إيلاف+

سجناء مصريون يروون قصصهم خلف القضبان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كيف مرت أيام شهر رمضان خلف أسوار السجن؟ وكيف يقضي السجناء في مصر أيام العيد؟ هذا العالم الغامض اقتحمته "إيلاف" في محاولة لاكتشاف طعم ذائقة البهجة في مثل هكذا مواسم إن كانت هناك ثمة بهجة خلف القضبان، والتقت بعدد من السجناء والسجينات إضافة لمدير السجون الذي أكد أن لشهر رمضان وضعا خاصا جرى عليه العرف في السجون في مختلف أنحاء مصر، وهي تقديم الكثير من التسهيلات لجميع السجناء كي تعم الفرحة على المحكوم عليهم والذين يمضون فترة عقوبتهم خلف القضبان، تتمثل في زيادة عدد الزيارات الاستثنائية خلافا للزيارات العادية. وهي تشمل سجون الرجال والنساء. وتأتي كل هذه الاجراءات من إعداد السجناء نفسيا واجتماعياً للاندماج بالمجتع، بحيث لا يشعرون أنهم منبوذون حين يعودون إلى المجتمع بعد انقضاء فترة العقوبة.

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعيداً عن تصريحات المسؤولين، كان السؤال الذي ظل يشغل بالي طيلة الطريق إلى السجن: كيف يكون رمضان والعيد خلف القضبان؟، وهذا ما عبرت عنه حالات لبعض المسجونين، التقتهم "إيلاف" في يوم قضته مع المسجونات المصريات، وشاركتهن إفطار آخر أيام رمضان: والبداية مع "أميرة" شابة جميلة يشع من عينيها ذكاء فطري مسجونة على ذمة (قضية آداب) عمرها لا يتجاوز 17 سنة قضت 7 شهور حتى الآن ومحكوم عليها بسنة سجن وتعيش الآن في عنبر الآداب بسجن القناطر كانت تبكي طوال الدقائق التي تحدثت معي فيها.. كانت تبكي بحرقة.. وتتحدث بكلمات قليلة بين نوبات البكاء.

قالت: نفسي أشوف أمي.. فقد خرجت من منزلي إلي الشارع هربا من زوجة أبي وأنا طالبة في الصف الثالث الثانوي.. نفسي أمي تسامحني وأشوفها مرة واحدة.. وتنساب دموع أميرة وهي تقول: سامحيني يا أمي ! أصعب رمضان في حياتي كان أول يوم عندما جلست أتناول طعامي بكيت كثيرا وتذكرت أهلي وهي المرة الأولى التي أغيب فيها عن منزلنا.. الحرمان صعب حرمت من أبي وأمي وطاردتني زوجة أبي.. معاملة قاسية لم أستطع تحملها وكانت النتيجة خرجت للشارع وأنا الآن أعيش أيام السجن كلها مريرة وأعاني الحرمان ولم أكن أتصور أن أدخل السجن، ولكن ملعون الحرمان وقسوة زوجة الأب.

سجينة أخرى تعيش بطفلها إبراهيم خلف القضبان جريمتها مشاجرة مع جيرانها فأصابت جارتها بحي السيدة زينب بعاهة مستديمة ودخلت السجن لتقضي العقوبة المحكوم بها عليها ومدتها عام، أمنية تركت خلفها ستة أولاد غير ابنها الرضيع الذي اصطحبته معها ليعيش خلف القضبان ويحمل فانوس رمضان ويلهو به في عنبر الأمهات مع غيره من الأطفال خلف القضبان.

قالت: أولادي وحشوني وأيام رمضان بالذات صعب جداً البعد عن أولادي، ولكن ابني الرضيع إبراهيم يكسر الملل في الحياة خلف جدران السجن.. لا أحب زيارة أولادي لأنها سرعان ما تمر وتبقى الأحزان تسكن داخلي بعد لحظة الفراق السجن أيام طويلة طوال ليالي الشتاء أعيشها أنا وطفلي الرضيع وهذا أول رمضان في حياتي أقضيه بعيدا عن أولادي.

نجوى منصور قالت: أقضي في السجن عقوبة مدتها ثلاث سنوات في قضية مخدرات تورطت في قضية المخدرات بسبب ابنتي الصغيرة لأنني تزوجت من شاب أوهمني أنه يعمل في مهنة الخراطة وبعد زواجنا اعترف لي أنه يتاجر بالمخدرات وعندما طلبت منه الطلاق ساومني علي ابنتي وعرض عليٌ الطلاق مقابل أن أترك ابنتي فرفضت وفضلت الحياة مع ابنتي الوحيدة، فأجبرني على السير في عالم المخدرات وكانت النتيجة أنني دفعت الثمن غالياً وهي حرماني من ابنتي والحياة خلف القضبان لمدة ثلاث سنوات وقضيت منها حتى الآن عاماً كاملاً، ولكني لجأت إلى الله بالتوبة وأنا الآن أصلي وأصوم رمضان وأطلب من الله التوبة وأقسمت ألا أعود إلي السجن مرة ثانية وأعيش خلف القضبان.

صحافي خلف القضبان
داخل سجن الرجال بمنطقة القناطر تبدو ملامح وأجواء نهايات شهر رمضان واضحة داخل السجن، الحرص على إقامة صلاة الجماعة.. وتجهيز الطعام استعدادا للإفطار الجماعي، زينات متواضعة هنا وهناك، ومعظم السجناء يقرؤون القرآن الكريم، ويحضرون ندوة مع شيخ المسجد الذي يحضر من وزارة الأوقاف لإلقاء الدروس الدينية علي السجناء.

إبراهيم علي الصاوي (محكوم عليه في قضية قتل عمد) قتل زوجته وابنه وقضي في السجن 12 عاما حتى الآن.. وهو مهندس كمبيوتر وقد استغل فترة السجن في تكوين فريق مراسلات دولية تحت شعار "العلم والإيمان" حيث يقوم بمراسلة مجموعة شباب من جامعة عين شمس والمنصورة وآخرين بولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة وسورية واليمن.

ويقول إبراهيم: تعلمت الصبر في السجن بعد أن كنت عصبي المزاج سريع الغضب واقتربت من نفسي جدا داخل السجن كما تعلمت في السجن مهنة خراط خشب ولا ينقصني سوي أن أعيش مع ابني حسام والذي بلغ من العمر الآن 16 عاما يعيش بدون أب أو أم وأنا بعيد أقضي حياتي خلف القضبان.. وأتمنى أن أرى نور الحرية قريبا لكي أضم ابني إلي حياتي وأعيش الحرية كاملة مع ابني الوحيد وأتمنى أن أخرج في العفو في خلال العامين القادمين لحسن السير والسلوك.

ومن أبرز الحالات التي التقتها (إيلاف) كانت حالة السجين، محمد صبحي إسماعيل بكالوريوس إعلام عمل صحافيا بالقطعة في بعض الصحف المحلية، ينفذ مدة عقوبة 12 عاما علي قضيتين سرقة بالإكراه وقتل وسرقة، قال: السجن تكفير عن ذنوب ارتكبتها في حياتي محروم من ابني يوسف وأدرس الآن في سبيل الحصول على الدكتوراه.. مرارة السجن كلها تتجسد حين يزورني أبي وزوجتي هذا أصعب شيء في حياتي.. لقد ظلمت أسرتي معي بدخولي السجن ولم أتوقع مرة واحدة أن أقضي أجمل سنين عمري خلف أسوار السجن.. ولكن تغيرت جدا داخل السجن تعلمت الصبر والصلاة وأتمني أن يقبل الله توبتي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف