رياضة

كرة القدم النسائية تقابل بالرفض الديني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سحر الهواري تجاهد لنشر اللعبة :

عربيّاً كرة القدم النسائية تقابل بالرفض الديني (2/2)

إقرأ أيضاً:

الكرة النسائية بملابس أكثر إغراءً (1/2)

محمد القحطاني من الدمام:

إذا كانت المرأة العالمية متمثلة في المرأة الغربية قد احتاجت زمناً طويلاً للدخول في المنافسات الرياضية عن طريق بوابة الألعاب الأولمبية وصلَ إلى ثمانية عقود ، و احتاجت بعد ذلك إلى مائة عقد من الزمن كي تشارك في كافةِ الألعاب مع الرجل كند و منافس فإن المرأة العربية ما زالت تحط أول أقدامها على عتبةِ الرياضة. فقد جاء تحرك الدول العربية متأخراً جداً عن العالمية ، إذ ثمة هوّة عميقة بين الحضارتين النامية و المتفوقة، جعلت من حضور الرياضة العربية بشقيها النسوي و الرجالي باهتاً جداً بالرغمِ من الشريحة الواسعة و الكبيرة من المجتمع العربي الذي يتابع ويزاول الرياضة كثقافة قائمة بحدِ ذاتها. وأما العمل المؤسساتي فما زال قائما على عقليات تراثية أو لا يلقى ما يكفي من الدعم المالي من قبل الحكومات العربية. وما يأتيه من دعم مالي يصبه في صالح تطوير الألعاب الرجالية المختلفة و خصوصاً كرة القدم ، ووفقاً لموانع التقاليد العربية السائدة وقلة الموارد المالية ستبقى المرأة العربية محجمة لوقت طويل عن مزاولة الرياضة بكافةِ أشكالها ، ومع تلك العوائق الكبيرة بدأنا نلمس شيئاً من الرفض النسائي الذي بدأ علا مؤخراً لإثبات حضوره و تفوقهِ. فالقليلات منهن من قبلن بكشفِ بعض من أجزاء أجسادهن لمزاولة السباحة كرياضة أولمبية.

وفي كرة القدم ما زالت المرأة العربية تواجه صعوباتها الخاصّة ، فعدد الاتحادات العربية التي تزاول فيها كرة القدم النسائية لم يتجاوز الـ ( 12 ) كما ذكرت ذلك المصرية سحر الهواري عضو اللجنة النسائية في الاتحاد الدولي لجريدة المدى العراقية . وقالت عضو لجنة الكرة النسائية بالفيفا حول الاهتمام العربي المفاجئ بالرياضة النسائية :

" أن الاهتمام المفاجئ للاتحاد العربي لكرة القدم بممارسة بنات العرب للعبة الشعبية الأولى في العالم –عائد إلى رغبة المسئولين الرياضيين في دفع المرأة لممارسة أي نوع من الرياضة حتى لو كانت كرة القدم ؛ لما لذلك من فوائد ".

د. سحر الهواري والأميرة هيا وهي تصافح منتخب العرب للسيداتونتيجة لجهود سحر الهواري النشطة بغرض الترويج للعبة في الوطن العربي فقد تم تشكيل أول منتخب عربي نسائي لكرة القدم العام المنصرم من سبعة بلدان عربية هي مصر والمغرب و تونس وليبيا و فلسطين والأردن ولبنان ، وخاض أول لقاءاته أمام سيدات فريق تشيلسي الإنجليزي على ملعب نادي الشرطة في دبي يوم 5 فبراير 2004م في إطار سلسلة نشاطات رياضية على هامش مهرجان دبي للتسوق ، وبرعاية من الأميرة هيا بنت الحسين شقيقة العاهل الأردني التي لم تتمكن من المشاركة مع المنتخب بسبب الإصابة بعد أن كانت قد أبدت موافقتها للمشاركة في المباراة كلاعبْ.

وكانت الدكتورة سحر الهواري عضو لجنة كرة القدم النسوية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رئيسة لجنة الكرة النسائية في الاتحادين العربي والمصري لكرة القدم قد ساهمت منذ عام 1995م بترسيخ فكرة كرة القدم النسوية في بلدها مصر من خلال اللجنة النسوية وبدأت بعمل التجمعات العربية عام 1997 م ، إلا أن الفعاليات الحقيقية لرياضة كرة القدم النسائية في الوطن العربي سترى النور مطلع العام المقبل عبر أول بطولة عربية على مستوى الملعب الكامل ، وتم إقرارها على هامش اجتماعات الاتحاد العربي في تونس الشهر الماضي ، وقد تكون متزامنة مع انطلاق بطولة دوري أبطال العرب .

وكانت الناشطة سحر الهواري قد لقت دعماً من الفيفا بموافقتهِ على اقتراحها التي تقدمت به والذي يقضي بحجب المساعدات التي يقدمها الأخير عن أي اتحاد عربي لا يلحظ فيه نشاطا للكرة النسائية ، ونظرا للخدمات التي قدمتها الهواري إلى لعبة الكرة النسائية فقد رشحها الاتحاد الدولي لنيل جائزة اللجنة الاولمبية الدولية للرياضة والمرأة و حصلت على هذا الوسام العالمي عام 2001 . لتصبح بالتالي أول امرأة عربية تنال هذا الشرف .

و على الصعيد الخليجي ساهمت د.سحر الهواري بشكلٍ كبير في اعتراف الاتحاد البحريني بالنشاط النسائي مطلع عام 2003م وبإقناع الاتحاد الإماراتي بتشكيل منتخب للسيدات في هذه الرياضة ، كما كان لها الدور الفاعل و المؤثر في تنظيم جامعة الكويت وعدد من الجمعيات النسائية دوريا لكرة القدم ، الأمر الذي قوبل بسخطٍ شديد من قبل الإسلاميين في الكويت الذين ما زالوا يرون مزاولة المرأة لكرة القدم باباً من أبواب المعصيّة. أما المرأة السعودية فما زالت مشغولة بالمطالبة بحقها في قيادة السيارة و يبدو أن الطريق أمامها طويل حتى تتمكن من ممارسة الرياضة إذا ما أخذنا أيضاً في عين الاعتبار غياب محاضرة التربية البدنية من مناهج وزارة التربية و التعليم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف