المواطن المراسل يوسع قاعدة الصحافي الأردن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اخلاص القاضيمن عمان:يتقن علي السعدوني الذي يقطن احدى المناطق النائية فن التواصل مع وسائل الاعلام المختلفة مزودا اياها باخبار وقضايا عن منطقته بهدف تطويرها او تحسينها او وضع ذات اليد على مواطن الخلل فيها.
ويتقمص السعدوني كما يقول الى وكالة الانباء الاردنية دور المراسل الصحفي دون ان ينتسب عمليا لاي من مؤسسات السلطة الرابعة.
واعتادت الاربعينية رويدة الميمة ( ام عماد ) على رفد عدد من الصحفيين بمواد اخبارية مختلفة، قائلة " انا غير متعلمة الا انني اعتبر الصحافة جزءا من حياتي واجد ان من واجبي التبليغ عن بعض الحالات خاصة تلك التي تكتنفها المعاناة والامراض وضيق ذات اليد ".
ومثل السعدوني والميمة كثيرون ممن قد يطلق عليهم مجازا لقب ( المواطنون المراسلون ) مشكلين طوعا مصادر لا تنضب من المعلومات والاخبار حين يأخذون على عاتقهم لفت نظر وسائل الاعلام المختلفة لبعض الظواهر او التبليغ عن وقوع حوادث او عن حالات حرجة وغيرها.
"ويسهم هؤلاء بدورهم بتوسيع قاعدة المراسلين الصحفيين انطلاقا من واجب المواطنة الصالحة بما يعزز الشراكة التفاعلية مع الاعلام " بحسب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور عزت حجاب.
ويقول ان المواطن المراسل يعمل على بلورة شبكة من المؤيدين للجسم الصحفي، يميزه وجوده الدائم في منطقة الحدث الامر الذي يمكنه من نقل حيثياته اولا باول وبصدقية كبيرة، وقد يكون المواطن المراسل مصدرا لاهم الاخبار العاجلة التي تتصدر المواقع الالكترونية وشاشات المحطات الفضائية.
وتعد شراكة المواطن في نقل الحدث بحسب الدكتور حجاب ارقى الممارسات الديمقراطية التي تجعل منه مؤثرا وفاعلا وشريكا في صناعة القرار مشيرا الى التوظيف الايجابي للتكنولوجيا حين يسخر المواطن هاتفه النقال مثلا لتوثيق حدث معين ما يعزز الرقابة الذاتية على افعال المواطنين وتصرفاتهم تحسبا او خوفا من قيام احد المواطنين المراسلين برصد مخالفة ما او سلوك سلبي معين.
وتعتمد وسائل الاعلام كافة على ملاحظات ومشاهدات واتصالات المواطن المراسل ودوره الحيوي والجوهري كأحد مصادر الاخبار والقضايا وفقا لمدير تحرير المحليات في صحيفة الرأي الزميل خليل الشوبكي الذي يؤكد على دور الصحيفة او الوسيلة الاعلامية في المتابعة والتحقق من صحة المعلومات او الاخبار الواردة من المواطنين وبالتالي البناء عليها او متابعتها بما ينسجم ومتطلبات المهنة الصحفية وقواعدها.
ويقول ان المواطن لديه حس صحفي عال ويمتلك ثقافة تفاعلية وهو بحكم تركيبته مهتم بالشأن العام محليا وعربيا وعالميا وهذا ما يؤطر علاقته بالصحافة التي بات يشعر بانها جزء لا يتجزأ من حياته وانها قادرة على لعب دور يخدم المصلحة العامة.
ويضيف ان الجيل الحالي من القراء يتمتع برصيد هائل من المعلومات مستفيدا من التطور التكنولوجي وثورة المعلومات ما جعله رقيبا ومحللا ومتابعا للقضايا ومصدرا للاخبار اذ انه منسجم مع المشهد الاعلامي الذي يتابعه عبر الفضائيات ومن خلال الصحافة المحلية.
ويرى ان متابعة المواطنين لما يجري من احداث دربتهم ربما على التواصل مع الصحافة ما يجعلهم متفوقين على المراسل الصحفي عبر وجودهم في قلب الحدث لحظة وقوعه.
ويرصد مدير تحرير المحليات في صحيفة الدستور الزميل زين الدين خليل وجود المراسل المواطن من خلال العدد الكبير للاتصالات التي يجريها مواطنون مع الصحيفة بهدف التبليغ عن ظاهرة او حادثة او خلل في مكان ما مؤكدا انهم لا يكتفون بذلك بل انهم يرصدون سير متابعة الصحيفة للقضية التي سبق واشاروا اليها.
ويرى ان المواطن المراسل اسهم في رفد العمل الصحفي بكادر صحفي (خفي ) يعمل على مدار الساعة انطلاقا من روح المواطنة وخوفا على المصلحة العامة مشيرا الى قلة القضايا الشخصية التي تثار لصالح القضايا التي تطرح شأنا عاما، الامر الذي يعكس فهم المواطن لطبيعة عمل الصحفي الذي يعالج ظواهر تهم اكبر عدد ممكن من المواطنين.
ويلعب المواطن المراسل دورا غاية في الاهمية في الاحداث الهامة التي تتطلب شهود عيان من الميدان مباشرة بحسب مدير تحرير المحليات في صحيفة العرب اليوم الزميل فهد الخيطان بحيث يكون بالفعل هو المصدر الاهم للحدث وتبقى مهمة الصحيفة او الوسيلة الاعلامية جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عبر اكثر من مواطن لمطابقة الاحداث ومقارنتها وتحليلها ونقلها بالصورة المهنية اللازمة بعد العودة الى المصادر المعنية للتأكد منها.
ويرى ان المراسل الصحفي ربما يكون وحده غير كاف لتغطية حدث هام كانفجار او اضطرابات او كوارث طبيعية لانه غير قادر على تغطية منطقة الحدث كلها في آن معا معتمدا على معلومات المواطنين لجمع اكبر قدر ممكن من الحقيقة التي يتساءل عنها المتابعون.
ويسهم الكثير من المواطنين المراسلين في الكشف عن قضايا مستورة او احداث لم تعرف بها الصحافة عبر مراسليها المعتمدين كما يرى الخيطان مشيرا الى ان انهم يشكلون مصادر لا تنضب للمعلومات " اذ ان حس المواطن الاردني الصحفي تطور بموازاة تطور وسائل الاعلام المختلفة فاصبح يبلّغ عن مجمل القضايا التي تتجاوز الهمّ الشخصي ".
ويعتقد ان المسؤول يتصرف في كثير من الاحيان كرد فعل على ملاحظة مواطن او شكواه ما يبرز اهمية تواصل المواطن مع الاعلام خدمة للعمل العام.
ويصف مدير التحرير التنفيذي في صحيفة الغد الزميل نور الدين الخمايسة مساهمة المواطن كونه مراسلا ( بالمعقولة ) من حيث المبدأ، بيد ان على الصحيفة واجب التحقق من طبيعة الخبر المرسل او القضية قيد البحث كما يرى.
ويوضح ان المواطن المراسل يعمل عمل ( شاهد العيان ) ويعتبر مصدرا للخبر الذي ينسب اليه.
ويرى الخمايسة ان ثمة تحولا ملموسا في علاقة المواطن بالصحافة افرز ما يسمى المواطن المراسل وذلك بعد انتشار وسائل اعلامية مختلفة كالاذاعات المحلية والمواقع الاخبارية الالكترونية والمواقع الاخرى مثل ال (فيس بوك ويوتيوب ) التي اتاحت بدورها فرص المشاركة والتبليغ والتنويه والتعليق والاقتراح والتفاعل بما يؤسس لارضية معلوماتية تشكل ( بنكا ) لمتابعات صحفية.
ويعتقد ان وجود المواطن المراسل وسع من قاعدة المراسلين الصحفيين المعتمدين بحيث وصلت الى مناطق نائية وفقيرة وفيها من القضايا ما لم يتمكن المراسل المعتمد من رصدها او معرفتها.
ويشاطر مدير تحرير وكالة عمون الاخبارية الزميل باسل العكور رأي الزميل الخمايسة حول دور المواقع الالكترونية في تعزيز عمل المواطن المراسل حيث طورت تلك المواقع الحس التفاعلي للمواطن الذي تجاوز الكثير عبر مخاطبته المسؤول مباشرة والتعبير عما يجول في خاطره بكل جرأة ومسؤولية.
ويؤكد العكور ان الدعم الملكي الموصول للصحافة بشكل عام اسهم في تعزيز دورها التفاعلي، بل اثر في طريقة تفكير المواطن الذي تقمص دور الصحفي ليصبح شريكا في التنمية التي تصنعها الصحافة عبر تأشيرها على مواطن الخلل وقصص النجاح.
ويعتمد موقع عمون الاخباري على ما نسبته 35 بالمئة من اخباره على شبكة من المراسلين المواطنين في كل محافظات المملكة الذين يزودون الموقع بالاخبار العاجلة كما يقول لتبقى مهمة الفريق الصحفي العامل التحري والتحقق من صحة المعلومات التي تكون غالبا صحيحة.
ويذهب الى ان ثمة تطورا نوعيا طرأ على علاقة المواطن بالصحافة مرده قدرته على استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة لخدمة خبره الموثق بالصورة عبر هاتفة النقال.
وفي ظل التسارع الكبير لوسائل الاتصال المختلفة يرى المواطن نفسه ملزما بالشراكة والتفاعل مع مجتمعه لان الانسان بطبيعته كائن اجتماعي محب للتواصل ويمقت الانعزال وفقا لاستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد العزيز الخزاعلة.
وتأتي رغبة المواطن في التواصل مع الاعلام كمراسل دائم او مؤقت انطلاقا من ذلك ومن حبه لان يكون شريكا في صناعة الاشياء لا متلقيا لها فقط كما يقول.