الألبسة الشعبية في حلب تراث يتجدد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكور الحلاق من حلب: تطورت أنماط الألبسة الشعبية للنساء والرجال مع تطور البشرية فمن ورق الشجر إلى جلود الحيوانات ومن ثم الخيوط القطنية والحريرية وصولاً إلى ألبسة النايلون غير أن هذا التطور بقي يلائم الأرض والجو والطبيعة والمناخ إضافة إلى الانسجام مع المعتقدات والتقاليد التي تراعي الحشمة والوقار وتحافظ في الوقت نفسه على المسحة الجمالية والذوق الرفيع.
ومن المعروف أن الأزياء الشعبية تعطي صورة واضحة عن المجتمع الزراعي القديم وتشكل جزءاً من التراث الذي يتوارثه الخلف عن السلف كما تشكل معلماً من معالم الفلكلور الشعبي وكانت معظم الألبسة تتصف بالطول والوساعة لتؤمن الراحة والمرونة أثناء العمل والجلوس والمسير والعبادة.
وقال عبد الفتاح بساطة رئيس مكتب الإعلام والثقافة في اتحاد الحرفيين... لقد كان التشابه قديماً بين لباس الرجال ولباس النساء من حيث التكون والتصميم والبساطة ثم أخذ لباس الرجال طريقة في التمايز مع ظهور الطبقات الاجتماعية والفئات الحرفية والدينية فكان هناك لباس خاص بالحكام وآخر بالعامة ولباس الأغنياء ولباس الحرفيين والفلاحين ورجال الدين وغيرهم.
وأوضح أن ألوان الألبسة تختلف بين فصول السنة ومن منطقة إلى أخرى ففي المناطق الباردة شتاء تكون بألوان قاتمة غامقة لتمتص أشعة الشمس وتحتفظ بها للدفء في حين تكون ألوان الألبسة في الصيف وحتى في المناطق السهلية والبوادي كاشفة كالأبيض والزهري حتى تعكس أشعة الشمس وتمنع وصولها إلى الجسم.
ومن هذه الألبسة الشعبية الرجالية التي كانت سائدة ولا تزال في بعض الأماكن العباءة التي يتم شدها بزنار رفيع وهي غالباً ما تصنع من وبر الإبل وتستعمل من قبل المزارعين والرعاة ومتوسطي الدخل أو عوام الرجال أما العباءات التي يرتديها الأغنياء فتكون مطرزة بخيوط من القصب وبأشكال هندسية من الكتفين والصدر إضافة إلى الألبسة الأخرى مثل الجبهة وهي عبارة عن ثوب فضفاض وطويل وله أكمام واسعة تتجاوز أطراف الأصابع والدراعة وهي لباس مفتوح من الجهة الأمامية إلى أعلى الصدر والقمباز ويطلق عليه اسم الدولمان وهو ثوب طويل يصل إلى مشط القدم ومفتوح من الأمام والنبش وهو عبارة عن رداء فضفاض له وقد ارتداه الرجال والنساء... والشخشير وهو نوع من الشراويل الواسعة والفضفاضة اختص بلبسه الحرفيون ويطلق عليه اسم الجتان والقرطال يلبسه أبناء الطبقة الغنية وهو ثوب داخلي وتحته قطعة طويلة يغطي كامل القدمين وأكمامه تغطي الأصابع واخيرا المئزر وهو لباس خاص بالمتصوفة.
ولبس الرجال على رؤوسهم العرقية والعقال والكفية والبريم ولها شرابة أو دلاية من الخلف كما لبسوا الحطاطة والشاشية والهبرية والطربوش كما لبس الرجال أحذية متنوعة كالخف والبسطار الجزمة ذات الساق والجاروخ والمداس والكندرة والصرماية الحمراء والقبقاب ومنه الشخبي والشبراوي والصادة المطعم بالعظم.
وكان للنساء لباسهن المميز غير أن المرأة الحلبية بقيت تسدل عليها عند خروجها أزاراً يسترها من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها وتضع على وجهها منديلاً رقيقاً يكشف لها الطريق أمامها ويطلق على هذا المنديل اسم الباجايه وهو منديل اسود رقيق.
ومن الألبسة النسائية الملحفة وهي عبارة عن ملاءة سوداء غزلية والتنورة المزخرفة والفوقانية التي فيها منديل لتغطية الوجه وهناك أيضاً السروال والتنورة والصدرية والقميص وهناك الثوب السراقبي النسائي وعادة ما كانت الفتاة تقوم بتحضيره لعرسها وهي صغيرة ويتألف من القماش الأسود السميك الدوز ومن التطريز الأحمر كافانا وعليه زخارف هندسية ونباتية وهذا الثوب يبقى المفضل على مدى العمر وهو مرغوب جدا من السائحات.
كما هناك لباس التلي الفارة وهو مصنوع من الحرير الأسود وفيه خيوط متشابكة كخلية النحل ويدخل في خياطته بعض خيوط الفضة الرفيعة مع الرسوم الهندسية وقد اقتصر هذا اللباس على نساء الأغنياء وهناك الثوب التقليدي الذي يصنع من الحرير ويصل طوله إلى القدمين وأكمامه عريضة عند الطرفين وله فتحة من الأمام ومطرزات حريرية على الصدر.
ومن ألبسة الرأس النسائية كانت هناك العمامة العالية وهي بشكل مخروطي أو أسطواني والطرحة المزخرفة بالخرز الملون والشنبر وهو منديل حريري أسود يبلغ طوله المترين أما أحذية النساء فهناك السمت وهو خف يصل إلى الركبة والبالوج وهو خف دون كعب والكندرة والجزمة ذات الساق والقبقاب المطعم.