القصرالرئاسي الموريتاني: طموح الكبار والصغار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القصر الرئاسي الموريتاني: طموح الكبار وهموم الضعفاء
نواكشوط: يطمح كل الموريتانيين إلى كرسي الرئاسة وخمائل القصر الرمادي رغم أن بلدهم يشتهر بكثرة الانقلابات والأحزاب والعدد القياسي من الرؤساء السابقين ومرشحي الرئاسة السابقين فبعض
إنهم جيران القصر الجدد الذين قرروا أن يسمعوا قضاياهم لسكانها يقضون أيامهم أمام بوابات القصر "ينشرون " مآسيهم "يغدون خماصا ويروحون خماصا" فمنظر اللافتات التي يقف خلفها مجموعة من المواطنين يحتجون على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية أمام القصر الرئاسي في نواكشوط أصبح أحد الطقوس المألوفة في حياة الموريتانيين.
التظاهر.. منحة العسكر
رغم أن هذه الظاهرة كانت تحدث من أيام الرئيس الأسبق ولد الطائع إلا أنها انتشرت مع الانقلاب الذي أطاح به في 2005 حين لجأت السلطات آنذاك للنظر في بعض المطالب الشعبية واستقبال أصحابها لكسب الشعبية فاستغل المواطنون هذه الحالة لطرح شكاويهم وحين أوصدت أمامهم أبواب القصر لجأوا إلى ساحاته ومن يومها انتشرت تلك المظاهرات للاحتجاج والشكوى وأحيانا للتمسك بأدنى قشة والتنفيس عن الصدور "فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة"
خلف كل لافتة معاناة
اللافتات الصغيرة التي يحملها هؤلاء المحتجون على الأوضاع الصحية والاجتماعية الحرجة تعجز عن أن تختصر مآسي كبيرة يعيشونها في ظل انتشار الفقر والتهميش الناتج عن سوء التسيير الإداري وتتالي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ولا تقتصر المشاكل التي يطرحها" زوار" القصر على نوع معين هناك العاطلون وهناك المرضى كلهم يحمل قضية تعكس وضعا غير مريح في جوانب الإدارة الموريتانية التي يرى بعض الإعلاميين الموريتانيين المهتمين بالشأن الخدمي أنها تعاني من اختلافات بنيوية تجعلها غير مؤهلة للقيام بالمهام الموكلة إليها وأضاف الإعلامي الذي رفض الكشف عن اسمه أن هناك سبب آخر أشد تأثيرا هو المتعلق بانتشار الرشوة والفساد الإداري .
العاطلون يحتجون .. والعاملون يحتجون
تقف مجموعة من مرضى الفشل الكلوي خلف لافتة صغيرة عن حمل مأساة من هذا النوع المزمن من الأمراض وهم أحدث مجموعةتقرر أن توصل معاناتها إلى من له الحل والربط و أن لا يدعوا أيا كان يلي أمرهم ثم يغفل عنهم فليفعل السياسيون ما شاءوا ولكن هؤلاء لن يقبلوا لحكم سابق أن يقول أنه ترك موريتانيا بلا مشكلة ولن يقبلوا لحكم حالي أن يقول انه خلص موريتانيا مما وجد فيها من مآسي وقد بدأت هذه المجموعة سلسلة وقفات أمام القصر خرجوا فيها على المعتاد حين باتوا في نفس المكان رغم أوضاعهم الخاصة ومع أنهم وجدوا وعودا من رئيس الدولة حين مر بهم في طريقه إلى كهيدي فإنهم لا زالوا ينتظرون تحقق الوعود مرابطين أمام خمائل القصر التي يرون أن ما صرف فيها في كل الفترات من التحسين ولالتزيين والرعاية كانوا هم أحق به وهم اليوم يتذكرون أن كل الرؤساء يطلقون الوعود وكل الوعود يطول انتظارها.
وحسب هؤلاء فإن الاهتمام بمشاكل السياسيين وصراعاتهم على حساب أرواح المرضى تقديم لما من حقه التاخير "فالفشل الي يعاني منه السياسيين لا دواء له ولا تنفع فيه تصفية أما مرض الفشل الكلوي فإن أصحابه مستعدون على الأقل لقبول الدواء إذا وجدوا من يهتم بتقديمه لهم.
قرب الدار ليس بنافع
رغم هذا الإلحاح من أصحاب الشكوى إلا أن المآسي لا تزال هي نفسها فالأمراض مزمنة والبطالة "مزمنة" تتعاقب الأنظمة وتختلف ساكنة" القصر" ولكن "سكان ساحة القصر" يظلون هناك يزيدون ولا ينقصون وتسوء أوضاعهم بدل أن تتحسن.
مشكلة هؤلاء أنهم لم يفهموا أن السلاطين منذ الأزل لديهم تفسيرهم لعلاقتهم ببيت المال الذي جعلهم الله "أمناء" عليه يعطون من شاءوا ويمنعون من شاء "وعطاءهم فضل ومنعهم عدل" وان المال للخاصة والوزراء والخدم والحشم والألسنة المادحة .. وللمحتج الحجر.