رياضة

قمة بين برشلونة وتشيلسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إنتصارات متتالية لمانشستر يوناتيد وليون بدوري أبطال أوروبا قمة بين برشلونة وتشيلسي
"البارسا" و"البلوز" مواجهة عالمية في بطولة قارية ...

محمد حامد - إيلاف : سيكون عشاق كرة القدم حول العالم على موعد مع الاثارة والمتعة عندما تتكرر مواجهة فريقا "تشيلسي" الانكليزي و"برشلونة" الأسباني للموسم الثالث على التوالي ، وذلك مساء اليوم الأربعاء ، ضمن مباريات المجموعة الأولى في بطولة دوري أبطال أوروبا ، بعد المواجهتين السابقتين في دور الـ16 من المسابقة ذاتها

هل هي عادة أم قناعة ؟؟ لماذا الاثارة والمتعة ؟؟

وتأتي المتعة والإثارة نظراً لأنهما يشكلان أبرز "فريقي أحلام" في العالم حاليا من واقع الأسماء التي تزدان بها صفوف كلاهما ، حيث يحوي الفريقان أفضل نجوم كرة القدم في العالم على الاطلاق ، كما أن نتائجهما المحلية فائقة النجاح ، وذلك من خلال سيطرتهما على الألقاب المحلية الأسبانية والانكليزية في الفترة الأخيرة ، كما أنهما قدما بشهادة الجميع أجمل مواجهتين في دوري أبطال أوروبا الموسمين الماضيين.

ولا يكتسب لقاء الفريقين متعته واثارته المميزة من تقارب مستوى الطرفين فقط بل للأحداث الدرامية التي شهدتها اللقاءات السابقة ، فمن يستطيع أن ينسى المواجهة النارية في فبراير 2005 على ملعب "كامب نو" - معقل البارسا ، والتي شهدت طرد "ديدييه دروغبا" ، وتحول سير اللقاء لمصلحة البارسا في الدقائق الحاسمة ليخطف الفوز بنتيجة 2-1 .

كذلك لا نستطيع أن ننسى اتهامات "خوزيه مورينيو" مدرب تشيلسي لـ "فرانك ريكارد" مدرب برشلونة بالتأثير على حكم المباراة "أندريس فريسك" والتي تسببت فيما بعد في اعتزال الأخير بعد تلقيه تهديدات بالقتل من جانب عشاق تشيلسي الذين يتصفون بالتعصب والتطرف في حب البلوز .

الموهوب "رونالدينيو" الورقة الرابحة دائما كما أن مباراة العودة في "ستامفورد بريدج" شهد عرضا فنيا رائعا من الطرفين تأرجحت خلاله النتيجة أكثر من مرة لينتهي لصالح تشيلسي 4-2 في الربع ساعة الأخيرة ليحتفل "خوزيه مورينيو" بالنتصار على "فرانك ريكارد"

ولم يجد المدير الفني الهولندي الموسم الماضي انتصارا معنويا أفضل من الفوز بنتيجة 2-1 على ملعب منافسه من خلال تألق "رونالدينيو" و"صامويل إيتو" و"ليونيل ميسي" في مباراة شهدت بطاقة حمراء وهدف بالخطأ في مرمى كل فريق ، ثم تعادل في لقاء العودة بهدف لكل فريق ، لينتصر هذه المرة" ريكارد" ويواصل طريقه نحو لقب البطولة عبر جسر "تشلسي"


المقارنة المستمرة بين البارسا والبلوز ..

لا يتوقف عشاق برشلونة وكذلك عشاق تشلسي ، بل وكل عشاق الكرة حول العالم عن عقد مقارنات بينهما ، وينقسم العالم في هذا الأمر الى معسكرين على طرفي نقيض ... كيف ؟؟

عشاق البارسا يرون فيه نموذج متفرد للابداع الكروي الذي يقود الى منصات التتويج ، أي أن البارسا أكثر قدرة من أي فريق كرة قدم في العالم على تقديم العروض الجميلة والكرة الممتعة ، وينتزع الآهات من صدور عشاق الساحرة المستديرة حول العالم ، وليس في "كتالونيا" فقط ... ثم بعد ذلك يأتي النصر ، ويأتي التتويج بأكبر البطولات بشكل تلقائي ، وهذا ما يمثل قمة كرة القدم ، أي المتعة والبطولة في سلة واحدة .

ودائماً .. الروح الرياضية هي الرابح الأكبر كما أن عشاق البارسا ، يرون فيه نموذج للنادي العريق الذي يمتلك جماهير في كل أنحاء العالم ، وله تاريخ حافل يشهد على عراقته عبر الأجيال ، ولم تأت هذه الشعبية وهذا التاريخ مؤخراً بفضل المال الذي يمثل أهم عناصر نهضة "تشيلسي" وغيره من الأندية التي صنعها المال في عصر الاحتراف ، ملخص القول "البارسا" هو الابداع الطبيعي ، بل هو الابداع التاريخي المتواصل الذي لا يشكل فيه المال العنصر الأهم .

وإذا ذهبنا الى معسكر "البلوز" أصحاب المدرسة الواقعية ، نجدهم يقولون أن كرة القدم أصبحت جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية والسياسية في العالم ، حيث أن لغة المال والقوة والهيمنة وتوفير الامكانيات الضخمة كلها تشكل عوامل حاسمة في تحقيق النجاح ، دونما الوقوع في أسر شعارات التاريخ والعراقة والماضي ... وغيرها من المصطلحات والمفردات التي تستخدمها الدول الضعيفة الآن والتي كانت لها تاريخ عريق فيما مضى ، وذلك في مواجهة القوى الكبرى ، والتي لم يكن لها وجود على خرطة العالم قبل سنوات ليست بالكثيرة .!!!

هذه هي المعادلة من وجهة نظر أنصار البلوز "تشيلسي" .. حيث يرون أنهم يمتلكون المال من خلال رئيسهم الملياردير الروسي "أبراموفيتش" الذي جعلهم يتعاقدون من أهم نجوم كرة القدم في العالم ، ومن مختلف القارات ، ويكفي أنهم يتم تمثيلهم بأكثر من 20 لاعب دولي ينتشرون في كل قارات العالم للدفاع عن ألوان منتخباتهم ، كما أنهم تعاقدوا مع مدرب صاحب شخصية قوية ، وطموح لا يعترف بأي حدود ، وصاحب كاريزما مؤثرة ، انه البرتغالي "خوزية مورينيو" الذي استطاع أن يفرض على الكرة الانكليزية والأوروبية هذا النموذج الجديد في عالم كرة القدم ، وهو النموذج الذي لا يعترف الا بالفوز ، وتحقيق البطولات ، ثم يأتي الحديث فيما بعد عن الأداء والجماليات .

مفارقة غريبة .. أيتو وتشك والاصابة اللعينة

هناك أزمة حقيقة في صفوف البارسا وهي إصابة إيتو ، ولكن وجود مهاجمين لديهم الرغبة في اصبات الذات وتسجيل مكانة كبيرة مثل "جوديانسن"و "سافيولا" ، وكذلك وجود مدير فني يمتلك عقلية رائعة مثل "فرانك ريكارد" وأيضاً وجود النجم الكبير "رونالدينيو" .. كل هذه العوامل من شأنها التخفيف من وطأة غياب أبرع هداف عرفه فريق برشلونة الأسباني في السنوات الأخيرة ، وهو "صامويل ايتو"

ممثلا القارة السمراء ..ايتو الغائب .. ودرغبا الحاضر بقوة و في معسكر البلوز سيدخل حارس المرمى الثالث "هيلاريو" اختبارا صعبا أمام نجوم برشلونة في أول ظهور رسمي له مع تشيلسي ، وهي تجربة قاسية ، وغير مأمونة العواقب للحارس البرتغالي ، بعد إصابة زميليه التشيكي "يبتر تشك" والإيطالي "كارلو كودتشيني" حارسي تشيلسي الأساسي والاحتياطي خلال مباراة ريدينج مطلع الأسبوع الجاري والتي انتهت بأحد الحارسين مكسور الجمجمة والأخر مبتلعا لسانه، ولكنها تظل فرصة تاريخية للحارس البرتغالي ، حيث أن الفرص الكبرى والتحديات العظيمة تصنع تاريخ النجوم وتضعهم على أول طريق التألق والنجومية ، وربما تلقي بهم الى المجهول ....

"مورينيو" .. الثائر .. البارع في خلق الأعداء ، في مواجهة العاقل الناجح في هدوء "ريكارد"

نعم هذه هي المعادلة .. شخص ثائر باستمرار وهو "مورينيو" في مواجهة أحد أكثر مدربي العالم هدوءاً واتزاناً في التصريحات .. ومن هنا يأتي هذا التناقض الجميل المثير .. الذي لا نعرف نتيجته وكيف ستكون .. فلا توجد تأكيدات أو ضمانات تكفل لهذا الواثق المتزن أن يهزم ذلك الثائر المثير للجدل .. رغم أن الهدوء غالباً ما يقود صاحبه الى بر الأمان ، ولكن صديقنا "مورينيو" يستطيع التفكير وبعمق حتى وهو ثائر ، ومتوتر ومتشنج ، وهذه من الأشياء الغريبة في شخصية هذا المدرب البرتغالي الذي يشكل المادة الدسمة التي تثري الصفحات الرياضة الانكليزية ، بل والأوروبية بشكل عام .

كما أن جماهير البارسا لا تخجل من التصريح بكراهيتها لمورينيو ، على الرغم من محاولته أكثر من مره كسب ودهم من خلال التصريح المستمر بأنه يحتفظ بذكريات جميلة في برشلونة وقت أن كان يعمل مترجماً لبوبي روبسون ، ثم مساعداً للمدير الفني "فان جال"

في حين أن "ريكارد" صاحب الشخصية الهادئة المتزنة لا يوجد من يكرهه في قلعة البلوز سوى مجانين النادي الذين لا يريدون التنازل عن الفكرة التي سبق وروج لها "مورينيو" وهي أن "ريكارد" يفوز بالغش والتأثير على الحكام ، وهذا عكس المكانة المرموقة التي يتمتع بها "ريكارد" في انكلترا ، حيث تحرص كبريات الصحف اللندنية على متابعة كل كبيرة وصغيرة عنه ، وتفرد له صفحاتها بشكل مستمر لاستقراء أفكاره وطرح الرؤى الكروية التي يتمتع بها هذا المدرب الناجح .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف