رياضة

مثقفون يتحدثون عن المونديال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثقافة والرياضة بين الخصام والوئام
مثقفون يتحدثون لـ"إيلاف" عن الرياضة وكأس العالم
الرياضة فرصة نادرة للتعريف بجميع أوجه الثقافة
الرياضة تتراجع أمام الثقافة والحسرة على من يحب الرياضة

سلوى اللوباني من القاهرة: تواصل "إيلاف" تسليط الضوء على الحدث الرياضي العالمي الكبير وهو مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه ألمانيا بدءاً من التاسع من الشهر المقبل، ولمدة شهر كامل، فبعد العرض الشامل والكامل لحيثيات المونديال ومجموعاته ومنتخباته، ومرورا بعرض توقعات وآمال الشارع العربي لهذا الحدث الكبير، كان لنا متابعة هذا الحدث من وجهة نظر وآراء المثقفين والأدباء الذين أثروا لـ"إيلاف" بما يجول بخطرهم رياضيا وليس كعادتهم نثراً أو شعراً.

وسألت " إيلاف" عدداً من الشخصيات الأدبية والثقافية العربية بمناسبة كأس العالم، في محاولة لجذب قلمهم وفكرهم ولو لفترة بسيطة بعيداً عن الهموم السياسية والاجتماعية والدخول بهم الى عالم الرياضة، لمعرفة مدى اهتمامهم بالرياضة، وماهية العلاقة بين الثقافة والرياضة.

وحقيقة من امتنع منهمعن المشاركة دون ذكر الاسباب، وكانت النسبة الأكبر من الشخصيات الادبية النسائية، والبعض راح يقول عدم اهتمامه بالرياضة بتاتاً، ومجموعة منهم وافقت على المشاركة وأدلت بدلوها في هذا السياق.

وهم: الكتاب حسين سليمان "سوريا" ومقيم في أمريكا، نبيل فهد المعجل "السعودية"، سامي البحيري "مصر" ومقيم في أمريكا، الروائي محمد العشري "مصر"، والشعراء نصر جميل شعث "فلسطين"، محمد نجيم "المغرب"، عمر شبانة "الاردن"، والصحفي محمد نبيل "المغرب"، وجاءت الاجابات متنوعة وكل عبر بطريقته الخاصة عن العلاقة بين الثقافة الرياضة.

الكاتب والروائي حسين سليمان: الرياضة تتراجع أمام الثقافة

سؤالك عن الرياضة وارتباطها بالثقافة سؤال عميق، وبالنسبة للعلاقة كما أرى بين الثقافة والرياضة، وأقصد هنا رياضة الجماهير والملاعب التي تضم حشوداً هائلة تتابع لعبة ما، هي علاقة معكوسة فطالما هناك حضور ثقافي كبير في المجتمع، فالرياضة ستتراجع إلى المرتبة الثانية، حيث الثقافة والأدب منها بشكل خاص، هي محاولة للتعرف على روح الانسان.

فان ألماني يجري بعض التحضيراتفي إطار استعدادت بلاده لاستضافة المونديال أما الرياضة فهي محاولة التعرف على قدرة الجسد وحدوده وإمكانياته، لهذا كانت الرياضة الجماهيرية وانتشارها مبشراً لموت الحضارة وانهيار المدنية، وكما أن بداية الحضارة تبدأ بالأدب، فإن نهايتها أيضا تمر من خلال الرياضة وكأس العالم، والخطوات هنا تكون من الروح إلى الجسد، حيث الأخير محدود القدرات وله عمر ينتهي بالموت.

أما عن نهائيات الكأس العالم فأنا لا أملك رأياً بكأس العالم الحالي، ذلك لأنني لا اتابع ألعاب الكرة، حيث في الولايات المتحدة لعبة كرة القدم غير منتشرة جماهيرياً، ولا ينتبه لها الناس، منذ فترة اطلع بشكل سريع واقرأ في إيلاف أن هناك مباريات لكرة القدم،.... يا لجهلي هل هي لدوري كأس العالم؟.

الكاتب سامي البحيري: أرجو من إيلاف أن تعرض أهداف مباريات كأس العالم.

لست أدرى متى بدأت لعب كرة القدم فى حواري القاهرة، كما أني لا أذكر متى بدأت المشي والجري، وإن كان هناك إرتباط بين الرياضة والثقافة، فلا يوجد خير من المثل القائل "العقل السليم فى الجسم السليم"، ولا يمكن أن يكون لنا جسم سليم بدون ممارسة الرياضة، وأي مثقف لا بد أن يكون لديه عقل سليم، وأنا فلسفتي في الحياة هي أغنية عبد الحليم حافظ:

"ضحك ولعب وجد وحب" وكان يقول فى أحد مقاطع الأغنية ضحك شوية..لعب شوية...جد شوية...وحب كثير...،فلا بد لنا من أن يكون هناك شوية لعب!! والرياضة هي جزء من الثقافة، والمثقف الكامل لابد وأن يكون قد مارس اللعب فى حياته، لأن اللعب هو جزء من التركيب النفسي للإنسان.

وللعلم فإن أول مرة سمعت عن كأس العالم كان فى عام 1966 والذى تمت مباراته فى إنكلترا، وفازت به إنكلترا أيضاً بعد تغلبها على ألمانيا في المباراة النهائية، ومن يومها وأنا أتابع مباريات كأس العالم، وكل أربع سنوات أصاب بحسرة عندما يفشل فريق مصر التأهل لكأس العالم، ففي حياتي لم يتأهل منتخب مصر سوى مرة واحدة (عام 1990)، والذي تمت مبارياته فى ايطاليا.

وفى الحقيقة أنني كنت فى هذا الوقت في أمريكا، وشاهدت أحد المباريات فى الملعب، وأذكر أنها كانت بين أيرلندا ونيجيريا، وكوني أعيش فى أمريكا حالياً، ونظراً لفارق التوقيت، فإن المباريات دائماً تتم في وقت ان إما أكون فى العمل، أو فى النوم، لذلك فإنني سوف أتابع المباريات من خلال الإنترنت.

وأرجو من إيلاف أن تفدم خدمة جديدة لقرائها خلال كأس العالم، وهي أن تعرض أهداف المباريات.

الكاتب نبيل فهد المعجل: الرياضة فرصة نادرة للتعريف بجميع أوجه الثقافة

شعار وكأس المونديال تعريفي للثقافة أنها تدوين لكل الحراك الاجتماعي والديني والادبي والعلمي والفني، وأيضاً الرياضي وغيرها، عندما نقول انسان مثقف أي أنه مهتم بكل ما من شأنه الارتقاء بمجتمعه من خلال تفاعلاته مع أفراد المجتمع كافة، فهناك مثقف له اهتمامات ادبية خالصة ويهمه الارتقاء بأدبه المحلي، وهناك مثقف آخر له اهتمامات دينية ويهمه بالتالي الارتقاء بفكر المجتمع الديني، ومثقف يهتم بالرياضة يريد لمجتمعه أن يتحلى بثقافة رياضية، تساعده على الارتقاء الى مصاف المجتمعات المتقدمة في المجال الرياضي، وعن طريقها يرتقي أدبيا وعلميا وفنيا وايضا دينيا، ودليل على ذلك التنافس الرائع والراقي في مسابقات الألعاب الأولمبية، والتي تعتبر فرصة نادرة للتعريف بجميع أوجه الثقافة للمجتمع من خلال المشاركة الفاعلة وليس المشاركة الرمزية. كما أن الرياضة خلقت ثقافة جديدة لدى الرياضي وغيره على حد سواء، من خلال تبادل الخبرات بين المجتمعات، وذلك عن طريق مشاهدة رياضيين من محتلف الاعراق والأديان والأعمار، يتنافسون في مابينهم، فالجمهور أصبح يصفق للرياضي المتمكن رياضياً وأخلاقياً، أيا كان عرقه ودينه وجنسه، مما يساعد مع مرور الوقت على ردم الفجوة الثقافية بين الشعوب، أليست هذه هدفاً من أهداف الثقافة؟

أما بالنسبة لكأس العالم تظاهرة رياضية لم أنقطع عن مشاهدتها منذ عام 1970 وكنت حينها صغيراً، وأهداف البرازيل الأربعة في مباراته النهائية مع إيطاليا لا تزال راسخة حتى الان.

والمنتخبات المفضلة لدي (السعودية، تونس، البرازيل، الارجنتين، هولندا، وايطاليا)، شهر كأس العالم بالنسبة لي شهر كأس عالم فقط، له الأولوية فوق كل اولوية سابقة، ولا يستطيع أحد أن يعكر علي صفاء هذا الشهر، قمت من الآن بتجهيز مكان خاص بي لمشاهدة المباريات، ومن يريد الجلوس بجانبي عليه أن يتقيد ببعض الشروط منها، عدم الإزعاج، وعدم لمس الريموت كنترول، وعدم المرور امام التلفزيون، وغيرها من الامور مع تشجيعي لعائلتي بالمشاركة الجادة في النقاش.

الشاعر والناقد نصر جميل شعث: حماس محلّ الأهلي وفتح محل الزمالك

أشارك في الاستطلاع بمناسبة كأس العالم، لكن ليس بعيداً عن همومنا السياسية والاجتماعية، هناك علاقة بين الثقافة والرياضة، ولكن الواقع يفرض علي كفلسطيني أن أجيب على سؤال آخر وهو ما العلاقة بين الأحزاب والرياضة؟ في عهد مضى كان الشعب منقسماً بين مؤيد ومعارض لفريقي الأهلي والزمالك المصريين.

وأما الآن، فاهتمام الشارع الفلسطيني تحوّل عن الروح الرياضية الجميلة إلى التنافسات الحزبية المقيتة؛ فحلت حماس محلّ الأهلي وحلت فتح محل الزمالك، في إشارة الى انشغال الشارع بكل ما هو غير ترفيهي، أما عن العلاقة بين الثقافة والرياضة، فأرى أن صورة العلاقة لا يمكن تأملها بمعزل عن علاقة الثقافة بالسياسة، وعلاقة الأخيرتين بالرياضة، وكنت قد عبرت عن ذلك في مقالة سابقة بالقول "وفق نظرية الماثلة، إن الصراع في لعبة كرة القدم على الهدف هو مماثل من حيث هو صراع، للصراع السياسي والثقافي.

هذا إذا تعاملنا مع الثقافة بوصفها أداة لفرض هيمنة ثقافة على ثقافة أخرى، و إذا علمنا ان أهم مظاهر العولمة تمرر وتسدد في ملاعب ومرامي الشعوب بوصفها خطابا ثقافيا، وعلى الصعيد الشخصي أنا أحب الرياضة، وأتابع مباريات كأس العالم، متابعة ثقافية، استهدف من خلالها التسلية والتساؤل بالتأكيد.

الروائي محمد العشري: الاستفادة من كأس العالم ثقافيا

جمهور بكل اللغات والألوان متعطش للمونديال كنت أفضل أن يكون السؤال، كيف نستفيد من دورة كأس العالم ثقافياً؟
لِمَ لا تسعى دور النشر لترتيب ووضع إعلانات عن كُتب وروايات، مثل كل ما يتم الإعلان عنه والترويج له بشكل مستفز، يكاد يخنق المشاهد والمتابع للحدث؟ في ظني أن ما ينقص الثقافة الآن ،هو الإعلان عنها والترويج لها بشكل عملي، يحبب القارىء والمشاهد العادي في الكتاب والأحداث الثقافية، صحيح أن الكثير من البلدان الغربية لا تحتاج إلى ذلك، لكن في عالمنا العربي بات كل شىء مقرون بالإعلان وفن التسويق للسلعة، والكتاب أحد السلع اليومية، التى يحتاجها الإنسان، إذا تيسر له الحصول بشكل سهل سيقتنيه ويقرأه، ربما يحتاج الأمر إلى نظرة أوسع للتعامل مع الكتاب، والإستفادة من دور النشر الغربية ودور الوكيل الأدبي في المبدع، الذي يسهل الكثير ولا يعرفه حتى الآن الكاتب العربي.

الصحفي محمد نبيل: الرياضة وسيلة للتبادل الثقافي

العلاقة بين الثقافة و الرياضة وطيدة، حيث يمكن التطرق اليها من خلال علاقة الأخلاق الرياضية، والتثاقف، والتواصل بين الشعوب، والرياضة وسيلة للإتصال والتبادل الثقافي بين الشعوب، واناحقيقة لا اتابع إلا بعض المباريات التي أعرف انها ستتضمن لمسات فنية من قبل اللاعبين.

الشاعر محمد نجيم: الحسرة على من يحب الرياضة

أنا لا أحب كرة القدم وأتحسر على من يحبها بل ويعبدها، وهو المسكين الذي لا يعرف أنه أصبح رقما من الأرقام، التي تحرك بورصات العالم، لا يعلم أنه بمشاهدته كرة القدم سيشاهد فقرات كثيرة ومملة من الإشهارات، التىاإحتار أمامها فوكو، وغلدمان، وديسوسير، وشومسكي.

هذه الإشهارات التى تمرر للمشاهد من طرف شركات عابرة للقارات، وهي المسير الفعلي والمحرك الأساسي لأي فرقة من الفرق التى تتكاثر كالفطر في حين ينقرض الكتاب والشعراء، المشاهد "القطيع" حسب تعبير المفكر الكبير إريك فروم، تحركه ركبة رولاندو، ورولاندينو وغيره، مثلما تحركه مؤخرة راقصة كليب من كليبات نساء، لا يعلم الشنفرى والحطيئة وإبن نواس وديك الجن من أين جئن.

أنا لا أحب كرة القدم، ولا يمكن أن أنساق وراءها في يوم من الأيام، ولا يهمني أن تتأهل دفاع أزمور، أو حسنية فجيج، أو الزمالك الهندية، أو الأهلي الصيني.
لكن يهمني أن أقرأ جديد الجابري، وطه عبد الرحمن، وحميش والمرنيسي، يهمني أن أستمتع بنصوص قوية لمحمد بنيس، ويوسف المحيميد، وسليم بركات، ومحمود درويش، وإبراهيم الحسين، ومحمد برادة، وأحمد أكتوعة، وحميد زيد، وجمامة حداد، وفرنز كافكا، ومارغاريت دوراس، وإبسن، وديكنز، وشكسبير، وبريخت، ورامبو، وشيللي، والماركيز دوساد.

لا يهمني ان أشاهد الأهلي الكوبي ضد الوداد الكوبي، لكن يهمني ان أشاهد لوحات بيسارو ورودان وفان جوخ وبيكاسو، ولا يهمني ان أسمع صرخات محبي النهضة الوجدية، ولكن يهمني أن أستمتع بألحان موزارت وباخ وتوسكانيني وتشايكوفسكي وفاغنر وبيتهوفن وهايدن، يا شعراء لن أقول لكم إتحدوا، فالوحدة لا تصنع الشعر، لكن أقول لكم إتحدوا ضد هذا الخطر القادم....كرة القدم.

مجسم للكرة التي ستستخدم في المونديال الشاعر عمر شبانة: الرياضة لم تعد شأنا رياضياً

ابتداء أنوه إلى الموعد الدوري، كأس العالم، الذي ينتظرنا كل أربع سنوات، وأتساءل ما إذا كان موعدا للرياضة وحسب؟ أم ثمة ما يقف وراء هذه الرياضة أو أمامها؟ لا أتحدث هنا عن نظرية للمؤامرة، أنا أحب كرة القدم والكرة الطائرة، وإلى حد ما "البونغ بونغ"، وكرة المضرب النسائية التي تعرفت عليها في طفولتي حين كنا، نحن أبناء الأحياء الفقيرة، نقطع مسافات إلى أحد أحياء الأثرياء، لنشاهد فتيات بملابس بيضاء قصيرة "ينحنين" على كرة صغيرة ويقذفنها نحو الخصم، لذا فلست معادياً للرياضة، بل إنني أتابع ما أستطيع من مباريات كأس العالم.

لست ممن يصخبون مع اقتراب الهدف أو تحقيقه، أتفرج بمتعة وبلا انحياز تقريبا، شجعت إيران ضد أمريكا قبل حوالي ثماني سنوات، ولا أعرف من سأشجع هذه الدورة، لكنني سأختار في الوقت المناسب الفريق المناسب، والمسألة ليست فقط في ما يقال عن أهمية الرياضة، لكون العقل السليم في الجسم السليم، بل تتعداها إلى ما صارت إليه الرياضة من عوامل التأثير في حياتنا وثقافتنا، في مكونات شخصيات أجيال كثيرة، وخصوصا منذ ما يقارب ربع القرن على الأقل، لأنها باتت مسألة تتدخل فيها السياسة ويؤثر فيها الاقتصاد، كما تؤثر هي في كلا العاملين السياسي والاقتصادي، وبالتالي الثقافي للعالم، فلا ثقافة من دون سياسة واقتصاد، والرياضة لم تعد شأنا رياضيا، بل هي تجارة وإعلانات وفضائيات وبث حصري تجعل منها مادة استهلاكية بامتياز، هل هذا يجعلها ضد الثقافة؟ لا بالطبع، ولكنها باتت المنافس الذي يهدد الثقافة، ويثير غيرة أكبر المثقفين من أصغر لاعب كرة قدم في العالم.


salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف