القراصنة يتسببون في إفلاس شركات الانتاج الفني في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فتحي الشيخ من القاهرة: علي الرصيف وقف "محمد" الشاب العشريني ابن شبرا "عاصمة جهنم " كما يطلق عليها بفخر الشباب القاطنون فيها، وعلى الجانب الأخر ازدحم الرصيف امام السينما الموجودة
موقف اصبح يتكرر مضمونه كثير في مصر بالنسبة إلى شرائط الكاسيت والافلام والمسلسلات واصبح يمثل تهديدا هائلا لقطاع الانتاج الفني في مجال الكاسيت والانتاج السينمائي في مصر وهذا ما دعا لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشعب المصري الى مناقشة الظاهرة بعد ان اعلنت 73 شركة انتاج كاسيت في مصر افلاسها خلال الفترة الماضية بسبب هؤلاء القراصنة، على الرغم من أنّالظاهرة ليست جديدة حيث كانت تتم بالنسبة إلى أغاني ام كلثوم حيث كانت اغاني ام كلثوم تسجل على اسطونات قبل الحفل الشهري بأسبوع و كانت هذه الاغنيات تهرب الى الدول العربية قبل ميعاد الحفل ولكن الجديد في هذه الظاهرة انها توحشت بدرجة كبيرة واصبحت تؤثر بشكل كبير في قطاع الانتاج الفني لانه اصبحت تزيد كم المخاطر التي يتعرض لها المنتجون ، حيث نسبة انتشار القرصنة في مصر من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وتصل إلى 50%، وتأتي في المركز الثاني بعد لبنان الذي تبلغ نسبة انتشار القرصنة فيه ما يقرب من 70 %، ولكن تزيد الخطورة في مصر لانها تعد واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في قطاع الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما جعل الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة على المصنفات الفنية يشدد على أن ما يحدث شيء مؤسف ومحزن جدا مؤكدا أن ظاهرة التزوير والقرصنة بالنسبة إلى شرائط الكاسيت زلزال يهدد هذه الصناعة، rlm;وأكد ثابت أن المأساة الحقيقية هي عدم القدرة على الكشف عن معامل نسخ الشرائط والتي لم يصل إليها أحد حتى الآن، إلى جانب أن معظم الشركات التي تأتي إلى الرقابة للشكوى من تزوير أعمالها الفنية يرفض أصحابها الكشف عن مكان تلك المعامل لأنهم أي أصحاب الشركات يستخدمون هذه المعامل للانتقام من منافسيهم.
rlm;الفنانون هم اكبر المتضررين من هذه القرصنة ويعد الفنان عمرو دياب احد الفنانين الاكثر تضررا لانه منذ عام 2003 والبوماته تتسرب الى السوق قبل ان تطرحها الشركات المنتجة منذ البوم "علم قلبي "
س . ب بائع في منطقة العتبة يرتب على طاولة مصنوعة من الخشب أحدث الأفلام المصرية والأجنبية والألبومات الغنائية وبرامج الكمبيوتر. ويجلس ينتظر زبائنه حيث يتفاخر بأنه يوفر لهم كل ما أرادوه من خلال السطو على الانترنت الذي يعتبر نفسه بارعا فيه، وحول إدراكه أن ما يقوم به مخالف للقانون، يؤكد أنه لم يعد يهتم بعد ان ضاقت به الحال ولم يستطع إيجاد عمل يعيش منه، وقال " وبعدين الموسيقي والافلام دول فن، وزمان كانوا بيقولوا الفن للجميع، وبعدين نحن نأخذ النصيب الاقل في هذه المهمة والسعر الاعلى يذهب دائما لاول مهرب للفيلم او الالبوم والذي عادة يكون قريبا من صناعته نفسها ، ويضيف "ان ما يقلقه فعلا هو الحملات التي تشن عليهم بواسطة المصنفات ولكنه يقول إن البائعين في العتبة عددهم كبير وهو يتعمد الوقوف في وسط السوق حتى تصله اخبار اي حملة قبل الوصول اليه ويستطيع الهروب ببضاعته .
هناك خطر اكبر زاد في خلال الخمس سنوات الاخيرة وهو ان هؤلاء القراصنة يقومون بوضع نسخ من هذه الاعمال على الانترنت ليقوم اي شخص بتنزيلها في دقائق وان كان هذا سيحدد في المستقبل بعد ربط الوصلات بتنزيل مساحات محدودة، ولكن بعد ان تسبب في خسائر كبيرة للمنتجين المصريين، احمد السبكي يقول " المنتج اصبح يفكر اكثر من مرة بسبب المخاطر الذي زاد عليه موضوع قراصنة الانترنت والتي تتسبب في خسائر قد تصل الى 50% في بعض الحالات وطالب بضرورة وجود قانون لحماية الأفلام من قراصنة الإنترنت الذين يقومون بسرقة الأفلام من داخل دور العرض دون وجود رادع لهم و حتى عند إلقاء القبض عليهم و عرضهم على النيابة يتم إخلاء سبيلهم ليمارسوا النشاط نفسه مرة اخرى .وطالب السبكي " بحلول عملية من المصنفات او جهاز الشرطة لحماية منتجي الفن المصري، من الحملات التي لا يستبعد أن تكون مدبرة بهدف ضرب صناعة الفن المصري بشكل عام " واضاف نحن لا مانع عندنا من تداول الفيلم على سي دي بعد عرضه وفي اطار قانوني وتحت رعاية الشركة المنتجة التي عادة ما ستقوم بتسويقه بطريقة افضل من بائعي الرصيف، ولفت السبكي إلى أن الخسائر الكبيرة التي تحدث بسبب القرصنة سوف تتسبب في اغلاق شركات الانتاج في القريب العاجل لهذا يجب ان تتدخل الدولة لانقاذ هذا القطاع المهم في مصر .