إيلاف+

الحجامة في العراق لطرد الجن والألم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انتشرت في المدن العراقية ظاهرة العلاج بالحجامة وحلت عياداتها محل عيادات الاطباء والمستشفيات في بعض القرى والمدن. لكن مع تزايد هذه الظاهرة هناك من ينظر إليها كمهنة لاتقدم سوى النفع المادي لمزاولها فقط ولايمكن أن تكون إعلانات الترويج لها صحيحة بمعالجتها لجميع الأمراض. التحقيق التالي يسلط لقطة موسعة على هذه الظاهرة في العراق.

ماجد شاكر من بغداد: تنتشر في بعض المدن العراقية إعلانات بعضها كتب بخط اليد تروّج للعلاج بالحجامة، في وقت يتداول فيه الناس موضوع الحجامة ونفعه من ضرره، بعد أن تفشت الظاهرة بشكل كبير، وحلت الكثير من بيوت الحجامة محل العيادات والأطباء لعلاج آلام الظهر والرأس.

ويقوم بالحجامة هذه أناس لا يحملون شهادات صحية، أخذوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم، حيث يتسابقون على قدراتهم على إخراج أكبر كمية من الدم الفاسد من جسد المريض.

وبينما يرى البعض أن الحجامة العشوائية مضرة لاسيما وأنها تتم في بيوت لا تتوفر فيها ابسط أنواع الشروط الصحية فإن البعض يؤيد الفكرة مؤكدا أن الكثير ممن عولجوا بها قد خفت آلامهم، وتحسنت صحتهم بشكل كبير.

والمشكلة أن الجدال حول أهمية الحجامة تحدث بين الأطباء أنفسهم بين مؤيد ومعارض، وبينما يقول الدكتور زيد حسن من بغداد إن
العملية ربما تكون سببا للإصابة بأمراض تلوث الدم وفيروس " السيدا "، فان الدكتور علي حسن من مستشفى بابل يرى ان الحجامة لها فوائد صحية وينطلق في ذلك من الوقائع اليومية، إضافة إلى أن الإسلام شجع على الحجامة، وهذا دليل قاطع على فائدتها، ويستشهد علي حسن بقول قال الرسول محمد.. ما جاءني جبرائيل مره الا و أمرني ان أوصي أمتي بالحجامة.

يقول الحاج فخري وهو يمسك كوبا يستعد للصقه على ظهر احدهم بعد أن فرغه من الهواء عبر التسخين: الحجامة هي إخراج الدم المحمل بالمرض من مواضع خاصة بالجسم.

ويقول.. أجدادنا علمونا أهمية الحجامة كما أن الناس في الأجيال السابقة قد اعتادوا عليها.

والحاج فخري مقتنع أن هناك أمراضا ظهرت في الاونة الأخيرة يقف الطب أمامها عاجزا ولا يستطيع أن يبرئها بشكل تام وكذلك فان معدل الأعمار في الأجيال السابقة هو أعلى من معدل أعمار الوقت الحالي ومع شديد الأسف نجد أن الأطباء في الوقت الحالي لا ينصحون بالحجامة ونجدهم من المعادين لها.

ويؤكد الحجام كامل وهو ابن الحجام الحاج فخري وتعلم المهنة من أبيه حيث يعمل معه يوميا باجر معين انه زار مستشفيات في دول الخليج فتحت قسما خاصا بالحجامة وبدأت تعالج كثيرا من الأمراض بالحجامة.

الحجام ( أبو علي ) يصف عملية الحجامة كما يلي..
الحجامة بسيطة جدا ولا تأخذ من وقتنا شيئا ونجعل الوافدين إلينا في طابور ونقوم بإدخال "الحالات الصعبة" ممن يشكون من الآلام
القوية. ندخل أربعة اشخاص في كل مرحلة.ثم نقوم بإشعال القطن ونضعه داخل قدح زجاجي ونقوم بتشريح الجلد ونضع القدح الذي يحتوي القطن في داخله لحصر الأوكسجين داخل القدح فيمتص القطن الدخان الذي يقوم بامتصاص الدم الفاسد ورفع منطقة الألم إلى الأعلى حيث ينسحب الدم.

الشيخ (راضي ) وهو احد طلاب الحوزة العلمية في كربلاء في العراق التقته إيلاف حيث أوضح أن طريقة الحجامة قد تغيرت في الوقت الحاضر عما كان يفعله أجدادنا، ودخلت في الوقت الحاضر أجهزة حجامة مستوردة من الصين عملها يشبه الطريقة اليدوية ويحتوي على آلة ماصة يتم من خلال سحب الجلد مقدما قبل التشريح حتى تصبح المنطقة التي يراد تشريحها زرقاء اللون وبعد ذلك يرفع الإناء وتبدأ عملية التشريح بواسطة شفرة صغيرة تعمل فتحة في الجلد حيث يقوم الجلد بسحب الدم الفاسد......

وفي ركن من بيت الحاج أبو علي يجلس حسين علي حيث أجرى الحجامة قبل دقائق أكد أن ألما قويا تملكه في الظهر ومفاصل الأقدام، لكني بعد الحجامة أحسست بالراحة بعد إكمال الحجامة مباشرة.

ويقوم حسين بين فترة وأخرى الحجامة.
وعن الأسعار قال.. الذين يقومون بالحجامة لا يأخذون ثمنا إنما الناس تعطيهم ما تشاء لأنه لا يوجد هنالك سعر ثابت للحجامين......

على أن هناك بعضا من يصنف الحجامة في خانة الطب الشعبي غير المأمون النتائج، لكن البعض يصنفه في خانة الشعوذة.

وأصيب كامل ساجت بورم كبير في ظهره بعد إجراء الحجامة، من جراء التلوث بحسب قول الأطباء.

ويصر الحاج حسين زاهي على ان الحجامة تخلو من أي خطورة، لكن على الحجام أن يكون فاهما بعمله وان يتعرف إلى المريض قبل القيام بالحجامة له لان هناك أمراضا "تتعارض" مع الحجامة. ويتذكر الحاج زاهي حجاما في مدينة الصدر في بغداد حيث كان يقيم في الماضي لم تكن لديه تجربة في بعض الظواهر التي تنتج من الحجامة ومنها ان المريض يفقد وعيه في بعض الأحيان، حيث هرب من البيت وترك المريض مغمى عليه.

أما سليم الحيدري فتعلم المهنة من أبيه ويقول ل"إيلاف " إن الكثير من مرضى القلب والشرايين وداء السكر شفوا بعد الحجامة.
وطريقة الحيدري تتلخص في أن يسال المريض عن موضع الألم،
ويضع بعدها " استكان " بعد ان يسحب الهواء منه، وبعد فترة وجيزة يرفع الكأس.
وتقنية الحجامة الحديثة استعانت عن حرق قطعة من القطن بصمام يؤدي الغرض نفسه.
وبعد أن يجرح موضع الالم، يضع الحجام الكأس ويسحب الهواء منها، ويكرر العملية مرتين فيخرج الدم فيقوم بعدها بتعقيم الجروح.

وللحاج سليم زبائن من كافة المدن العراقية، ويعالج يوميا حوالي عشرين شخصا من مختلف الأعمار.
واحد زبائنه رجل طاعن في السن هو الحاج كاظم الذي عالج مرضه لدى الكثير من الأطباء لكن ذلك لم يجد نفعا، غير أن الحجام الحاج سليم أزال له آلامه.

وعالج محمد وهو شاب ثلاثيني آلام ذراعه بالحجامة بعد أن تعب من مراجعة الأطباء فقرر الاحتجام وهو يشعر بالارتياح الآن.

ورحيم طالب كان يشعر بالتعب ما اضطره إلى الحجامة وقد عقد الآن عدة جلسات ويشعر بالارتياح. ويقول ل"أيلاف " بعض المرضى "يبدو عليهم الشفاء فورا إلا عددا منهم يحتاج إلى جلسات أخرى".

لكن الحاج سيد علي يربط الحجامة بعلاج الأمراض الروحية وكيف يكون وقعها على المتلبس بالجن نافع حيث يزال الجن بالحجامة أيضا.

ويقول سيد علي إن الجن يتمركز في الجسم في الدماغ لكي يسيطر على بدن الإنسي، وفي حالات المس يحس المصاب في آلام بين الكتفين وحركة خفيفة في البطن.

ويُسمع سيد علي الجن لفظة(حجامة) لكي ينفره. ويصف طريقة علاجه: حين ابدأ بحجامة الشخص اسمع الجن يسب ويشتم ويبدي الاستهزاء بعملي لكني اقرا عليه آيات قرآنية فيتضايق ويبكي ثم أحصاره أكثر حين أقرا "عليه" رقية شرعية أو أدعيه تعمل على تفكيك عقده ثم أوجه له الضربة القاضية بقراءة الآيات القرآنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعقيب
بوحازم -

علي الاخوه العراقيين ان يطردوا الملالي من اصل فارسي والمرتبطين معهم من العراق وبذلك يكون العراق قد خلي من الجن وانفلونزا الخنازير والامراض الاخري