العاملات الصينيات: تركن الريف ولم تنصفهن المدينة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مروة كريدية من شينغهاي - الصين: من الطبيعي جدا ان ترى المراة تعمل في كل مكان في معظم مقاطعات الصين، كما أنها قد تمتهن أي مهنة يمكن أن توصف في كثير من المجتمعات الأخرى على أنها
وتشير الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية الى أن عدد النساء في الصين بلغ 620 مليون إمرأة محتلا 48.5% من إجمالي عدد سكان الصين فيما بلغت نسبة النساء 45.4% من اجمالي القوى العاملة في الصين مما يعني ان عدد النساء العاملات يفوق 90 %!
وتقع على كاهل المرأة في الصين أعباء شتّى وتجدها كادحة من الصباح الباكر حتى المساء المتأخر، دون كلل أو تذمر أو ملل في مشهد يجعل المرء يتساءل عن سرّ هذا الانضباط والنشاط الدائم.
ايلاف التقت سيو بينغ عاملة قَدِمَت من الريف الصيني تقوم بتنظيف الشارع فقالت: "أعمل منذ ما يقارب العشر سنوات في شوارع هذه المدينة ولا أنزعج من عملي ولا أهتم بنظرة الناس لي.. كما اني جئت من قريتي التي يعمل فيها الناس بالزراعة وانا أفضل العمل بتنظيف الشارع على العمل كمزارعة".
وعن سبب ذلك تقول سيو :" لان العمل في اطار المؤسسات الرسمية يمنحك ضمانات للصحة والشيخوخة والتعويضات من المؤسات الاجتماعية فيما العمل في الامور الاخرى قد يسبب في ضياع هذه الحقوق والمكاسب"
في معمل جلديات في المنطقة الصناعية انكبت فتيات على وضع الاكسسوارات على الشنط والجزادين فسألنا لو واكا عن وضعها في عملها فقالت :" انا قدمت من منطقة ريفية بعيدة عبر صديقة لي كانت تعمل هنا بالسابق... أوضاعنا ليست على ما يرام فنحن نعمل ما يزيد عن 12 ساعة يوميًّا في مكان كما ترونه مكتظ ونكاد لا نرى الشمس فنحن هنا من الصباح الباكر الى الليل ولا نأكل غير الارز المطبوخ اذ ان ما نتقضاه لا يسمح لنا بشراء اللحم!" وتتقاضى "لو" شهريا ما يقارب1000 يوان اي ما يعادل 130 دولار تقريبا، وعن مكان السكن تقول" نعيش في شقق خصصت لنا كعاملات غير انها تفتقر لكثير من الشروط الملائمة للعيش المريح "
وحول ذلك يقول ليز تي تشانغ المتخصص في الهجرة الداخلية أن :" أكثر من 130 مليون مهاجرمن الشابات والشبان الصينيين غادروا مسقط رأسهم للالتحاق بالمجمعات الصناعية الناشئة التي تفتقر بمعظمها إلى الحد الأدنى من شروط العمل الإنساني وشروط الحياة الإنسانية، بحثا عن فرص عمل، وعن مهارات جديدة، تمكّنهم من الاستمرار والتأقلم مع ظروف و واقع حياة جديدة قاسية وسريعة الحركة لا ترحم من يتخلف عن الركب فيها. " معتبرا ان المرأة تقع تحت ضغوطات عنيفة تحتم عليها العمل ضمن ظروف مقيتة "
وشجعت النسوة من الاقليات القومية ومن ذوات المعتقدات الدينية بصورة كبيرة للاسهام في التنمية الاجتماعية، حيث اجرت النساء من البر الصيني الرئيسي تبادلات مختلفة مع نظيراتهن من هونغ كونغ وماكاو وتايوان بحسب هوانغ، علاوة على ان التبادلات الدولية من مثل الزيارات الثنائية والمتعددة جارية على قدم وساق مع اقامة الاتحاد لعلاقات صداقة مع 697 منظمة للنساء والاطفال في 164 دولة.