إيلاف+

عودة الحياة لمملكة "قطنا" السورية بألمانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صلاح سليمان: أعادت بعثة اكتشاف اثرية المانية الحياة من جديد الي مملكة "قطنا" السورية القديمة، عبر معرض خاص في مدينة "شتوتجارت" الالمانية يعرض فيه مجموعة من الاثار المكتشفة في تلك المملكة القديمة، وتستمر ابوابه مفتوحة حتي 14 مارس 2010.

مجموعة كبيرة ومتميزة من اثار تلك المملكة القديمة كانت قد عثرت عليها البعثة الاثرية الالمانية التابعة لجامعة "توبنجن" الالمانية، ضمت فريق عمل مؤلف من 90 شخصاً من الباحثين وعلماء الآثار من المانيا اضافة الي شركاء من جامعة " أودينه" الإيطالية ومن المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية.

وخلال جولة لإيلاف في أرجاء المعرض المختلفة اطلعنا على ثراء تلك المملكة القديمة، فهنا اكثر من 200 سكين معروضة من الذهب الخالص وادوات لتناول الطعام مصنوعة من اللازورد وحلي وسبائك ذهبية لنساء البلاط الملكي كلها مسجلة علي عدد من الالواح الطينية باللغة المسمارية التي عثر عليها برفقتها.

من الروائع التي يشاهدها الزائر في المعرض ايضا نسخة طبق الأصل للمدفن الملكي الذي اكتشفته البعثة في عام 2002 لحكام مملكة قطنا القدماء، كذلك يمكن مشاهدة محاكاة ثلاثية الأبعاد تمكن الزائر من التجوال افتراضياً في القصر الملكي القديم، اضافة الي مشاهدة رسوم جدارية مرممة يزيد عمرها على 3500 سنة.

مملكة قطنا القديمة تعرف تاريخيا علي انها احدي اهم المملكات القديمة، شهدت اوج ازدهارها قبل 3500 سنة، وقد لعبت دورا كبيرا في الحكم آنذاك و في التجارة، كما انها كانت مركز التقاء لطرق التجارة الدولية، والتي ارتبطت بمصر القديمة وكانت طريقا هاما من البحر الي بلاد مابين النهرين حيث شكل موقعها المتميز جغرافيا منطقة عبور أساسية إلى قلب سورية تعبرها القوافل التجارية المتجهة من بلاد الرافدين شرقا إلى ساحل البحر المتوسط غربا ومن حلب شمالا إلى حازور في فلسطين جنوبا وكانت أيضا معبرا للقوافل ومحطات الاستراحة والنزهه وتبادل السلع من خلال سوقها النشط وكان يورد إليها القصدير المرسل من مملكة مارى والذى كان مصدره الرئيسي شمال غرب ايران وظلت هكذا مزدهرة ختي غزاها الحيثيين وحرقو القصر الملكي فيها في 1340 قبل الميلاد.

البروفسور "بيتر بفيلتسنر" من المعهد الألماني لحضارات الشرق القديم التابع لجامعة " توبنجن" يري ان ازدهار المدينة الذي ينعكس في روعة مبانيها القديمة يؤكد علي حقيقة انها كانت من اكبر المملكات المعروفة في الزمن القديم ويضيف بانه فريق البحث له من الدعم ومن الصلاحيات ما يمكنه من استمرار التنقيب والبحث حتي عام 2018 القادم من اجل اكتشاف المزيد من تاريخ وقوة هذه المملكة القديمة، هذا ويستمر عمل البعثة الالمانية في الوقت الحالي بشكل حثيث من اجل اكتمال اكتشاف قبر تحت القصر الملكي القديم غير الذي عثر عليه من قبل، هو ليس كبير ولكنه ليس باقل اثارة من القبر الملكي الاول، وتم العثور فيه علي الكثير من المقتنيات الذهبية والكثير من الابانوس والعاج الذي استورد من مصر القديمة، عثر العلماء فيه ايضا علي اكليل من الذهب ووجد خنجر وميديلية برونزية في احد اركانه،ولا زالت العظام المكتشفة فيه تحير الباحثين ويقول " بيتر بفلتسينر" بهذا الصدد ان تلك الاكوام من العظام التي وجدت في القبر تبدو لاشخاص مختلفين في الاحجام ويرجح انها كانت مدفونة في صنادبق في اماكن اخري ولكنها انتقلت الي القبر في مرحلة لاحقة وفي ظروف غير معروفة كما يرجح ان افراد العائلة المالكة قد تم دفنهم في مقبرة القصر الاولي وليس في سواها.


كان الاثريون من قبل قد اكتشفوا الطريق المؤدي من القصر الي المقبرة او كذلك عثرو علي الممر المؤدي من صالة العرش الي المقبرة الملكية والتي ترجع الي 3000 عام مضت وفي عام 2002 اكتشف العلماء اكثر من 2000 قطعة ذهبية واواني فخارية من مصر القديمة واحجار كريمة والكثير من اللاشياء الاخري، ويؤكد ذلك البروفسور "بيتر بفيلتسنر"لقد اكتشفنا ما بين عام 2002 الي 2009 مدفنين غنيين بالتجهيزات والقطع الأثرية ولم يتعرضا أبداً للنهب أو الأذى


وزارة الخارجية الألمانية هي التي تقوم بتدعيم مشروع حماية وترميم القصر الملكي. وقد تم في المرحلة الأولى ترميم أساسات جدران القصر واصبح بامكان الزوار تكوين صورة فراغية مجسدة عن الشكل الذي كان عليه. كما أن بئر القصر الفريد من نوعه، والذي يستحق لهذا السبب حماية خاصة، اتخذت الإجراءات اللازمة للمحافظة عليه مبدئياً بوضعه الحالي. وفي المرحلة التالية سيبنى سقف فوق بئر القصر يغطيه بشكل كامل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف