إيلاف تعرض الحصاد الكروي لعام 2006

إيلاف تعرض الحصاد الكروي العالمي لعام 2006
الطليان شمخوا بكأس العالم رغم الفضائح .. ونطحة زيدان خطفت الأضواء
"البارسا"ملك الكرة الأوروبية.. وكأس العالم للأندية لاتينية
الأهلي المصري يعانقالعالمية بالمركز الثالث والبطولة الإفريقية

محمد حامد - إيلاف : قبل أن يغادرنا عام 2006 الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة هذه الأيام، نقدم لقراء "إيلاف" ملف الحصاد الكروي الأوروبي والعالمي، بداية من بطولة كأس العالم التي أعطت العام الذي يوشك على الرحيل مذاق كروي مميز، كما نسلط الضوء على الملف الأكثر جدلية وإثارة للتساؤلات، وهو ملف الكرة الإيطالية في عام 2006 ... ملف الإنكسار والإنتصار، ملف العار والشعور بالإفتخار، ملف المتناقضات، حيث كانت المقدمات كارثية مع الفضيحة المدوية، وياله من تناقض حينما جاءت النهايات بالمفاجأة السعيدة التي تقول إيطاليا بطلة كأس العالم، وستظل هي البطلة حتى عام 2010، ثم نعطي نبذة صغيرة عن النجم المتوج بكل ألقاب العام وهو "كانافارو"، ونعرج بعد ذلك على بطولات أوروبا للأندية لنلتقي مع الملك المتوج "برشلونة"،كما نسلط الضوء على أبطال البطولات المحلية (الدوري والكأس) في عام 2006في كبريات الدول الأوروبية، وختام جولتنا سيكون عن كأس العالم للأندية التي أستطاعت أندية أمريكا اللاتينية أن تجعل منها بطولة عصية على الأندية الأوروبية، كما نتناول الإنجاز التاريخي للأهلي المصري الذي طرق أبواب العالمية من خلال أدائه في بطولة العالم للأندية ....

كأس العالم ... الحدث الأبرز

كأس العالم كان كأس العالم هو الحدث الأبرز في عام 2006، وحينما نقول كأس العالم لكرة القدم فإننا نتحدث عن البطولة الأكبر والأغلى والأهم في عالم الساحرة المستديرة، بل هي البطولة التي تتوقف من أجلها الحروب والمشاكل السياسية، وتتمخض عنها العديد من الظواهر الإقتصادية والإجتماعية، ويتفرغ الجميع لمتابعتها والاستمتاع بها على مدار شهر كامل، وقد كانت كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا أهم تظاهرة كروية في العام الحالي الذي يوشك على الرحيل، وهي البطولة الثامنة عشر التي يننظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم بصورة دورية كل أربع سنوات منذ عام 1930 (ماعدا بطولتي عام 1942 و1946 واللتان ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية). وقد أقيمت هذه البطولة بداية من 9 يونيو 2006 في ألمانيا وإستمرت الى 9 يوليو 2006 بمشاركة 32 منتخبا وطنيا بينهم دولتين عربيتين هما تونس و السعودية وتعتبر هذه البطولة المرة الرابعة التي يصل فيها الفريقان العربيان الى النهائيات.

كما كانت هناك دول وصلت لأول مرة الى نهائيات البطولة وهي: أنغولا و ساحل العاج و غانا و توغو و ترينيداد وتوباغو و أوكرانيا و الجمهورية التشيكية و صربيا والجبل الأسود. وقد أقيمت المباريات على ملاعب 12 مدينة المانية، وشهدت البطولة ايضا مشاركة الحكم العربي الوحيد من مصر "عصام عبد الفتاح" ضمن قائمة ضمت 10 حكام من أوروبا ، وثلاثة من أمريكا الوسطى، وخمسة من أمريكا الجنوبية ، وثلاثة من آسيا .

لحظة طرد زيدان عقب النطحة الشهيرة وقد نتج عن استضافة المسابقة الدولية توفير نحو 9000 وظيفة دائمة على اقصى تقدير , و زار المانيا خلال شهر المسابقة ما بين مليون و 15 مليون مشجع، وقدر عدد حاملي التذاكر الذين قدمو الى المانيا، بنحو 1.1 مليون شخص، و انفق هؤلاء على السلع و الخدمات والسفر والترفيه والطعام والوقود ما يصل الى 1.2 مليار دولار, وتراوح اسعار التذاكر ما بين 45 يورو للدرجة الرابعة في مباريات دور الـ16 و 600 يورو للدرجة الاولى في مباراة النهائي، وصل عائداتها الى 200 مليون يورو في حال اشغال 90% من مدرجات ملاعب مباريات المسابقة. وتشكل عائدات التذاكر القدر الاكبر من تغطية ميزانية اللجنة المنظمة لكاس العالم، التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، المقدرة بنحو 450 مليون يورو.

ونظرا للعدد الهائل من محبي الكرة الذين إجتمعوا في برلين لمشاهدة المباريات النهائية لكأس العالم، تخوف الناشطون المناهضون للعنصرية من ان يجد بعضهم انفسهم في اماكن غير آمنة. وممن عبر عن هذه المخاوف أوو كارستن هيو، وهو متحدث سابق باسم الحكومة، يترأس حاليا مجموعة ضغط مناهضة للعنصرية تطلق على نفسها اسم جزيخت تسايجن وقال هيو ان "هناك بلدات في براندنبرغ وغيرها حيث لا اتمنى ان يذهب احد بلون بشرة مختلف، فقد يلقى المرء حتفه هناك." دعت الشرطة الالمانية المحاكم الى عدم منح النازيين الجدد تصاريح بالتظاهر بالقرب من الملاعب التي تقام عليها مباريات كأس العالم. ومن الجدير بالذكر ان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت أنّ وزارة الداخلية اتخذت كل الإجراءات الضرورية لمواجهة كل طارئ.

وفي 9 يوليو 2006 و بعد نهائي مثير في أحداثه ونتيجته، توج منتخب ايطاليا بطلا لمونديال 2006 للمرة الرابعة في تاريخه الكروي بعد تغلبه على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح 5 ـ 3 اثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 ـ 1 على ملعب برلين الاولمبي وقد شهد اللقاء نهاية مؤسفة للنجم الكبير"زين الدين زيدان" حيث دفع برأسه في صدر المدافع الايطالي "ماتيرازي" في الوقت الاضافي من عمر المباراة ليخرج الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان أمام صدمة وذهول الجميع في ستاد برلين.

ملف الكرة الإيطالية في عام 2006 ... فضيحة مدوية يعقبها إنجاز تاريخي ...!!!

بعد عام حفل بالانجازات.. والسقطات علي حد سواء لكرة القدم الإيطالية يحاول مشجعو كرة القدم في إيطاليا في الوقت الحالي أن يستكشفوا ما قد يحمله المستقبل للعبتهم المفضلة بعد تتويج منتخبهم بكأس العالم 2006 بألمانيا وخيبة الأمل التي أصابتهم نتيجة فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي تفجرت منتصف العام.

تتويج إيطاليا بكأس العالم يري الكثيرون أن 2006 هو العام الذي قلب كيان كرة القدم الإيطالية فقد سارت الأمور في هدوء ودون أي مشاكل حتي مايو الماضي حينما فاز "اليوفنتوس" بلقب الدوري المحلي وهو السادس له خلال آخر عشر سنوات وحل الميلان في المركز الثاني وفشل إنتر ميلان مجددا في الفوز باللقب الذي لم يحرزه منذ 1989 وفي غضون أسابيع قليلة تغيرت مجريات الأحداث رأسا علي عقب حيث كشف ممثلو الادعاء النقاب عن فضيحة كبيرة قلبت الموازين كافة وغيرت نتائج مواسم بأكمله.

بناء علي مئات المكالمات الهاتفية التي تم تسجيلها نشرت الصحف الإيطالية الكثير عن الفضيحة وأحداثها المثيرة حيث اكتشفت إيطاليا نجاح بعض مديري ومسئولي الأندية في تعيين الحكام الذين يرغبون لإدارة مباريات فرقهم بالدوري المحلي وكيف سيطر مجموعة من السماسرة ووكلاء اللاعبين علي سوق الانتقالات عبر طرق غير مشروعة.

سقوط يوفنتوس

منذ البداية بدا أن "لوشيانو موجي" و"أنطونيو جيراودو" مديري نادي يوفنتوس سابقا هما الأكثر تورطا في الفضيحة كما وضح تورط أندية ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا مع عدد من الحكام ومسئولين رفيعي المستوي بالاتحاد الإيطالي للعبة.. وأسفرت التحقيقات التي أجراها الاتحاد الإيطالي بالتعاون مع ممثلي الإدعاء عن قرار قضائي يقضي بتجريد يوفنتوس من لقب الدوري الذي أحرزه الموسمين الماضيين وكذا هبوطه للمرة الأولي في تاريخ النادي إلي دوري الدرجة الثانية مع منح إنتر لقب الدوري الموسم الماضي.

خصمت الهيئة القضائية الرياضية التي تولت نظر قضية الفضيحة عددا من النقاط من رصيد الأندية التي تورطت في الفضيحة في بطولة الدوري بالموسم الجديد.

ورغم الصدمة الكبيرة التي تلقتها كرة القدم الإيطالية بهذه الفضيحة سارت الأمور بشكل طبيعي ولم يكن هناك أمر غريب في العقوبات التي فرضت علي الأندية.

لكن الغريب والمثير للدهشة حقا كان نجاح المنتخب الإيطالي في الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا في الوقت الذي سقطت فيه كل هذه الأندية وبعض لاعبي المنتخب أنفسهم في فخ فضيحة التلاعب خاصة وأن فوز المنتخب الإيطالي "الأزوري" باللقب هذه المرة لم يكن متوقعا بشكل كبير.. ولكن مارشيلو ليبي المدير الفني السابق ليوفنتوس الذي قاد المنتخب الإيطالي إلي نهائيات كأس العالم 2006 بنجاح شديد والذي ورد اسمه في الفضيحة نفسها وخضع للتحقيقات نجح أيضا في إبعاد اللاعبين عن جو هذه الفضيحة التي تضرب أنديتهم وعاد معهم بكأس العالم لإيطاليا للمرة الأول منذ .1982

عواقب وخيمة

بعد أن انتهت الاحتفالات بكأس العالم حلت لحظة العقوبات وبدأ المشجعون والأندية مرحلة المواجهة مع العواقب الوخيمة للفضيحة.. وكانت الأحكام الصادرة في غاية القسوة للأندية خاصة يوفنتوس الذي حرم من لقبين وهبط لدوري الدرجة الثانية وحرم من المشاركة الأوروبية بالإضافة لخصم عدد كبير من النقاط من رصيده في دوري الدرجة الثانية هذا الموسم.. وفرضت علي ناديي ميلان وفيورنتينا عقوبة خصم ثماني نقاط و15 نقطة علي الترتيب من رصيديهما في الدوري هذا الموسم ليفشل الفريقان هذا الموسم الذي اقترب من منتصفه في احتلال أحد المراكز المتقدمة بجدول المسابقة.

مع المركز المتأخر الذي يحتله فريقا ميلان وفيورنتينا في الدوري هذا الموسم أصبح موقف كليهما صعبا للغاية في التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل وهو ما يعني خسارة فائقة علي المستوي العالمي أيضا.. ولكن الخسارة قد تتضاعف بالنسبة للأندية الكبيرة مثل ميلان في ظل تفكير الاتحاد الإيطالي للعبة في اتباع نظام جديد في توزيع حصص المقابل المالي للبث التليفزيوني.

خسائر بالجملة

قال "أدريانو جالياني" نائب رئيس نادي ميلان وهو أحد الموقوفين للتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات إن النادي سيخسر نحو 40 مليون يورو "52 مليون دولار" إذا طبقت القواعد الجديدة التي تمنح امتيازات كبيرة للأندية الصغيرة.. وحصرت جيوفانا ملاندري وزيرة الرياضة الخسارة بأنها تبلغ عشرة ملايين يورو "13 مليون دولار" للأندية الكبيرة مثل ميلان وانتر ويوفنتوس الذي يبدو الأقرب للصعود إلي دوري الدرجة الأولي بنهاية الموسم.

ليس من المرجح أن تعاني هذه الأندية قصورا أو عجزا ماليا حيث تنتظرها زيادة في مقابل البث التليفزيوني الذي سيجلب لها نحو مليار يورو "3.1 مليار دولار" قبل عام 2010 بينما ستكون المشكلة الحقيقية في كيفية توزيع هذه المبالغ بين الأندية والنسبة التي يحصل عليها كل ناد .

كانفاروا متوجا بجائزة أفضل لاعب بالعالم كانافارو ... يواصل حصد ألقاب"الأفضل" في عام السعادة

قبل أن يفوز المدافع الإيطالي لفريق الريال"فابيو كانافارو" بلقب كأس العالم 2006 مع منتخب بلاده استطاع أن يحصل على لقب غير كروي أثناء البطولة وهو لقب "اللاعب الأكثر وسامة وجاذبية"، ومن بعد هذا اللقب إنهالت الألقاب الكروية على "كانافارو" وكأن الوسامة كانت بوابة العبور بالنسبة له نحو التألق الكروي، حيث فاز بلقب (اللاعب الجدير بالإنضمام إلى الريال، وقد كان) ... ثم فاز بلقب أفضل لاعب في أوروبا وفقاً لاستفتاء "الفرانس فوتبول" الفرنسية، ثم لقب أفضل لاعب في العالم وفقاً لمجلة "وورلد سوكر"الإنكليزية، وأخيراً جاء التتويج الكبير بالفوز باللقب الأهم وهوأفضل لاعب في العالم لعام 2006 وفقاً لاستفتاء "الفيفا" الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقد شهدت دار الأوبرا بمدينة "زيورخ" السويسرية في ليلة الثامن عشر من الشهر الحالي أحداث هذا التتويج الذي لن ينساه "كانافارو" وعشاق الريال وكل عشاق الآزوري ...

البارسا الملك المتوج باللقب الأوروبي الأكبر، وسيفيليا يمنح اسبانيا لقب كأس الاتحاد والسوبر...

تتويج برشلونة استطاعت كتيبة النجوم في فريق "برشلونة" اقتناص لقب دوري أبطال أوروبا من بين أنياب جميع الأندية الأوروبية، وما أدراك ما الأندية الأوروبية، وكم هي بطولة غالية التي يستطيع أحد الأندية أن ينتزعها من كل هؤلاء الكبار... (الميلان- اليوفي- تشلسي - بايرن ميونخ - مانشستر يونايتد - ليفربول -أرسنال- ليون- ريال مدريد) حتى وإن خرج بعض هؤلاء الكبار مبكراً، وقد توج "البارسا" باللقب بعد الإنتصار على الأرسنال الملقب بفريق "المدفعجية"في نهائي الأحلام بهدفين لهدف،وقد شهد ستاد "سان دوني" في عاصمة الجمال "باريس" على أحداث هذه الليل لتاريخية للبارسا، وتعد بطولة دوري الأبطال الأوروبي من أهم البطولات الكروية وتحظى بمتابعة عالمية تجعلها في مقدمة البطولات الكروية على مستوى العالم.

كما استطاع "سيفيليا" أن يمنح أسبانيا اللقب الأوروبي الآخر للأندية وهو لقب بطولة"كأس الإتحاد الأوروبي" بعد مشوار رائع كان ختامه بالإنتصار على "مدلسبره" الانكليزي والظفر باللقب الذي دفع به إلى مواجهة "برشلونة" في قمة أوروبية بأقدام أسبانية في كأس السوبر الأوروبية.. واستكمل "سيفيليا" إنطلاقته واستطاع أن يفوز باللقب الذي يخول له التربع على عرش الكرة الأوروبية، حيث أنه قاهر الأبطال سواء في دوري الأبطال أو في كأس الإتحاد .

البطولات المحلية في كبريات الإمبراطوريات الكروية في أوروبا ...

حينما نتحدث عن الدوري الإنكليزي أو الأسباني أو الإيطالي أو الألماني فإننا نتحدث عن بطولات محلية في نهاية المطاف، ولكنها أصبحت لها جماهيرية تدفع بها إلى مصاف البطولات العالمية من حيث المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية في كل دول العالم، ولذلك رأينا أن نعطي الفرصة لذاكرتنا لكي تستعيد أسماء الأبطال الذين توجوا بلقبي الدوري والكأس في كبريات الدول الأوروبية في عام 2006، حيث يبرز لنا فريق "البلوز" -تشلسي- في إنكلترا، والبارسا "في أسبانيا، والبايرن في ألمانيا،وليون في فرنسا .... لكي تثبت لنا هذه الأندية بما لا يدع مجال للشك أنها أندية كبرى وأن بطولات الدوري لا تذهب إلا للكبار، حيث أنها بالفعل بطولات النفس الطويل والخبرات العميقة، على العكس من بطولات الكأس التي يستطيع الكثير من الأندية المتوسطة بل والصغيرة أحياناً الظفر بلقبها .... والجدول التالي يوضح لنا ذلك، ويوضح حصاد أوروبا المحلي في عام 2006 ... كما يوضح لنا أهم البطولات الأوروبية القارية ...

المسابقات الأوروبية في عام 2006المسابقةالبطلالفريق المنافسبطولة دوري أبطال أوروبابرشلونة الأسبانيالأرسنال الإنكليزيكأس الإتحاد الأوروبيسيفيليا الأسبانيمدلسبره الإنكليزيكأس السوبر الأوروبيسيفيليا الأسبانيبرشلونة الأسبانيكأس أوروبا تحت 21 عامهولنداأوكرانياكأس أوروبا تحت 19 عاماسبانياسكوتلنداكأس أوروبا تحت 17 عامروسياجمهورية التشيك