إيلاف+

آثار الفراعنة تلعب بعقول الطامعين بالثراء السريع بمصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فتحي الشيخ من القاهرة: دقائق معدودة بين ملايين جنيهات كان يحلم بها أحمد فرج و في كيفية انفاقها بعد بيع الكنز الذي بدأت بشائره في الظهور. وبين اللحظات التالية عندما أخبره خبير الاثار أن ما بحوزته آثارًا مقلدة. في البداية لم يصدق احمد. خاصة أن قطعة الاثار وجدها بعد ان حفر اسفل منزله اكثر من خمسة عشر مترا، لكنه رجع الى البداية عندما جاءه احد الاشخاص مع احد ابناء المنطقة التي يسكن فيها ليخبره انه يريد شراء بيته لوجود كنز أثري أسفله وفي النهاية اتفق ان يخرج هو الكنز لصالحه بمساعدة هذا الشخص، وكيف رتب للحفر من دون ان يشعر احد وكيف أخذ منه هذا الشخص اكثر من عشرين ألف جنيه بحجة إحضار أشياء لازمة لفتح ذلك الكنز الاثري هذا غير تكلفة الحفر نفسه.

وتتضح الصورة اكثر في عقله حيث كل الافراد القائمين بالحفر تابعون لهذا الشخص وبهذا من الممكن ان تصل هذه القطعة الى اسفل منزله.

مثل أحمد فرج مئات المصريين الذين اصابهم هوس الثراء السريع من وراء البحث عن الاثار لبيعها بعد ذلك بملايين الجنيهات، خاصة أن أسعار هذه البضاعة تمثل أرقامًا خيالية لدى محدودي الدخل منهم، ويبدأ سعر غرام الذهب الفرعوني من 1500 دولار إلى 5 آلاف دولار. وبلغ سعر التمثال للبازلت الاسود وحسب طوله الى 2 مليون دولار حتى 10 ملايين دولار. أما الغرانيت الوردي أو الاخضر فأسعارهما فاقت الخيال وقد يبلغ سعر التمثال الواحد 20 مليون دولار.

هذه الارقام يجري تداولها بين اشخاص على مقهى بلدي في حي شعبي ربما ليس مع احدهم حق المشروبات التي شربها في المقهى. وبسبب هذه الارقام التي تعد خيالية بالنسبة إلى الكثيرين منهم خاصة محدودي الدخل منهم يقع الكثير في فخ الجري وراء الثراء السريع عن طريق تجارة الاثار حيث يصيب هوس الاثار كافة الطبقات في مصر.

ساعد على انتشار هذه الظاهرة في مصر وجود العديد من المناطق الاثرية وانتشارها في كافة محافظات مصر ولهذا ايضا اصبحت هناك اماكن معروفة بالتنقيب بها مثل القرى القريبة من الجبل الغربي في سوهاج وقنا. وبعض قرى محافظة المنيا وبني سويف والجيزة والقاهرة وبعض المحافظات في الوجه البحري خاصة المناطق القديمة منها. لذلك نطالع كل يوم في الجرائد خبرا بأن شخصا كان يحفر تحت منزله بحثا عن آثار ووصل الامر في بعض الاحيان الى اكتشاف شبكة إنفاق كما حدث في قرية ناهيا في محافظة الجيزة منذ أشهر قليلة ما جعل كثيرا من البيوتفيها معرضة للانهيار على ساكنيها. لهذا تم تشميع هذه البيوت وغلقها، وفي قرى كثيرة أضاع العديد من الطامعين في الكنز الأموال والجهد والعمرrlm;،rlm; وتهدم العديد من البيوت على رؤوس أصحابها نتيجة لعمق الحفر الذي يصل أحيانا إلى عشرين مترا وفي ظل وجود مياه جوفية تحت الكثير من القرى تحدث تصدعات وشروخ بالبيوت.


كانت نتيجة هذا الهوس لدى الكثير من الأشخاص وجود العديد من القطع المقلدة كما يؤكد خالد خطاب خبير تحف الذي يقول إن اكثر من 90 % من القطع التي تعرض عليه تكون مزيفة. وقد اصبحت هناك اماكن معروفة تصنع القطع المقلدة بحرفية عالية ولا يكشفها الا الخبير. ومن هذه الاماكن منطقة القرنة بالاقصر و في محافظة المنيا في صعيد مصر ايضا.

وهناك يتم عمل نسخة طبق الاصل للعمل الأصلي عن طريق نحاتين على أعلى مستوى، ثم يتم دفن التمثال الذي تم تصنيعه في حفرة في الارض فترة من ثلاثة أشهر حتى 6 أشهر ثم يتم دهانها "بالاومياء" ووضعها في الحفرة مرة أخرى لمدة اسبوع لتعرض بعد ذلك للبيع بالملايين.

ولكن الخبراء وحدهم قادرون على اكتشافها. أما العملات فيتم تزييفها في قبرص، ولكن ما يكشفها هو استخدام عيار مخالف للذي كان يستخدمه المصريون القدماء، وقد وجد الكثير من المحتالين الفرصة سانحة لاستغلال ذلك الهوس لدى الكثير من الناس بعضهم استغل ذلك وعمل بأمور الدجل وابتز الطامعين في الثراء السريع عن طريقمساعدتهم على ايجاد هذه الكنوز والتغلب على حراسها من اللجان او الاعمال القائمة بحراستها.

و البعض الاخر يقوم عند العثور علىقطعة اثار بعرض شرائها ولكن مقابل شرط ان كانت غير اصلية ان يأخذ مبلغا يبدأ بعدة الاف ليصل الى 100 الف في بعض الاحوال. واغلب القطع الموجودة مزيفة وبالتالي تكون قيمة الشرط الجزئي مضمونة الى حد كبير.


ولكن على الرغم من كل هذا لا يتوقف الكثير من الحالمين بضربة الحظ ، فعبد الرحمن ابو المجد" 34 عاما" يعمل طباخا في أحد الفنادق. يقول "منذ عشر سنوات وأنا انتظر هذه الفرصة. وقد كنت قريبا منها بدرجة كبيرة خاصة اني اصبحت معروفا وسط المعارف بأني لي خبرة في هذا المجال.

ذهبت للصعيد أكثر من مرة واماكن اخرى هنا مثل الدائري وكردسة ونزلة السمان. و في مرات كثيرة كنت على حافة الموت لان هذه التجارة خطرة و يتعامل بها اكبر ناس في البلد". ويضيف "وهي ليست تجارة حرام ايضا لأنها كانت مشروعة حتى السبعينات حين صدر قانون بمنع التجارة بها". ويوضح أنه "على مدار هذه السنين العشر لم تنجح اي صفقة له و لاي شخص يعرفه سوى شخص واحد اشترى بيتا كبيرا من ورائها". على الرغم من إنكار هذا الشخص وتبريره لشراء البيت بانه نتيجة ميراث له استغله في شراء البيت.

وهكذا يظل الحالمون بالثراء من وراء بيع الاثار على يقينهم بان فرصة واحدة من الممكن ان تضيع اي خسارة امامها حتى لو كانت مجرمة قانونا وحتى لو كانت هذه الفرصة لاتأتي أبداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احسنت
صلاح الناجى -

تحقيق جميل