مصريون مصممون علي شراء الترام في توظيف الاموال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فتحي الشيخ من القاهرة: كان الحاج سيد 60 عام يرتب لكل خطوة يخطوها ، لهذا كان ترتيب الامور بالنسبة له انه سوف يقوم في البداية باتمام زواج ابنتيه غادة وناهد ثم يخطب لابنه مصطفي بعد ذلك ثم يقوم بعمرة مع زوجته، كان هذا الترتيب يدور في عقله كل يوم ليختمه بالدعاء لمن دله علي عبدالله كامل المقاول الذي عن طريقه سوف يحقق كل هذه الاحلام، بعد ان باع التاكسي الذ يكان يعمل عليه ليضع فلوسه مع ثمن الارض التي باعها في البلد مع الحاج كامل ، الذي بدوره يعطيه عشرة بالمائة ارباح شهرية علي المبلغ الذي اعطه له وهذا بالطبع مبلغ لم يكن يحلم ان يتحصل عليه شهريا في اي شغل ، وفي نفس الوقت يستطيع ان يدخر منه جزء كبير غير مصاريف البيت وهو قد اطمأن للرجل بعد اعطه في البداية جزء من ثمن الارض والتزم معه الرجل بالربح لمدة ثلاثة شهور ، لم يكن الحاج سيد يريد اكثر من هذا ربح حلال وكبير ايضا ، لهذا عندما اتصل اخوه الذي يضع هو الاخر تحويشة عمره مع المقاول ليخبره ان المقاول اختفي وان الناس متجمعة امام بيته بالمئات تتشاجر ليضع كل منهم يده علي شقة في البيت ليعوضه عن جزء من امواله ، لم يصدق في البداية الي ان راي الناس بعينه و حتي تحدثت اجهزة الاعلام عن هروب المقاول للسودان.
الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادي يرى ان اهم اسباب اتجاه المودعين الي هؤلاء النصابين اعتقاد البعض في ان فوائد البنوك حرام هذا بالطبع الي جانب الفائدة العالية التي تدفعها هذه الشركات والتي تسيل اللعاب كما ان هناك سبب جوهري اخر وهو عدم وجود مكان داخل السوق لمستثمر صغير كي يستثمر امواله من خلاله الي جانب ان الثقافة السائدة في المجتمع تشجع علي الكسل والربح السهل ، ايضا هناك سبب اخر عند الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس اكاديمية السادات الاسبق والخبير الاقتصادي ويتمثل في انخفاض عائدات البنوك مما يدفع المستثمر للبحث عن بدائل اخري وهي ليست متوافرة بكثرة فالبورصة تحتاج خبرة في مجالات المضاربة علي الاسهم ووبالتالي يري البعض ان الملاذ الامن هنا مثل هذه الشركات التي تعطي فائدة مرتفعة.
فكرة توظيف الاموال منتشرة بين ابناء الطبقات الفقيرة والغنية علي حد سواء ولا توجد قاعدة تحكمها ولكن الغريب هو ان يتورط الاثرياء فيها حيث ان لديهم في الغالب القدرة علي عمل مشروعات مستقلة وكذلك يتمتعون بدرجة من النضج ، ريان مدينة نصر الذي فجرت قضيته العام الماضي بعد هروبه للخليج بعد ان جمع ثلاثة مليار جنيه ، كان اغلب ضحاياه من الاثرياء الي حد ما ، م س دكتور كان احد ضحاياه يقول كانت هناك اسباب تدعو للثقة ولكن اهم هذه الاسباب وجود احد ابناء المسئولين الكبار في الدولة في الصورة مع هذا الشخص وهذا ما اعطي الثقة لدي اغلب الناس التي اعطت هذا الشخص مدخراتها لتشغيلها وانا شخصيا اعطيته المدخرات التي جمعتها من عمل خمسةعشر سنة في احد الدول العربية وبعد ان هرب بها لم يبقي معي من تعب تلك السنوات غير السيارة والعيادة والشقة التي اقيم فيها ، ولكن ما يؤلمني اكثر ان الكثير من اصدقائي وضعوا مدخراتهم مع هذا الشخص بعد ان اشرت عليهم بذلك.
اغرب ما في الامر هو تكرر هذه الحوداث في ظل وجود قانون يجرم توظيف الاموال في مصر وهو ما يعلق عليه حمدي عبدالعظيم قائلا ان هذا القانون كاف لنصه علي ان تكون تلك الشركات مساهمة وتخضع لادارة منفصلة عن اصحاب الاموال وتخضع لرقابة هيئة الرقابة المالية ، ويضيف شريف دلاور الي هذا الراي قائلا ان السبب في تكرر المشكلة حرية انتقال الاموال للخارج ، المفروض تكون هناك ضوابط علي اخراج الاموال الي الخارج حيث ان كل دول العالم تضع قيود علي نقل الاموال منها لكننا منذ عام 1995 ونحن نفتقد لوجود مثل هذا القانون وبوجوده سوف يدرك اصحاب هذه الشركات انهم لن يستطيعوا تهريب هذه الاموال.
والسؤال الذي يفرض نفسه مع كل حلقة جديدة من مسلسل توظيف الاموال الزائف هو متي ستكون الحلقة الاخيرة في فيه ؟ ولكن يبدوا ان الحلقات ستظل تتواصل الي مالا نهاية.