البودي غارد مهنة يزداد مزاولوها بمصر

تعد ظاهرة البودي غارد ظاهرة ترف بين الأغنياء ومهنة تجلب المال بيسر لبعض البلطجية في مصر. حيث بدأت بين ذوي الدخول العالية وتحديدا رجال الاعمال والفنانين الا ان الظاهرة تطورت بعد ذلك واصبحت سلعة تستغل في كثير من اعمال البلطجة سواء عن طريق افراد او شركات و تعددت الادوار من حماية اشخاص الى تقفيل لجان انتخابية لبعض المرشحين في الانتخابات.

فتحي الشيخ من القاهرة: خزاعة وبتيستا والزيني وهوجان والصعيدي وفرعون هذه أسماء الشهرة التي يستخدمها اشهر البودي غاردات في مصر اختارها اصحابها لترهب من يسمعها، فارهاب الغير هي وظيفتهم، يستخدمون في ذلك عضلاتهم المفتولة و التي هي الشرط الوحيد الواجب توافره للعمل في هذه المهنة.

بدأت ظاهرة البودي غارد في مصر باعتبارها احد مظاهر الترف بين الاغنياء، وتحديدا رجال الاعمال والفنانين الا ان الظاهرة تطورت بعد ذلك واصبحت سلعة تستغل في كثير من أعمال البلطجة سواء عن طريق افراد او شركات و تعددت الادوار من حماية اشخاص الى تقفيل لجان انتخابية لبعض المرشحين في الانتخابات.

لهذا يعد البودي غارد هو احدث صيحة في عالم البلطجية، فقد ظهر في مصر خلال السنوات العشرين الاخيرة وانتشر بصورة كبيرة خاصة في العشر الاخيرة منها، الشكل الذي اخذه البودي غارد مستورد من الخارج يظهر هذا بشكل واضح ابتداء من الاسم مرورا بالملابس التي تكون في الغالب بدلة كاملة بربطة العنق. ولا يوجد في وجهه خدش او علامة مثل البلطجي التقليدي الذي يحمل وجهه خرائط المعارك التي خاضها وصولا لانواع الأسلحة التي يستخدمها البودي غارد والتي تتنوع من السلف دفنس ( بخاخة تطبق رذاذا يسبب اغماء لحظيا ) او عصي كهربائية وهي ادوات تختلف تماما عن الاسلحة التي يستخدمها البلطجي التقليدي وايضا امتد الشكل المستورد الى وجود موقع على شبكة الانترنت لاحد البودي غاردات يصف نفسه فيه بانه اشهر بودي غارد في مصر. ويستعرض سيرته الذاتية من حيث المهام التي شارك فيها وايضا الاعمال الفنية التي استعين به فيها واضعا صوره مع الفنانين وواضعا رقم تليفونه كاعلان لمن يريده في اي مهمة.

الاجر في هذه المهنة يتحدد وفقا لخطورة المهمة المكلف بها البودي غارد، كما يقول علاء فرج بودي غارد وصاحب جيم كلما ارتفعت درجة الخطورة ازداد الاجر. و لكن اقل اجر يتقاضاه البلطجي عنما يتم الاستعانة بالبودي غاردات لتنظيم حفلات النجوم ويبدأ هذا الاجر من 100 جنيه في اليوم و قد يصل الى 250 جنيها في اليوم لبعض النجوم.

وتكون كل مهمة الغاردات في هذه الحفلات حماية الفنان من تحرشات الجمهور ( المقصود بتحرشات هنا اقترب الجمهور من الفنان وقد يتطور الامر ليعتدي البودي غاردات على بعض الجماهير كما حدث مؤخرا في حفل للمطرب تامر حسني ).

وقد يزيد هذا الاجر ليصل الى 500 عندما تكون المهمة حراسة شخصية مهمة و يكون الاجر حسب اهمية الشخص واسهل المهمات هي مع بعض الاشخاص الذين يؤجرون بودي غارد من باب المنظرة فقط. و مع هذا الزبون البودي جارد يخرج ويتفسح مع الزبون ولا تحدث اي مشاكل في الغالب.

وهناك نوع اخر من المهام تصل الاجرة فيها الى الاف الجنيهات ولكن هذه المهام تكون اخطر بالطبع وهي المهمات التي يكون فيها نزاع مع اشخاص اخرين. مثلا يطلب من الغارد ان يطلع في مهمة وضع يد على ارض او فيلا صادر لاحدهم حكم فيها ولا يستطيع تنفيذه.

في بعض المهام يتعاون البودي غارد مع رجال الشرطة مثل الحفلات وايضا بعض الاوقات في الانتخابات.
يشرح احد البودي غاردات هذا قائلا: اثناء الانتخابات يتفق معنا احد المرشحين من رجال الاعمال ان نسانده يوم الانتخابات او نقفل اللجنة ونمنع دخول الناخبين للجنة، وفي هذه المواقف لا تتدخل الشرطة ونحن نفهم ذلك على انها توافق على ما نفعله.

معظم العاملين في هذا المجال من اصحاب المؤهلات العليا كما يؤكد " ش. ع" بودي غارد و حاصل على بكالوريوس تجارة "يتجه الشباب الى هذا العمل لارتفاع العائد المادي من هذه المهنة خاصة اثناء الموسم الذي يبدأ في اول يوليو وينتهي في سبتمبر حيث يتواجد العرب بكثرة و نادرا ما تجد بودي غارد في تلك الفترة بلا عمل.

والكثير من البودي غاردات لم يكن في خططه من البداية العمل بهذه المهنة وانما ممارسة الرياضة فقط، ولكن العائد المغري يجعل اي شاب يوافق على العمل بها. ولهذا ايضا هناك شباب من اول يوم يذهب فيه الى التدريب يكون هدفهم العمل في هذه المهنة، لان العائد في هذه المهنة يمثل للبعض فرصة لصناعة مستقبل افضل.

سيد كابو بودي غارد من الهرم يعتقد ان عمله في هذا المجال قد يوفر له الكثير من الاموال وينقله الى مرحلة جديدة من حياته مؤكدا هناك ناس بدأت من الصفر في هذه المهنة وحاليا اصبح لديها معارض سيارات ونوادي جيم وهؤلاء اصبحوا من كبار الغاردات في مصر ولا يخرجون الا في المصالح الكبيرة، ومع هذا هناك بعض البودي غاردات غير راضٍ عن
المهنة. "هشام ط" بودي غارد يقول "اعمل بالمهنة منذ ثماني سنوات، واسعى الان لعمل مشروع خاص بي، لان المهنة سيئة السمعة الى جانب اني، عاجلا او اجلا، سوف اتركها بعد ان يكبر سني. وهناك سبب قوي هو ما جعله يتخذ هذا القرار وهو انه في احدى المرات طلبه شخص لوضع يده على عشرة افدنة متنازع عليها على طريق مصر اسكندرية الصحراوي.
و"بالفعل ذهبنا الى هناك وطردنا الناس الموجودين في الارض. وبعد يومين واثناء وجودنا في قطعة الارض اتى اشخاص واطلقوا علينا الرصاص. و اصيب احد الزملاء في ذراعه. وهذا جعلني افكر جديا في ترك هذه المهنة.
ولكن يبقى عدد من يترك هذه المهنة اقل بكثير من الشباب الذي يتجه للعمل فيها. ما يعطي مؤشرات لزيادة اتجاه نحو البلطجة في المجتمع ككل.