويعزو المدرس بقسم الجغرافيا في جامعة السليمانية، احمد صالح، رواية الديك إلى "الموقع السياسي والجغرافي لقرية ماوت التي شهدت العديد من الهجمات ومن كافة الجهات".

ويوضح صالح في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "القرية كانت مركزاً للإمارة البابانية للفترة (1644- 1669) قبل أن ينتقل مركز الإمارة إلى ناحية قلاجولان قرب السليمانية حاليا"، ويشير إلى أن رواية الديك مرت به أثناء إعداده لرسالة الماجستير، لكن من دون أن يصل إلى تاريخ محدد للرواية.

ويقع قضاء ماوت 60 كم شمال شرق السليمانية، ومركز القضاء هو بلدة تحمل الاسم ذاته، ويبلغ تعداد سكان القضاء أكثر من 10 آلاف نسمة، بينهم نحو 1500 يقطنون مركز القضاء، الواقع على بعد 40 كم عن الحدود الإيرانية. وكان القضاء ميداناً لأشرس المعارك بين الجيشين الإيراني والعراقي على مدى سنوات الحرب بين البلدين للفترة 1980-1988. وشهدت المنطقة كلها خلال القرون الماضية صراعات بين جيوش الفرس والعثمانيين فضلاً عن الصراعات الداخلية بين الإمارات والقبائل الكردية نفسها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
thank u
ali -

Thank u so much for this information.. i really enjoy. and i love kurdistan and kurdish people...God bless u

thank u
ali -

Thank u so much for this information.. i really enjoy. and i love kurdistan and kurdish people...God bless u

الاكراد
محمد الاعظمى -

الاكراد كما عرفتهم عن قرب وبعد ان عشت معهم 10 سنواتمن اطيب شعوب الشرق الاوسط عسى اللة يحقق احلامهم بدولة كردستان الكبرى التى ستعد من اقوى دول المنطقة وعاصمتها كركوك تحياتى لجميع الاكراد

الاكراد
محمد الاعظمى -

الاكراد كما عرفتهم عن قرب وبعد ان عشت معهم 10 سنواتمن اطيب شعوب الشرق الاوسط عسى اللة يحقق احلامهم بدولة كردستان الكبرى التى ستعد من اقوى دول المنطقة وعاصمتها كركوك تحياتى لجميع الاكراد