إيلاف+

الاحتفال برمضان في الحسين علي الطريقة المصرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فتحي الشيخ من القاهرة: لا تكتمل طقوس شهر رمضان عند الكثير من المصريين الا بزيارة منطقة الحسين وقضاء ليلة تحمل عبق التاريخ تمتد حتي مطلع الفجر ، يعتبر الحسين من اقدم الاحياء في القاهرة بل يمتد تأريخه الي نشاءة القاهرة نفسها في العصر الفاطمي وهكذا يكون الزائر لمنطقة الحسين قد ركب الة الزمن ليجد نفسه وسط مباني كثيرة تحمل طرز معمارية لقرون مضت، تفوح من هذه المباني رائحة التاريخ لتملأ أنف الزائر برائحتها الزكية ، هذا بالطبع غير الاجواء الشعبية الاحتفالية الموجودة بالمكان الخاصة بشهر رمضان ، الي جانب النشاط التجاري الذي يضج به المكان ، كل هذه العوامل جعلت من الحسين قبلة للالاف من المصريين والعرب بل وبعض الاجانب ايضا الذين اعجبوا بالجو الاحتفالي الذي يشهده الشهر الكريم في هذه المنطقة.

حازم السنباطي 23 عام يقول رمضان في الحسين فسحة احرص عليها مع اصدقائي، المكان مختلف بشكل تام عن اي مكان اخر في مصر ، ما أحلي السهر في الليل وسط شلة وصحبة وحولك ناس من كل مكان ، وشاي بالنعناع وشيشة وضحكة بضحكة ما بين الاصحاب، و وسط جلسة تبدوا عائلية علي احد المقاهي في ميدان الحسين يقول هشام الطاهر 38 عام مترجم تعودت ان احضر مع عائلتي كل عام الي منطقة الحسين نستمتع بالجو الشعبي ونحضر احد الاحتفاليات التي تقيمها وزارة الثقافة للتمتع بالفن الشعبي الذي يعرض فيها ، وفي العام الماضي كان عندي اصدقاء من امريكا واحضرتهم معي الي هنا وانبهروا بالمكان والروح التاريخية الموجودة به وبعضهم قرر انه سيحاول يكرر الزيارة مرة اخري في رمضان ، ويقول سعيد العقاد من الأردن ان الحسين من اشهر المناطق الشعبية في مصر وهي منطقة بها رائحة التراث الاسلامي والمصري القديم حيث المقاهي مازالت تحتفظ بالجو التراثي القديم الي جانب الزحام في المنطقة من اناس مختلفي الطبقات كل هذا يصنع حالة لا نجدها الا في هذا المكان بجانب طبعا الفرجة علي المحلات التي تبيع السلع المصنوعة يدويا بمهارة والتي نشتري منها الهدايا للاهل والاصدقاء.


منطقة الحسين تحمل في خبايها من الحواري والازقة الكثير من المباني الاثرية الي جانب الشوارع الرئيسية التي تؤدي اليها مثل المعز لدين الله الفاطمي وخان الخليلي والدرب الاصفر بالطبع الي جانب المساجد المهمة الي مسجد الحسين مثل الجامع الازهر و مسجد محمد ابو الدهب ومجموعة السلطان الغوري ومسجد السلطان الاشرف ومسجد الصالح نجم الدين ايوب وهكذا زائر الحسين يمر علي حلقات تاريخية متتالية من تاريخ مصر الاسلامية في منطقة واحدة ، وهكذا تتمتع بسمات خاصة تجعلها المنطقة المفضلة لراغبي السهر من المصريين والعرب والاجانب و ساعد علي شهرة المنطقة بشكل كبير انه كان يرتاد المقاهي الموجودة بها كبار المفكرين والسياسيين والمثقفين علي مدي المائتي عام الماضية.


يبدأ اليوم في الحسين قبل الافطار بساعات قليلة من خلال تحضير الموائد في الشارع الخاصة بالمطاعم ويبدأ يتوفد الافطار عليها لتكون مكتملة عند اذان المغرب ليتناول الجميع وجبة الافطار علي خلفية المباني الاثرية المحيطة ويمكن ان مضية الوقت الذي يسبق الافطار او التي تلي الافطار مباشرة في التجول بين المحلات الموجودة في خان الخليلي التي تبيع التحف والانتيكات والهدايا من الشغل الفرعوني وكذلك الاسلامي والذي يكون اغلبه مصنوع يدويا بمهارة فائقة ، وهو ما يعتبره اصحاب المحلات فرصة للبيع ، احمد خطاب بائع بخان الخليلي يقول شهر رمضان يشهد فيه الخان عدد كبير من الزوار خاصة من العرب والسياحة وتكون فرصة لبيع بعض البضاعة.


هناك خيار اخر بالنسبة لزوار المنطقة وهو الجلوس علي احد المقاهي وهي في الحسين تختلف عن جميع مقاهي مصر هي لانها ببساطة لها تاريخ اشهرها
مقهي الفيشاوي الذي افتتح سنة 1797 م، أي قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، إلا أنه أصبح أكثر شهرة وبريقا،ربما بسبب نجيب محفوظ الذي كان له مكان دائما فيه او بسبب الطراز المبني عليه المقهي وهو طراز عربي اسلامي ، ايضا الميدان به عدة مقاهي اخري مشهورة مثل مقهي ام كلثوم والذي سمي بهذا الاسم نتيجة جلوس ام كلثوم عليه وتجد ادور المقهي الاربعة تعلق صور ومقتنيات مختلفة لكوكب الشرق الي جانب تشغيل اغانيها في المكان بشكل مستمر ايضا هناك مقهي الشيخ شعبان والذي انشيء 1919 ومقهي الدرويش والذي كان يسمي سابقا مقهي المجاذيب وايضا مقهي نجيب محفوظ ،علي الجانب الاخر هناك منافس قوي للمقاهي في رمضان في منطقة الحسين وهي الاماكن الاثرية التي تقيم فيها وزارة الثقافة انشطة فنية وثقافية مثل بيت الهراوي وبيت السحيمي و وكالة الغوري والتي تقدم فيها فرق الفن الشعبي والتراث و الانشاد الديني الي جانب الفرق الشبابية حفلاتها والتي تستمر حتي قرب السحور وهنا يرجع الجميع الي الميدان مرة اخري لتناول السحور وهم يستمعوا الي التواشيح بالاصوات العذبة المنطلقة من المأذن المحيطة بالميدان ليبقي صوتها الرخيم اخر شيء يودع زوار المكان في نهاية رحلتهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف