إيلاف+

أطفال يغمرهم الصيام بالفرح والرضا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اخلاص القاضيمن عمان:اختبرت الطفلة سوسن المصري قدرتها على الصوم لاول مرة في حياتها مدفوعة بتشجيع من والديها اللذين رغّباها باهميته تارة بالهدايا واخرى باطلاعها على قصص دينية صغيرة تتناول الصوم كركن من اركان الاسلام الخمسة.

وتروي المصري ذات السبع سنوات الى وكالة الانباء الاردنية كيف انها صامت في سنوات سابقة ولكنها لم تكن لتكمل يوم الصيام لانها كانت تشعر بالدوار، مستدركة " ولكني السنة قوية لا سيما ان والدي ابتاع لي هاتفا خلويا ووعدني بشراء الملابس التي ارغب بها في العيد مهما كان ثمنها ".

فيما يتحدث والدها احسان عن سعادته بابنته الوحيدة التي صامت منذ اليوم الاول للشهر الكريم دون ان تشعر بعطش او جوع.

ورغم ان الشرع لم يكلف الطفل بالصيام دون سن البلوغ، يقدم اطفال على الصيام في سن مبكرة تيمنا باقرانهم وذويهم وسط تراوح مستويات قدراتهم بين من يستطيع اكمال يوم الصوم ومن يقطعه في أي ساعة من الساعات التي تسبق اذان المغرب في اطار التمرن التدريجي عليه.

وتقول ام عدي انها عودت اطفالها الثلاثة على الصيام منذ سن مبكرة عبر الترغيب وبعيدا عن الاجبار.

ويعرب الطفل احمد خمس سنوات عن فرحته بالشهر الكريم ويقول ببراءة " انا لا آكل ولا اشرب قبل الافطار ولكن احيانا لا استطيع اكمال يوم الصيام، احب هذا الشهر واحب منظر الهلال حين (يضيء ويخبو) على شرفة بيتنا، فانا من اقوم باضاءته مساء كل يوم ".

ويشترط الطفل عبد الرحمن عشرة اعوام وجود اكلة ( السمبوسك ) حتى يكمل صيامه الى اخر النهار، فيما يقدم الطفل سيف ثمانية اعوام على الصوم بفعل تشجيع اقرانه له مشكلين دافعا قويا له من جهة وتحديا بين بعضهم البعض لمن يستطع اكمال يوم الصوم كله من جهة اخرى.

ولم يكلف الشرع الطفل بالصيام دون سن البلوغ وفقا لاستاذ الفقه الاسلامي في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة الذي يقول ان الله سبحانه وتعالى شرع الصيام على المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام ولذلك فان صوم الطفل ما لم يبلغ سن البلوغ ليس مفروضا عليه.

ويشير الى ان الطفل يكلف بالصوم بعد سن البلوغ لانه سن التكليف الشرعي الذي يؤمر عنده بالصلاة والصوم وبمختلف العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى فيما يشار اليه بالصيام والصلاة دون هذه السن ليس على سبيل الوجوب وانما من اجل ان يعتاد عليهما فقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع "، وهذا ينسحب وفقا لقول الدكتور القضاة على الصوم ايضا.

ويرى ان علينا ان نعود ابناءنا على الصيام والصلاة منذ سن التمييز وهو سن السابعة الى ما قبل سن البلوغ عن طريق الترغيب والترهيب لكن دون الزام واجبار وانما ان نطلب منهم ذلك بلطف بعد ان نعلمهم الوضوء وافعال الصلاة.

وان من يرغب بان يتعود طفله على الصوم كما يوضح عليه ان يفعل ذلك بالتدريج وليس شرطا ان يصوم اليوم كله في الوقت الذي نعلمه فيه ان الصيام فريضة لها قدسية واحترام عند المسلمين حتى اذا ما بلغ سن التكليف الشرعي الذي يتراوح بين 12 و15 سنة فانه لن يجد أي مشقة او ثقل في الصيام ليعتاد على صيام اليوم كله دون أي تعب.

وباسلوب الترغيب والحوار والمعاملة الحسنة المستمرة نربي ابناءنا على احترام العبادات كجزء لا يتجزأ من منظومة الدين الاسلامي الحنيف ليكبر معهم الايمان والمعروف والقدرة الذاتية على اداء الفرائض السماوية طلبا لمرضاة الله عز وجل.

ولا بد للطفل الصائم ان يعوض صيامه بالاكثار من شرب السوائل وتناول التمر وان لا يثقل في الافطار كثيرا وفقا لرئيس قسم الاطفال في مستشفى البشير الدكتور سمير الفاعوري الذي يشير الى ضرورة ان لا يجبر الطفل نفسه على الصيام اذا كان يعاني من مرض عادي، فيما لا يجوز صحيا صيام الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة كالسكري والقصور الكلوي والسرطانات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف