إيلاف+

"فتاحات الفال" في العراق يَسْتَعِنَّ بالجنّ لقراءة الطالع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ماجد شاكر من بغداد: في حارة ضيقة في مدينة بغداد بمنطقة الفضل، ثمة بيت هو مقصد النساء على وجع الخصوص، لكن ليس الهدف تمضية الوقت وتناول الشاي والمأكولات فحسب، بل إن الغرض الأساسي هو قراءة الطالع الذي تجيده "عرافة" متخصصة في قراءة الفأل، حيث لا تتوقف زيارات عشرات النساء الباحثات عن تفسير أو طريقة لجلب الحظ الحسن لهن أو لذويهن واطفاء نار الحسد التي تطاردهنإن ذهبن، كما يرددن فيما بينهن. وفي مدينة الحلة الواقعة جنوب بغداد، تشتهر "أم حسن" بقدرتها على قراءة الطالع وسبر أغوار المستقبل. ويتداول الناس أحاديث عن "ام حسن" بعضها اقرب الى الخيال. اذ تجيد هذه المرأة السبعينيّة عدة طرق لقراءة الفال كما تقول "هيفاء" التي جربتها عدة مرات، وكانت نبوءاتها صحيحة إلى حد كبير. وبحسب "هيفاء" فإن "ام حسن" تجيد قراءة الكف باستعمال الماء والملح والأحجار الكريمة الخاصة.

لكن" أم حسن " رفضت التحدث إلينا بحجة أن الوقت لا يسعف، غير ان معاونتها "ام علي" تكشف عن سر لا يعرفه إلا القليل عنها وهي انها تستعين بالجن في قراءة الطالع.

تقول "ام علي".. يرعى العرافة "ام حسن" جني اسمه "بربيش"، يعرف المعلومات عن الشخص الذي يود قراءة طالعه، و" بربيش" هو روح من بابل القديمة يطوف بين الناس.
وتؤكد "ام علي" انها رأت الجني مرة واحدة وكان جميلاً كالضوء ليس له حواجب لكنه لا يظهر دائمًا ويمنح مساعدته بالاحلام والتخاطر.

وتمارس العرافة "ام حسن" الطالع منذ ثلاثة عقود وهي موهبة من عند الله كما تقول، فقد صادفت الكثير من الظواهر الغريبة منذ طفولتها، كما تنبأت بيوم موت والدها، وكانت تعرف من سيقتل من الجنود خلال الحرب العراقية الايرانية حتى ان الناس كانوا يقصدونها لحماية ابنائهم.

وكثيرات من النساء ولا سيما المتزوجات منهن يقصدن فتاحات الفال التي تكون بمثابة الشخص الاخر الذي تحتاج إليه المرأة للبوح عما في داخلها حين لا تجد من يستمع إليها.

وغالبًا ما تلجأ المرأة الى فتاحة الفال حين تفقد القدرة على التعامل مع المشكلة بواقعية.
وثمة نساء يلجأن إلى فتاحة الفال بسبب الشد النفسي والعصبي الذي يرافق تأخر حالة الانجاب او انعدامها تمامًا، فتكون المرأة في هذة الحالة هي المسؤولة مباشرة عن عدم حصول الرجل واهلة على امتداد لهم من الاولاد والبنات فتتغير لذلك معاملة الرجل واهله تجاه الزوجة التي تقف مذهولة لاتعلم اين تتجه ولمن تشتكي فهي الملامة دائمًا، ولا تجد أمامها من نافذة تطل على الامل سوى فتاحة الفال، ويسميها بعض العراقيين (ام الخيرة) و(الكشافة).

(ام علي) تعمل موظفة في مستشفى الحلة ولجأت الى فتاحة الفال بسبب المشاكل التي بينها وبين زوجها مما ادى الى جعل حياتها مهددة بالطلاق لهذا نصحها الكثير باتباع ما يسمى (ام الخيرة) او (الكشافة) وقد صرفت مبالغ هائلة لكنها لم تصل الى نتيجة.

بينما تقول (اعراف سلام) ان سبب ترددها على هذا المكان لتاخرها عن الزواج، فكل من يمسك بها يقول لها انها (عكدة اذيال) ولهذا اتجهت الى العرافة. وفي كل مرة تدفع لـ(الكشافة) مبلغًا مقداره (25000 الف دينار ) لغرض شراء مستلزمات عمل " الخيرة " لأغراض العمل.

(نادية عباس عبد) فسرت ترددها على فتاحة الفال هو انها خريجة هذة السنة (2008-2009) وخلال فترة دراستها تعرفت الى فتى وقد قام بالتقدم الى اهلها لاجل الخطوبة لكن امها رفضته لانة ايضا خريج لهذة السنة وليس لديه وظيفة.
تقول نادية.. (ام الخيرة) أوضحت لي ان امي لاتريد "الولد"، وتم عمل "سحر" لنا من قبل ناس اقرباء.
وتضيف: العرافة قالت لي..عندما تريدين الزواج من هذا الشخص تعالي الي، لكي اعمل لامك (عكدة لسان) حتى توافق على زواجك ممن تحبين.

(غسق عبدالكريم عبدالكاظم) قالت.. احتاج الى من يصبر قلبي بكلمة وانا اؤمن بقراءة الطالع لانه "مذكور" في القران. مشكلتي انني احب (ابن خالي) وهو يحبني، لكن سبب عدم ارتباطي به هي الدراسة، وقد حصلت مشكلة بين الاهل ادت الى انفصالنا، مما اضطرني الى القدوم الى العرافة لاجد حلاً مناسبًا.

وترى بان القرطبي أن السحر حيلة صناعية يتوصل اليها بالاكتساب ومادته تقف على خواص الاشياء وتركيبها واكثر التخيلات حقيقية وايهامات بغير ثبوت ذلك من لايعرف ذلك...

لكن عراقيين التقتهم ايلاف يرون في قراءة المستقبل من قبل عرافة هو دجل ولايمكن لساحر ان يغير القدر المكتوب، وهذا الأمر يسيطر على اصحاب العقول الضعيفة حيث يقوم الساحر بابتزاز اموالهم مع العلم ان هؤلاء لا يعرفون الاساس العلمي لما يقومون به من تاثير نفسي. ولكن كل ما يعرفونه هو انهم يصطادون في الماء العكر ويشترط ان يعتقد الشخص بالسحر ويؤمن بانه مسحور واذا لم يتحقق الشرط فلا فائدة ترجى مطلقًا من ذلك.

الاخصائي النفسي كريم حاتم يعتقد ان الالية العلمية والنفسية لاستقبال العلاج، هو وصول الشخص الى درجة من الاستعداد النفسي والتوجه النفسي الذي يجعله قادرًا على توجية قواه العقلية نحو المشكلة التي جاء من اجلها وبالنتيجة سيهتدي الى الحل المطلوب او الذي يريده هو.
وهؤلاء العرافون يعرفون حاجة الشخص فيتلاعبون بعواطفه.

ولس ثمة شك ان هناك طرقًا في التاثير في العقل حيث يركز العراف فكره في الشخص والتاثير فيه، وهذا الاسلوب يرتكز على مفهوم علمي لا على اساس الشعوذة والدجل، فلدى الانسان ما يسمى بالهالة التي يتم فيها خزن الذكريات والافكار والمشاعر وهذه تخضعلتحليل دماغ الانسان المسيطر عليها.

ومن الناحية الدينية فان الشيخ علي الحسيني قال لايلاف انه لا يجوز الرجوع إلى هؤلاء العرافين ولا سؤالهم ولا تصديقهم، مهما تظاهروا بالصلاح ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ).

وكثيرًا ما سبب فتاحو الفال مشاكل اجتماعية حين يحددون اسماء الفاعلين في الاعمال السيئة، ومثال ذلك ماروته "هيفاء حسين" من ان فتاحة الفال اسرتها ان من قام بسرقة مصوغاتها هي اختها، وكانت النتيجة معركة شرسة بين الاختين لم تهدأ الا بعد اكتشاف الفاعل الحقيقي، مما اضطر هيفاء الى شن حرب شعواء على العرافة هذه المرة.

ومهما تكن الصدف والحوادث التي تمنح هؤلاء العرافين وقراء الطالع صدقية معينة فانهم يظلون أرباب دجل وشعوذة ويخلطون الدجل بالدين فهم كذابون وان صدقوا بحسب كثيرين شرحوا لايلاف تجربتهم المرة مع قراء الطالع والعرافين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القهر
سعد حميد -

العراقيات يلجان الى الخيرة والافل من القهر والضيم

القهر
سعد حميد -

repeated