إيلاف+

مدينة كان تتحول بعد مهرجانها إلى مدينة أشباح يسكنها المسنون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم (من كان جنوب فرنسا): بدت مدينة كان في اليوم التالي لاختتام عرسها السينمائي حزينة. فقدت بسمتها وألقها، عشرات العمال يلبسون بذلاتهم عليها شارة "مكلفون بالتفكيك" يعملون بدون توقف لمسح كل أثر للمهرجان الأكثر شهرة في العالم. قصر المهرجان المطل على البحر يستعيد وجهه القديم القبيح. أول ما أزاله هؤلاء العمال هو البساط الأحمر الشهير الذي سار عليه خلال الدورة الثانية والستين نجوما كثرا، أكثرهم حضورا إعلاميا الحبيبين براد بيت وأنجلينا جولي، وذلك يوم عرض فيلم "اللقطاء غير العظماء" للمخرج كوينتان تارانتينو.

الفيلم لعب فيه الممثل براد بيت دور البطولة. خلال "الصعود" إلى المسرح الكبير عبر "البساط الأحمر" رقص المخرج كثيرا ورقصت معه الممثلات. البساط نفسه استقبل آلاف المصورين لالتقاط هفوة أو خطأ لتسجيل لحظة في تاريخ مهرجان سماه المخرج الكبير تارانتينو "أولمبياد السينما". داخل أورقة قصر المهرجان اشتغل عشرات العمال لإزالة كل أثر للسينما، في كل طوابقه، كان هؤلاء العمال يفرغوه من حيوات كثيرة عرفها من لحظات قوية ستدخل تاريخ الفن السابع من بابه الواسع، كقاعة الندوات الصحافية التي قال فيها المخرج الدنماركي الكبير لارس فان تريير إنه "أحسن مخرج في العالم"، في القاعة نفسها قالت الممثلة الفرنسية شارلوت كانسبورغ التي جسدت دورا أسال مدادا كثيرا، أن مشاهد العري لم تتعبها بقدر ما أتعبتها مشاهد كآبة وإحباط الشخصية التي جسدتها. تعبت ونالت جائزة أحسن دور نسائي على فيلم قالت إنها لن تعاود التجربة مع مخرجه. أزيلت كل الملصقات خاصة ملصق المهرجان المستمد من مشهد لفيلم "لافانتورا" للعبقري الإيطالي ميكاييل أنجيلو أنطونيوني.

كان المدينة التي شهدت من 13 إلى 24 ماي ازدحاما خاصة في "لاكورازيت"، بدت فارغة من زوارها "طبعا كنبيعو فكان أكثر ما كنبيعوه فكل العام" يقول مسؤول مطعم صغير قرب محطة القطار، شأنه شأن عدد كبير من المطاعم والفنادق، نزلت الأثمنة بشكل كبير، ففندق بنجمتين عاد إلى ثمنه العادي ما بين 50 و70 أورو بعد أن تضاعف أيام المهرجان أكثر من مرة ووصل إلى 220 أورو لليلة الواحدة.

الفنادق أفرغت ويمكن لبعض مسؤولي الفنادق أن يخفض الثمن أكثر، كما قال أحدهم "بعد المهرجان القضية تموت ويمكن تسكن غير بربعين أورو".

ما يثير الانتباه أكثر في مدينة كان بعد المهرجان هو الحضور القوي للمسنين، الشوارع المطلة على البحر التي كان المرور بها يستغرق وقتا طويلا نظرا للعدد الكبير من الشابات والشباب الحاملين بالحصول على دعوة لحضور فيلم أو لقاء نجم بالقرب من قصر المهرجان، أصبحت فضاء لعدد من المسنين، بعضهم يحضر إلى كان في إطار رحلات منظمة ومنتظمة "كان مدينة المسنين" تقول "دانييل"، مديرة مؤسسة تعليمية متقاعدة، ثم تضيف "هذه المدينة يحبها المسنون نظرا لهدوئها وجوها الصحي" تضيف هذه السيدة التي اختارت الإقامة فيها رسميا بعد التقاعد.

تغيرت حركة عقارب الساعة في المدينة، سارت أكثر بطئا وكأنها تعبت من حركتها الدؤوبة خلال أسبوعين، حركة تلائم تحركات المسنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف