إيلاف+

تنظيف السيارات في موريتانيا طريق الأميين الباحثين عن لقمة العيش

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نواكشوط: تعتبر مهنة تنظيف السيارات من بين المهن التي عرفها الموريتانيون حديثا في ظل تعاملهم مع واقع المدينة وما يفرضه من تسليم بأي مهنة يجدها المرء ملائمة لتوفير لقمة العيش.

كما أن العمل في أي مهنة هو مجرد واجب عند الشيخ ولد محمد وهو أحد العاملين في مهنة غسل السيارات، ويبرر ذلك بالقول.. نحن في زمن تلاحق الأزمات المالية الدول والمؤسسات والأفراد، وقد أصبحت العاصمة نواكشوط تمثل الملاذ الوحيد لعشرات الشباب القادمين من مختلف ولايات الداخل بحثا عن فرص عمل قد لا يكون الحصول عليها في متناول الجميع.

هاربون من البطالة
أمام البنك الموريتاني للتجارة والاستثمار (basim bank)يقف موسي ولد الشيخ البالغ من العمر 26 سنة وكله أمل في أن تقع عينه علي صاحب سيارة وهو ينوي غسلها ليكون موسي قد وجد ضالته المنشودة التي يعول عليها كثيرا في توفير لقمة العيش لزوجته وأبنائه الثلاثة وهم الذين يحسبون لما سيحصد موسي من النقود ألف حساب فمنه سيعيشون وبه سيفرحون أيام العطل والأعياد.


ويقول موسي "للأخبار" إن واقع البطالة الذي يعاني منه جل الشباب الموريتانيين هو الذي فرض عليه العمل في مهنة غسل السيارات وان كان علي وعي تام بأنها مهنة غير جيدة لأنها تمثل عند الكثير من الموريتانيين تجاوز للقيم والعادات التي تربوا عليها إلا أنه في ظل غياب فرص عمل تبقي الخيار الوحيد.


ويواصل موسي حديثه مع موفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة وهو يتأمل في السيارات المارة لعله يحظى بزبون يقوم بغسل سيارته إلا أن الحظ لم يكن حليف موسي في تلك اللحظة علي الأقل.

يقول موسي أفراد أسرته يبلغون أربعة ووالده الذي كان يساعد في تحصيل لقمة العيش في احدي القرى النائية بولاية "لعصابه" وسط البلاد أقعده الكبر وأصبح لا يستطيع أن يزاول عمله حيث كان في قترة الخريف يقوم بزرع مساحة كبيرة من الأرض وتستفيد منه الأسرة استفادة كبيرة.

انها مهنة نقتات بها..

وغير بعيد من موقع موسي ولد الشيخ يوجد الشابان الشيخ ولد محمد وإسماعيل ولد عبد الله وهما قادمان من مدينة "باركيول". ويقول الشيخ ولد محمد"نحن جئنا إلي العاصمة نواكشوط بحثا عن فرصة عمل نستطيع من خلالها أن نساعد الأهل الذين يعانون من الفقر المدقع"..
يضيف ولد محمد -وفي حديثه مسحة الحياء وإحساس بالذنب- لما وصلنا إلي العاصمة نواكشوط لم نجد من المهن التي نستطيع العمل فيها سوي مهنة غسل السيارات التي نعتبرها مجرد عمل نستطيع من خلاله الحصول علي لقمة العيش التي سافرنا من أجلها ونحن اليوم والحمد لله نحصد شهريا مبالغ مالية معتبرة ونرسلها إلي الأهل للعيش بها في أدغال البادية..

ويشاطره ولد عبد الله الحديث قائلا علي سبيل المثال أنا خلال ثلاثة أشهر أرسلت للأهل في البادية مبلغ 40000 ألف أوقية وهو مبلغ معتبر خصوصا من مهنة متواضعة.
وعن أوقات العمل وظروفه يضيف ولد عبد الله نأتي إلي السوق في الصباح الباكر ونبقي جالسين حتى يبدأ وقت توافد أصحاب السيارات ونبدأ في البحث بأعيننا وبالإشارات التي نرسلها إلي أصحاب السيارات ونحن نحمل معنا قطعا من ثياب بالية نستعملها في غسيلها أملا في الحصول علي المراد.


محاصيل يومية يتباهون بها..

خلافا لمن ينظرون إلي مهنة غسل السيارات بأنها مهنة غير شريفة أو أنها مهن لا توفر الدخل الكافي للعاملين فيها يقول أحمد ولد أمبارك إنها توفر له ولزملائه الذين يرافقهم في العمل دخلا يوميا يعتبرونه دخلا كبيرا ليس من السهل علي الجميع توفيره حيث يقول أنه يحصد يوميا من هذه المهنة حسب توفرها 1500 أوقية في بعض الأحيان و 1000 أوقية ليصل دخله إلي 800 أوقية في بعض الأيام.
ويقول رفيقه الذي امتنع عن إعطائنا اسمه كما رفض تصويره أنه في بعض الأيام يحصد من مهنة غسل السيارات 1200 أوقية وفي أقل الأيام دخلا يحصل فيه علي 600 أوقية وهو دخل يعتبره العاملون في مهنة غسل السيارات من شأنه أن يوفر لهم الحصول علي لقمة العيش التي لا يتوقفون لحظة عن البحث عنها فيظل ظروف صعبة وأوضاع علمية متواضعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف