المخلفات الحربية في العراق خطر يهدد حياة المواطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ميسان: لم يتوقع الطفل احمد حسين الساكن في منطقة( أبو رمانه) وسط مدينة العمارة ان يكون هو وفريقه ضحية حادثة انفجار صاروخ متروك في ساحة ملعب لكرة القدم ، والتي نجا منها باعجوبة بعد إصابته ببتر الساقين وقتل خمسة من أعضاء فريقه وجرح سبعة آخرون .
احمد يذهب يوميا إلى ساحة كرة القدم بعكازيه وهو يتذكر كيف تناثرة أجساد زملاءه الخمسة على ارض الملعب من جراء شدة الانفجار ، وكيف أصبح ثمانية منهم معاقين لايستطيعون لعب الكرة مجددا .
هذا المشهد هو احد مسببات المخلفات الحربية التي تركت في المناطق السكنية في محافظة ميسان والتي لم تنتبه إليها السلطات المحلية والأمنية .
محمد حسين ، مواليد 1950 ، متقاعد ،اعتبر الإجراءات التي تقوم بها الحكومة المحلية لمعالجة المخلفات الحربية غير كافية مقارنة بحجم الخطر الذي تسببه من إصابة بالأمراض أو ازدياد حوادث القتل نتيجة انفجار تلك المقذوفات وآخرها حادثة ( ابو رمانه) التي أدت إلى مقتل وإصابة 13 طفلا في حادثة غير مسبوقة ولم يسلط عليها الضوء من قبل وسائل الإعلام .
المواطن أكرم محمد ، موظف من منطقة ابو رمانه يقول انldquo; الصاروخ الذي انفجر في إحدى الساحات القريبة من منزلنا متروك منذ الحرب العراقية الايرانيه ولم تتم معالجته رغم الطلبات الكثيرة من أهالي المنطقةrdquo;.
ونوه إلى ان ldquo; كميات المقذوفات التي تركت في الساحة ازدادت بعد تنفيذ عمليات بشائر السلام وتطبيق خطة فرض القانون.rdquo;
وناشد محمد ldquo;الجهات الحكومية بإجراء مسح كامل على كافة مناطق المحافظة والقيام بحملة واسعة من قبل قوات الشرطة والجيش لإزالة تلك المخلفات الحربية التي أصبحت خطرا كبيرا على حياة المواطنrdquo;.
وكانت منطقة ابو رمانه الشعبية قد شهدت مطلع عام 2009 انفجار صاروخ في إحدى ساحات كرة القدم اسفرت عن مقتل خمسة أطفال وجرح ثمانية آخرون.
من جهته، طالب رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ميسانldquo; بإنشاء موقع لطمر المخلفات الحربية لانتشار كميات كبيرة منها في المناطق السكنيةrdquo;.
وأضاف انه تم إعداد دراسة حول الموضوع من قبل اللجنة لغرض عرضها على أعضاء المجلس والتي حدد فيها المنطقة الصناعية كمكان مناسب لإنشاء موقع الطمر الصحي rdquo;.
وحول الإجراءات التي قامت بها مديرية الدفاع المدني لرفع المخلفات الحربية من المناطق السكنية في المحافظة قال عدنان عودة نعمة مدير الإعلام انldquo; دائرته تمكنت خلال الشهر الماضي من إبطال مفعول 142 مقذوفا في مناطق متفرقة من المحافظةrdquo; .
وأوضح نعمة لوكالة ( أصوات العراق) ان ldquo; مديرية الدفاع المدني في ميسان تمكنت خلال الشهر الماضي من إبطال مفعول 130 قذيفة مختلفة العيارات و12 صاروخ مختلف الأنواع والأحجام في مركز واقضية ونواحي المحافظةrdquo; .
وفي سياق ذي صلة كشف الدكتور احمد نوري معاون مدير صحة ميسان عن تأثيرات اخرى لبعض المخلفات الحربية والتي تحمل اشعاعا منها ازدياد حالات الإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي الذي اخذ بالانتشار وخاصة في المناطق النائية .
وأشار إلىldquo; قيام دائرة صحة ميسان بحملة واسعة للتعريف بمخاطر التلوث البيئي والمخلفات الحربية وتأثيرها المباشر على صحة المواطن وخاصة بين صفوف الأطفال الذين يتعرضون إلى الإصابات جراء العبث بتلك المخلفاتrdquo;.
من جانبه، قال الدكتور عدي عبد الباقي لــ(أصوات العراق) انهldquo;بعد ازدياد حالات الإصابة بمرض السرطان في المحافظة افتتح مؤخرا في مستشفى الصدر العام في مدينة العمارة عيادة استشارية للكشف المبكر عن امراض سرطانrdquo;.
وأوضح ان ldquo;الهدف من افتتاح العيادة هو الكشف المبكر عن أورام الثدي الجينية بالإضافة إلى الحصول على قاعدة بيانات للأمراض التي تصيب الثدي وخاصة الأمراض السرطانية التي أخذت تنتشر في بعض مناطق المحافظةrdquo; .
وأضاف عبد الباقي ldquo;يمكن إجراء البحوث والإحصائيات حول الأمراض التي تصيب المرأة بوجه الخصوصrdquo; في العيادة ،لافتا إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض في السنوات الأخيرة إذ كانت عدد الإصابات المسجلة في عام 2007 أكثر من 10 إصابات ارتفعت إلى الضعف عام 8 200rdquo;.
وعلى الصعيد نفسه ،بين سمير عبود مدير بيئة ميسان أنrdquo;فحوصات وتحليلات مختبرية أجريت من قبل فريق متخصص ومزود بأجهزة حديثة على موقع لتجميع السكراب داخل المنطقة الصناعية وسط المحافظة ، اثبتت وجود تلوث باليورانيوم المشع فضلا عن وجود موقع ملوث ثاني لدبابة عسكرية قرب إحدى السيطرات في ناحية كمبت ( 25 كم شمال ألعماره) rdquo;.
وشهدت محافظة ميسان خلال عام 2008 العشرات من الوفيات بمرض السرطان فضلا عن حصول أكثر من 35 ولادة مشوهة وغريبة تسمى بالطفل ألإسفنجي بالاضاقة إلى مقتل عدد من المواطنين نتيجة العبث بالمقذوفات الحربية ،حسب مصدر صحي في مستشفى الصدر العام في ألعماره.
فيما كشفت تقارير وزارة الصحة العراقية عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان خلال السنوات العشرين الأخيرة وان أكثر أنواع السرطان انتشارا هو سرطان الثدى يتبعه سرطان الرئة والمثانة وسرطان الجهاز اللمفاوي..
وأكدت التقارير ان هناك أكثر من 120 -140 ألف إصابة في العراق بالأمراض السرطانية وان اغلب المصابين بهذه الأمراض هم في سن مبكرة مابين 15 -40 سنة وهى من أنواع الغدد اللمفاوية وسرطانات الدم والثدي.
وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم جنوب العاصمة بغداد.