إيلاف+

أول متنزه وطني في أفغانستان يسر العين والروح

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيتر جراف من بند امير (افغانستان):اذا اردت ان تشاهد البحيرات الزرقاء البديعة لاول متنزه عام في افغانستان في الوقت الحالي فما عليك الا ان تقنع الجيش الامريكي باصطحابك اليها على متن طائرة هليكوبتر من طراز تشينووك برفقة السفير الامريكي. والامر يستحق هذا العناء. اصطحبت السفارة الامريكية مجموعة صغيرة من الصحفيين يوم الخميس الماضي في رحلة الى بند امير حيث توجد مجموعة من البحيرات الزرقاء على مساحة شاسعة من الارض وسط صخور ناتئة على ارتفاع نحو ثلاثة الاف متر فوق جبال هندو كوش لحضور افتتاح أول حديقة وطنية في افغانستان.

وفي الوقت الراهن ينبغي على اي سائح اجنبي يرغب في زيارة الحديقة ان يتحدى تحذيرات سفارة بلاده بشأن حوادث الاختطاف والحرب في البلاد وان يقوم برحلة تتجاوز مدتها عشر ساعات بالسيارة من كابول سالكا طرقا جبلية وعرة يصعب تمييزها.

وكانت الحديقة مزارا سياحيا في اوقات السلم في السبعينات وتقع في منطقة شهدت استقرارا نسبيا لسنوات. وتمول الحكومة الامريكية طريقا جديدا يقلص مدة الرحلة بمقدار الثلثين.

وقال الامير مصطفى ظاهر حفيد اخر ملوك افغانستان ورئيس وكالة مهتمة بشؤون البيئة في الوقت الحالي "انظر الى هذا المشهد. انه بمثابة شعر يسر العين والروح" مشيرا للصخور خلف احدى البحيرات.

واضاف "ستصبح افغانستان مزارا سياحيا لاسيا الوسطى والامريكيين والاوروبيين ولجميع شعوب العالم مرة اخرى. انا ملزم بذلك. في غضون خمسة اعوام."

وتمتد البحيرات اللازوردية الصافية والهادئة في المناطق السفلى من الوادي وساعد على تجمع المياه سدود طبيعية تشكلت عبر الزمن من مترسبات الكالسيوم. والبحيرات من صنع الطبيعة الا انها تبدو كمعجزة هندسية من صنع البشر.

وعقب حفل الافتتاح قام كريم خليلي نائب الرئيس الافغاني وكارل ايكنبيري السفير الامريكي الذي بدا عليه الابتهاج بنزهة في البحيرة في قارب على شكل بجعة.

وألقيا حبات الجرانولا لاسراب السمك فضية اللون التي تقافزت لالتقاطها. (وتحظر القوانين الجديدة في الحديقة اصطياد الاسماك بالقنابل اليدوية).

ويقول ايكنبيري ان دبلوماسيي سفارته لا زالوا يتذكرون النزهات على شواطيء البحيرات في السبعينات قبل ثلاثة عقود من الحروب.

وتقع الحديقة في اقليم باميان بوسط افغانستان وهي منطقة تتمتع بجمال طبيعي غير عادي حتى بالمعايير الافغانية.

وعلى بعد ساعات من الحديقة توجد كهوف صخرية ضخمة كانت تؤوي تماثيل عملاقة اثرية لبوذا فجرها متشددون اسلاميون في عام 2001 .

واليوم تعاني المنطقة من فقر مدقع ويأمل سكان محليون ان تسهم الحديقة الوطنية والطرق التي تقام قريبا في عودة السائحين اولا من مناطق اخرى في افغانستان ثم من بقية دول العالم كما كانت عليه الحال في حقبة سابقة.

وللمساعدة في الحفاظ على البحيرات اخطرت حديقة وطنية سيد اصغر (47 عاما) بنقل كشكه لبيع الشاي والبسكويت والاحذية وكرات القدم لمكان جديد على بعد مئات الامتار.

ويقول انه يشاهد نحو عشرة سائحين فقط كل شهر وهو ابعد مايكون عن حقبة السبعينات التي يتذكرها من شبابه حين كانت تأتي حافلات محملة بالسائحين كل يوم وهو يأمل ان تفي الحكومة بوعدها وتكمل الطريق.

ويضيف "في الوقت الحالي كل شيء موجود في المتاجر.. الا الزبائن."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف