رياضة

الأهلي والصفاقسي في مباراة المفاتيح المغلقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأهلي والصفاقسي في مباراة المفاتيح المغلقة
bull;المباغتة والتوفيق يحسمان البطولة والمنطق غائب
bull;رهانات جوزيه في قدرة أبو تريكة على هزيمة رقيبه
bull;المحجوبي يتفوق على البرتغالي في قراءة أفكار منافسه


بهاء حمزة من دبي: ربما لم يشهد نهائي إفريقي منذ سنوات طويلة لقاء قليل المفاتيح داخل ارض الملعب وخارجه مثل لقاء الليلة بين الذي يستضيفه ستاد رادس في العاصمة التونسية بين الصفاقسي صاحب الأرض والحماس والطموح الجارف في تحقيق أول لقب في البطولة خلال تاريخه وبين الأهلي صاحب التاريخ الحافل بالبطولات والإنجازات، ذلك أن نتيجة اللقاء الأول الذي انتهت بالتعادل الايجابي وظروف غياب عدد من اللاعبين عن الناديين خصوصا الأهلي جعلت الخيارات المتاحة للفريقين وجهازيهما الفنيين محدودة لدرجة عدم وجود خيارات تقريبا.

نبدأ بصعوبة النتيجة التي انتهى إليها اللقاء الأول وهي التعادل الايجابي وهي تبدو نظريا في صالح الصفاقسي في مباراة اليوم حيث يكفيه التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة لحسم اللقب كما يمكنه اللجوء إلى ضربات الترجيح إذا انتهت المباراة بالتعادل الايجابي فيما يحتاج الأهلي إلى الفوز بأي نتيجة أو التعادل بهدفين أو أكثر، ورغم أن التاريخ يؤكد أن الأهلي لم يسبق له أن سجل هدفين في ارض تونسية طوال مشاركاته في البطولات الأفريقية المختلفة كما لم يسبق له الفوز هناك وكانت أفضل نتائجه الفوز على مستقبل المرسى نادي الدرجة الثانية في الدور الأول لبطولة كأس الكؤوس عام 1985 بهدف للا شيء من ضربة جزاء سجلها مجدي عبد الغني، إلا أن نفس التاريخ يقول أن الفرق التونسية لم تنجح كثيرا في الفوز على الأهلي في تونس وفي الحالات القليلة التي حدثت لم يكن الفوز بأكثر من هدف وكان أخرها فوز الصفاقسي نفسه على الأهلي في دور الثمانية لهذه البطولة.

المباغتة هي الحل"

كيف سيلعب الفريقين؟ سؤال تبدو إجابته واضحة على الورق وفقا لحسابات المنطق وهي أن يلجأ الصفاقسي للهجوم العاقل فيما يعمد الأهلي إلى تكثيف تواجده في نصف الملعب لتضييق المساحات مع فرض رقابة على النفطي ابرز وامهر لاعبي الصفاقسي مع الاعتماد على الهجوم المرتد اعتمادا على مهارة أبو تريكة ومتعب وسرعة فلافيو، لكن إذا سلمنا أن المنطق لم يكن أبدا من مفردات كرة القدم فان الفائز في لقاء اليوم في تصوري سيكون صاحب المباغتة وهو أمر يعتمد كليا على نجاح مدربي الفريقين في قراءة أفكار منافسه وإرباكها وهذه المهارة للحق يتفوق فيها المحجوبي على جوزيه مدرب الأهلي الذي بدا في مباريات كثيرة جدا معتمدا على قدرة وكفاءة لاعبيه وليس على تكتيكاته بدليل عجزه الفني الواضح جدا في لقاء الذهاب حين غاب التوفيق عن أبو تريكة ومتعب، ولهذا ربما يعمد الصفاقسي إلى المباغتة الهجومية منذ بداية اللقاء لإرباك الأهلي ومحاولة التسجيل مبكرا لوضع منافسه تحت ضغط مضاعف حيث سيكون الأهلي مطالبا بالتقدم إلى الهجوم وفتح المزيد من الثغرات في دفاعه الذي يعاني افتقاده لاختبارات حقيقية طوال عامين ويخطا لاعبيه بسهولة إذا تعرضوا للضغط كما حدث في لقاء العودة مع اسيك أبيدجان.

وفضلا عن الفوائد السابقة ستؤمن البداية الهجومية للصفاقسي من ترك المبادرة للأهلي الذي سيحاول الاندفاع هجوميا في البداية وهو ما يتناسب مع شخصية جوزيه المغامرة.

أبواب بلا مفاتيح:

كما قلت في بداية هذا التحليل أن لقاء اليوم يفتقد للمفاتيح داخل وخارج الملعب حيث لا يملك الصفاقسي سوى النفطي كمفتاح لعب هجومي مميز أو على الأقل هذا ما ظهر في لقاء الذهاب، ومن المؤكد انه سيخضع لرقابة لصيقة في مباراة الليلة الأمر الذي يعني ببساطة أن نجاح المحجوبي في حسم اللقاء لمصلحته يتوقف على قدرته في خلق مفاتيح لعب أخرى يفاجيء بها الأهلي لكن لا يبدو انه يمتلك هذه الميزة كما أن دكة بدلاء الفريق لا تضم لاعبين سوبر يمكنهم تغيير النتيجة حال نزولهم وهو ما سيزيد الضغط على المحجوبي إذا لم يسير سيناريو اللقاء كما خطط له.

في المقابل يفتقد الأهلي في لقاء رادس اغلب مفاتيحه الهجومية للإيقاف أو للإصابة مثل بركات وشوقي وعماد النحاس جيلبرتو الانجولي ما يلقي بالعبء كاملا على أبو تريكة الذي لن يجد مساحة واسعة للحركة مثلما حدث في لقاء الذهاب، والمشكلة أن الأهلي يفتقد تقريبا لأي لاعب يمكنه القيام بهذا الدور في تشكيلته للقاء الليلة حيث لا يتمتع أفراد الدفاع بمهارة صنع اللعب ولا لاعبي الارتكاز حسن مصطفى وحسام عاشور ما يعني أن جوزيه سيضع رهاناته كاملة على توفيق أبو تريكة وقدرته على هزيمة رقيبه التونسي.

وهذا الواقع يشير بوضوح إلى أن المهمة ليست سهلة أو أن المباراة محسومة قبل بدايتها كما يعتقد بعض مشجعي الصفاقسي والأسوأ أن التعادل الايجابي في لقاء الذهاب رغم انه أفضل نتيجة حققها فريق أمام الأهلي في القاهرة في نهائي أي بطولة افريقية ( كان تعادل الأهلي وكوتوكو في نهائي 1983 سلبيا هي الأفضل سابقا) من شأنه أن يربك حسابات الفريق التونسي المكافح لمباراة الليلة ما بين التامين الدفاعي استغلالا لاحتمال التعادل السلبي أو الاندفاع الهجومي لتسجيل هدف أو أكثر ينهي اللقاء إكلينيكيا حسب التعبير الطبي المشهور لأن لكل الطريقتين مخاطرها خصوصا أمام فريق بقوة الأهلي، فاللجوء لتقفيل الملعب واللعب على التعادل قد يكلف الفريق اللقب الغالي إذا نجح الأهلي في خطف هدف وهو وارد جدا لما يملكه من قوة هجومية وعندها قد يصعب جدا التعويض بالنظر إلى قلة خبرة لاعبي الصفاقسي إضافة إلى الضغط النفسي الرهيب الذي سيعانيه أمام جمهوره، وكذلك الاندفاع الهجومي سيؤدي إلى فتح المساحات في دفاعه أمام فريق يملك لاعبين يتميزون بالسرعة في التحرك والتمرير والمهارات العالية، والطريف أن في الحالتين سيكون مراد المحجوبي المدير الفني الكفء الهدف الأول للانتقادات إذا لم تكلل المباراة بفوز فريقه حيث سيلام على اختياره أي من الطريقتين بينما كان أمامه الطريقة الأخرى مثلما هي عادة النقاد العرب بينما لو كانت المباراة الأولى انتهت بخسارته فلن يكون أمام الصفاقسي إلا حل وحيد هو الهجوم المكثف للتعويض الأمر الذي يريح الجميع مهما كانت النتيجة.
أما الأهلي فرغم حاجته للهجوم والتسجيل إلا أن المنطق يقول انه لن يغامر بالاندفاع الهجومي من بداية اللقاء حرصا على عدم تلقي شباكه هدفا يزيد مهمته صعوبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف