إيلاف+

سعي اللبنانيات للاستقلال عن ميول أزواجهن في الإنتخابات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حقها في الإقتراع محكوم بميول زوجها السياسية
للمرأة اللبنانية حرية إنتخابية... ولكن

حنان سحمراني من بيروت: تعتبر المرأة المدرسة الأولى في الحياة وأحد العنصرين الأساسيين في تكوين المجموعة البشرية. فهي المنشئة الأولى للأجيال والمربية لها، وحين نتحدث عن دورها في المجتمع نجد أنها النقطة الأساس لإنطلاق الأجيال القادمة في حياتهم الإجتماعية والسياسية خدمة للوطن الذي يعيشون فيه والمجتمع الذي يحتويهم.

وتشعر المرأة بمسؤوليتها في المجتمع بإعتبارها عنصراً أساسياً في حياته وخاصة في المجتمع اللبناني الذي أفسح المجال أمام نسائه للحصول على الحقوق وممارسة الحرية الإجتماعية والسياسية بإمكانيات قصوى لم تتمكن أي إمرأة سواها في غالبية المجتمعات الشرقية من الحصول عليها وممارستها. ولكن بالرغم من هذا الحق الذي أعطي لها لتمارس كافة أدوار حياتها الإجتماعية والسياسية إلا أننا نجد تسلطا كبيرا من قبل الرجل يمارسه على المرأة اللبنانية وخاصة المتزوجة، الأمر الذي يتيح له بهذه الصفة الذكورية أن يتحكم برأيها في الحرية الإنتخابية فتصبح إسما لا أكثر حيث يجبرها على التصويت لمن يؤيد ويحبذ من السياسيين في الإنتخابات النيابية اللبنانية وحده ولو كانت تعارضه.

في سياق ذلك إستطلعت إيلاف آراء عدد من النساء اللبنانيات اللواتي يكشفن عن شخصياتهن القوية أوالضعيفة مقابل تسلط الرجل اللبناني بمسألة الإنتخابات النيابية اللبنانية. ويبرزن تعاطيهن مع الموضوع من هامش الحرية الذي يتمتعن به أو الحرية الكاملة التي تغلف حياتهن.

سمر لا تقوى على معارضة زوجها في كثير من الأمور. هي ربة بيت ولها أربعة أطفال وزوج متسلط للغاية. زوجها يمنع عليها أن تبدي رأيها بكثير من الأمور المصيرية وخاصة في مسألة الإنتخابات لأنها بحسب تبريره "مسألة حساسة جداً ومصيرية بحسب ميول المواطن اللبناني السياسية". تقول سمر إن زوجها يعتبر أن ميولها السياسية يجب أن تلائم ميوله وتتطابق معها. أما هي فتتمنى أن تختار وأن يعطى لها هامش الإختيار وأن تمنح الحق بالإختلاف عنه ولو لمرة واحدة تحس فيها بإستقلالها برأيها. غير أنّ الأمر ليس فيه حيلة حيث "القرار دائما بيد الرجل في المجتمع الشرقي وكثيراً ما ينفرد برأيه لاغياً قرار زوجته وإحترامه لرأيها وميولها السياسية وغير ذلك أيضا" تقول سمر.

أما فوزية التي تعمل كممرضة في إحدى مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت فإنها تعبر عن رأيها برفضها للخضوع لتسلط الرجل وتفرده بإتخاذ القرارات؛ "لأن المرأة كالرجل في المجتمع اللبناني تكد وتتعب بجانبه لمواجهة الحياة ومصاعبها، وذلك يجعل منها صاحبة قرار مثله لأنها تقدم لأسرتها مثلما يقدم وأكثر" تقول فوزية.

هي تعتقد أن شخصية المرأة اللبنانية تحدد مواقفها وقراراتها إن كانت إجتماعية أو سياسية. أما من جهتها فإن زوجها لا يعارض أي قرار تتخذه وهو يحترم آراءها وميولها السياسية وتعلن أن الإختلاف حاضر دائما بينهما في كل إنتخابات بوفاق ودون أي مشاكل من جراء ذلك؛ "صوت المواطن اللبناني مسؤولية مؤتمن عليها وقد خلقنا الله أحراراً لا عبيدا لأحد... ولو حتى في أصواتنا" تقول فوزية بتحدٍ.

أما ديانا فإنها تعتقد أن المرأة عندما تختار زوجها يجب أن تكون ميوله السياسية مطابقة لميولها وتفكيرها السياسي طلبا لراحة البال وتفادياً للمشاكل. هي تعمل موظفة في أحد المحلات التجارية الكبرى في بيروت ولا تجد مشكلة في تقرير إقتراعها بمسألة الإنتخابات النيابية اللبنانية لأنها وزوجها يتوجهان بميولهما السياسية إلى نفس الفريق. تقول ديانا إنها تشارك في الحملة الإنتخابية بجانب زوجها كل مدة إنتخابات وتشعر بالفرح لمساهمتها بهذا الأمر؛ "المرأة اللبنانية ذات شخصية قوية وإرادة حرة وأعتقد أنه لو كانت ميولي السياسية مختلفة عن ميول زوجي فإني لن أتوانى عن إتخاذ قراري ورأيي بنفسي دون أن أحذو حذوه" تؤكد ديانا.

سهير (ربة بيت) تجد متعة في الإنتخاب وممارسة حقها الديمقراطي وتنتظر نتائج الإنتخابات النيابية بحماس. زوجها لا يعارض ميولها السياسية لكنه لن ينتخب هذه المرة بسبب مقاطعته للإنتخابات النيابية اللبنانية بسبب أحداث أيار\ مايو 2008 التي "قسمت البلد طائفياً وفككت لحمته الوطنية". تقول إن زوجها ترك لها حرية إتخاذ قرارها لكن ضمن حدود ميوله السياسية وميول محيطه الإجتماعي السياسي الذي كثيراً ما يُفرض على المواطنين بحسب الدائرة التي يتواجدون فيها؛ "حتى لوكان زوجي يحدد لي إختياري مسبقاً إلا أني أشعر بأني أعطي صوتي في الإتجاه الصحيح" تقول سهير بما يشبه الإستسلام.

غير أن منال (سكرتيرة لدى أحد الأطباء) تعتقد أن المرأة يجب أن تتخذ قرارها بنفسها لا بإجبارها على قرار أو اتخاذ القرارات عنها. من جهتها ليس لديها ولو فرصة واحدة متاحة لذلك لأن زوجها يفرض عليها ميوله السياسية بالكامل، الأمر الذي يغضبها ويزعجها وكثيراً ما يحدث مشاكل بينهما؛ "يمارس القمع والتسلط الذكوري ويتخذ القرارات عني رغم أنه ممنوع من الإقتراع بسبب عمله في السلك العسكري!!" تقول منال وتضيف أن زوجها يؤمن بما انه ممنوع من التصويت أن صوتها يحل مكان صوته خاصة أمام أهل قريته الذين يعتقدون أن على المرأة أن تجاري الرجل حتى في تفكيرها وتوجهاتها؛ "أتمنى أن يصل يوم أتمكن فيه من تحديد ميولي السياسية وانتمائي بنفسي لا بما يمليه زوجي علي كما أملى أهلي سابقا". تقول منال.

جيهان (معلمة في مدرسة حكومية) تختلف قصتها في تنتمي إلى طائفة أخرى غير تلك التي لزوجها وبعد الإنقسامات الطائفية التي لحقت بالوطن تأثر كل بيت لبناني بذلك وحدثت مشاكل وإنفصالات كبيرة. هي تعتقد ان المرأة اللبنانية تستطيع أن تتخذ قرارها بنفسها لأنها ذات شخصية حرة لكن الحقد السياسي لعب دوراً كبيراً في إتخاذ القرار مسبقاً عن كثير من النساء اللبنانيات المتزوجات. ومع وجود الأطفال وتفادياً للمشاكل والإنهيار الأسري، تمارس جيهان الحيلة على زوجها بمجاراته لميوله السياسية وكذلك الطائفية رغم أنها تنزعج كثيراً من ذلك إلا أنها مضطرة له. أما في الإنتخابات فإن زوجها يتكفل بالأمر كاملا حين يعطيها لائحة كاملة تخص ميوله لكنها بغفلة عنه تشطب ما تشاء منها لتدون مكان المشطوبين مرشحين تحبذهم؛ "ذلك يشعرني بالإستقلالية بإتخاذ رأيي بنفسي ولو أنه خلسة وغير واضح ومعلن للمجتمع الذي أعيش فيه: تقول جيهان.

وبعد الإطلاع على آراء شريحة من اللبنانيات نجد أن الحرية التي أعطيت للمرأة حتى في لبنان محكومة بقيود يحددها زوجها وقبل ذلك أهلها. فالرجل يمارس سلطته وتسلطه الذكوريين في كثير من القرارات المصيرية الحياتية والإجتماعية والسياسية كذلك.. ربما ليعوض بشكل أو بآخر تسلط من يؤيد من السياسيين عليه وتحكمهم في قراراته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تقبرني
بسام -

مخالف لشروط النشر