البلجيكي كومباني جوهرة سمراء طريقها النجومية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل : لم تعرف الملاعب البلجيكية لاعبا مثل أنزو شيفو لا في الماضي الذي سبق الأسطورة البلجيكي, ولا في السنوات التي تلت اعتزاله عام 2000 عن 34 عاما, عاجزا عن مقاومة إصابة قوية ليبقى الملهم الوحيد في بلاده, حتى الآن, الذي روض الكرة وأعطاها الكثير من موهبته الفذة.لكن نجما جديدا بدأ يبزغ في الأفق, يُنظر إليه على أنه جوهرة الشياطين الحمراء (المنتخب البلجيكي) في المستقبل القريب, يوصف أنه عبقري خطت قدماه طريق النجومية دون غيرها, فتفتحت عليه أنظار متعددة فيها الكثير من الإغراء الكروي, فكان خياره اللعب تحت راية هامبورغ الألماني قادما من الفريق الأشهر في بلاده اندرلخت.
بدأ فينسان كومباني حياته الاحترافية, على الورق وعلى الأرض, باكرا حين وقع في تموز/يوليوعام 2003 وهو في السادسة عشرة من عمره أول عقد له مع اندرلخت, خاض بعدها بشهر واحد أول مباراة رسمية له مع الفريق, فأثر كثيرا في المراقبين والمتفرجين بمميزاته البدنية - طوله الآن 1,90 متر ووزنه 85 كلغ - وبنضجه التقني والمهاري في الملعب.
وزادت قيمة اللاعب في نظر المراقبين كونه "جوكر" في الخطوط الدفاعية إذ يستطيع أن يشغل أي مركز فيها, حتى الأكثر حساسية, أي قلب الدفاع, علما أن هذا المركز الدفاعي يتطلب الكثير من المواصفات القيادية والمهارية والنضج الكروي.
ويواصل كومباني طريقه صعودا في عالم الكرة, وتكثر مميزاته التي تُنبئ عن نجم قادم لا محالة, وهذه القراءات تنبع من مقوماته الهائلة من السرعة الفائقة والذكاء والقوة, إضافة إلى سهولة تطويعه للكرة ومرونته ورشاقته مما يعطيه ميزة تغيير اتجاهاته الحركية بسرعة وإتقان قل نظيرهما, مما يولد متعة خاصة لمشاهدته يصول في المستطيل الأخضر, حيث يمنح فريقه ومشجعيه إحساسا بالأمان والثقة حينما يلعب.
ونظرا لقيمته العالية فإن وجوده أساسيا بصورة دائمة ضمن تشكيلة منتخب بلاده لا يطرح أي علامة استفهام, بل العكس يدعو للتساؤل إذا ما غاب, خصوصا متى علمنا أن كبرى نوادي أوروبا قد غازلت هذا اللاعب طمعا في الحصول على خدماته, منها مانشستر يونايتد الإنكليزي وبرشلونة الإسباني وليون الفرنسي وغيرها.
لكن رغم العروض الكبيرة التي انهالت عليه, والتي تعتبر حلم أي لاعب كرة قدم, فإن البلجيكي اختار قبول عرض هامبورغ الألماني ثالث الموسم الماضي, والذي يعاني كثيرا هذا العام, إذ يقبع حاليا وصيفا للقاع, وهو مهدد إذ لم تتدارك الأمور أن يهبط إلى الدرجة الثانية.
وقد يفاجأ الجميع بعد كل ما قلناه عن هذا اللاعب, بأنه لم يقبل اللعب إلا لهامبورغ, لكن الجوهرة البلجيكية السمراء يرى الأمور من زاوية مختلفة, فرغم نضجه كلاعب وتقدم عطاؤه على سنه, إلا أنه لا يرغب في زج نفسه في فرق كبيرة الضغوط فيها عالية جدا, فكان قراره أن يواصل اكتساب الخبرة في مكان يقل فيه الضغط عن أماكن أخرى, وهذا ما يفسر خياره, الذي سيكون مختلفا في السنوات القريبة القادمة خصوصا أن لاعبا مثله, إذا ما استمر على ما بدأ عليه, مكانه الطبيعي لن يكون إلا مع أحد آلهة الكرة العالمية.