دمشق: السيارات تزاحم المارة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فراس حسن من دمشق: إذا كنت واحداً من أولائك الأشخاص الذين لديهم رُهاب السيارات، وترغب في التجول في شوارع دمشق العاصمة، للتسوق أو للتنزه أو للتنزه في المدينة مشياً على الأقدام، فننصحك بأن تحوقل وتبسمل وتتعوذ بالرحمن، وتقرأ ما تيسر لك من السور والآيات، والأدعية المختصة بالأمان على الطريق، وطبعا تحلى بالصبر، واليقظة، لأنك ربما ستقضي نصف مسيرتك في المدينة تخوض بين السيارات تنهب الطريق مسرعة.... ربما، إلى حادث جديد، فتوخى الحيطة حتى لا يكون الحادث من نصيبك...
فمن الطبيعي أن تجد الكثير من السيارات، بما فيها سيارات الشرطة، تلك التي يفترض بها تنظيم السير، والسهر على راحة المواطنين، (تبدو العبارة الأخيرة دائماً كنوع من السخرية في العالم العربي)، تتوسط رصيف ما، فمنظر السيارات على الرصيف يعتبر من المشاهد الاعتيادية خصوصاً الحكومية منها، حيث تستخدم الأرصفة كمواقف للسيارات (كراج)، أي رصيف يخطر لسائق السيارة الحكومية أن يعتبره كراجاً سيكون، وطبعاً لأن سيارته حكومية سيتغاضى عنها شرطي المرور، لأن الاثنان أولاد الحكومة وعلى أبناء الحكومة أن يتآزروا، ويمرروا لبعضهم البعض التجاوزات والتعديات على القانون.
رغم وجود مواقف سيارات خاصة بالمركبات الحكومية، إلا إن السائقين (ربما حرصاً مصلحة الدولة، ومن باب توفير الوقود اللازم للذهاب إلى الموقف المخصص) يفضلون ركن سياراتهم على الرصيف، فأمام وزارة المالية ستجد،غالباً، سيارة مارسيدس حديثة بزجاج عاتم (إنظر الصورة) تقف إلى جانب درج الوزارة، ملاصقة ـ تماماً ـ لسور كراج الوزارة، في الطرف الآخر من الشارع أمام البنك التجاري في ساحة الصالحية ستجد عدة سيارات حكومية تحتل الشارع في استعراض لمدى التزامنا بالقانون، علماً أن الساحة لا تخلو من شرطي مرور واحد على الأقل، في الطرف الآخر من الساحة نفسها، عند مبنى أمانة العاصمة، يوجد مكان مخصص للسيارات الحكومية، رغم ذلك ستجد سيارتين أو ثلاث على الرصيف، (الصورة)، حيث يضطر المشاة للمرور من بين السيارات إن وجدوا متسعاً ما بينها، ويتكرر الأمر أيضاً مقابل فندق الفور سيزنز، على بعد مئات الأمتار فقط، حيث يوجد شرطي مرور أيضاً أغلب الوقت....
إيلاف التقت ببعض المواطنين السوريين الذين حدثوها عن معاناتهم مع السيارات، وانتهاكاتها لحقوقهم في استخدام الأرصفة المخصصة للمشاة..
سعاد سيدة في الأربعين من عمرها تسكن في حي باب مصلى في وسط المدينة، تحكي لنا عن شركة خاصة تحتل الطابق الأرضي من البناء الذي تسكن فيه، تقول منذ أن "فتحت الشركة صار الرصيف للسيارات"، فالشركة المذكورة تستخدم الرصيف كموقف لسياراتها، حيث يضطر المشاة للمشي على الطريق لتجاوز السيارات المتوقفة على الرصيف، لأن الرصيف ضيق أمام المبنى ويلاقي المشاة صعوبة في المشي بجانب سيارات الشركة، لكن المشكلة لا تقتصر على هذا، إذ تقول سعاد أن موظفي الشركة وضعوا مؤخراً حاجزين على الرصيف بحيث يمنعون المشاة من السير فوق الرصيف، وإن فعل أحد المشاة ومشى بالقرب من سيارات الشركة، ضبطه أحد الموظفين متلبساً، فالويل له من العار الفضيحة، لأنه سيتعرض لصراخ الموظفين وشتائمهم، " بيفضحونا، يا اخي، حكي وسخ ومسبات، بعدين، كأنو الرصيف ملك أبوهم؟ ما فهمانة هنه استأجروا الشقة ولا الرصيف؟"...
الحوادث أمام البناء الذي يسكن فيه عبد الحفيظ ليست النموذج الوحيد لما يمكن أن تتسبب به تعديات سائقي السيارات على الأرصفة، ففي منطقة جرماناً الأكثر اكتظاظاً تحدث أمور مماثلة خصوصاً أن الرصيف في الشارع العام في ذاك الحي ضيق بحيث يستحيل أن تمر بجانب السيارة في حال ركنت على الرصيف، وبسبب الاكتظاظ في الشارع يضطر المشاة للسير على الطريق، بل أحيانا للسير بين السيارات في حال ركنت إحدى السيارات على الرصيف وركنت أخرى بجانبها على الطريق الأمر الذي يعرض المشاة للخطر عندما يضطرون للمشي في منتصف الطريق، وكذلك تتعرض الفتيات لمضايقات السائقين أو شتائم الغاضبين منهم ـ وما أكثرهم ـ، هذا ما أخبرتنا به عفاف ـ من سكان جرماناَ ـ ففي هذا الحي البعيد نسبياً عن رقابة شرطة المرور، يتجاوز السائقين هناك كل قوانين السير حسب زعمها، بدءاً بالسرعة العالية و"التشطفيط" انتهاءاً بالسير بالاتجاه المعاكس لحركة المرور، مروراً طبعاً بركن السيارات على الرصيف، هنا في جرمانا ليس بالضرورة أن يكون صاحب السيارة المخالفة "مدعوم" حتى يستخدم الرصيف كـ "باركينغ" فهنا حيث تتوفر دوريتي شرطة فقط، في نقاط ثابتة، لا خوف من أن تحرر بحقك مخالفة مرورية، وإن حدث "فمحلولة ادفع المعلوم لحتى تراضي الشرطي"، تؤكد عفاف على أن تصرفات السائقين التي تتحدث عنها تتسبب بالكثير من الحوادث، أغلبها بسيط، ولكن أحياناً بعد الظهر، عندما يصادف وأن يكون الشارع غير مزدحم بالسيارات، والأطفال يغادرون مدارسهم، تكثر الحوادث الخطرة وأغلب أصحابها من الأطفال الذين لا مفر أمامهم من المشي في المكان المخصص للسيارات عندما تحتل سيارات أخرى الأماكن المخصصة لهم، أي الأرصفة.
أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على دمشق العاصمة، فقط فالسائقين في المدن السورية الأخرى، لهم نصيبهم في انتهاك قوانين السير والتعدي على حقوق المشاة، وربما تختلف دمشق عن غيرها من المدن السورية بأن التعديات فيها أقل نسبياً مما هي عليه في المحافظات الأخرى، أي ربما على الدمشقيين أن يخففوا من غلوائهم في انتقاد جيرانهم من مالكي وسائقي السيارات فهم في النهاية أفضل من أقرانهم في المحافظات الأخرى، ويحترمون حق الجار، ربما!!، أكثر من غيرهم.
التعليقات
صح
شاهين -حتى لو كانت السيارات فوق بعضها نحنا راضيين
فوضى السيارات !!
عراقي - كندا -كلام كاتب المقال صحيح , ففي خلال زيارتي الآخيرة الى دمشق في طريقي للعراق , بعد غياب 6 سنين عن سورية , تفاجأت بعدد السيارات الهائل وبالفوضى المرورية الغريبة , بعض السيارات تتخذ من الآرصفة مواقفا لها , برأيي وحسب ماسمعت من أصدقاء سوريين أن أغلب السوريين المقيمين بدول الخليج أو دول أوروبا يأتون بسيارات ويدخلونها الى سورية فضلا عن السيارات الحكومية وسيارات الجيش والمخابرات وسيارات التاكسي وغيرها , كل ذلك قد بدد وقلل من جمالية دمشق التي طالما تغنى بها الشعراء وأصبحت الآن من أكثر المدن العربية تلوثا بشهادة المنظمات الإقليمية والدولية .
كلام صحيح 100%
abed -هذا الكلام صحيح مئة بالمئة أنا أعيش في دمشق وأعاني يومياً مثل بقية سكان دمشق
والواقع أشد
عبدالله -يوووووو الله لا يوريك !!!!!!!!!!!!!!!!!
صحيح
aved fghale -ما يتحدث عنه التحقيق صحيحي جداً لكن كاتب المقال انتقى صورا لا تعبر تماما عن حجم المشكلة فهناك أرصفة ازدحاما
i²ldsu
samer wazan -هذا افتراء وما يرد في التحقيق غير دقيق نهائياً أنا سوري اعيش في الخليج وأزور سوريا سنويا والواقع ليس كما يقول التحقيق هاذا افتراء
سمعت عنها
هنا -سمعت عن هالشي بسوريا ,,,,,,,,,