رياضة

هجرة النجوم تبقي الدوري الالماني بلا لمعان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: لا يختلف اثنان حول نجاح المانيا في تحويل انظار العالم اليها طوال شهر كامل عند استضافتها مونديال 2006، الذي اصر الالمان على اعتباره نقطة اساسية لاعادة انطلاق الكرة الالمانية في اتجاه التربع على القمة العالمية والاوروبية في المستقبل القريب. واعتبر المراقبون الالمان في مناسبات عدة انه يفترض الاستفادة الى ابعد الحدود من ايجابيات المونديال لاضفاء نكهة جديدة على الدوري الالماني "البوندسليغه"، الذي قلل متابعو البطولات الاوروبية في الاعوام الاخيرة من اهميته مقارنة بالدوري في انكلترا وايطاليا واسبانيا.

ويبدو واضحا ان الجماهير الالمانية تنظر بعين الاهتمام الى موسم مشوق بعدما انغمست بحمى المونديال الذي انهاه المنتخب الالماني في المركز الثالث، في موازاة تقديم رجال يورغن كلينسمان اداء هجوميا ممتعا، وهذا الامر اثنى عليه مدربو النوادي الذين قد يعمدون الى اعتماد صيغة كلينسمان لتقديم افضل العروض الممكنة لمشجعيهم المتعطشين لاستئناف مشوار البطولة.

من احدى مباريات الدوري الألماني وذكرت مصادر رسمية ان النوادي باعت ما يقارب ال358 الف بطاقة موسمية، وهذا رقم قياسي لم تشهده البطولة الالمانية طوال تاريخها، وهو مرشح للارتفاع مع تزايد الطلبات من قبل مشجعي الفرق المختلفة.

الا انه على الرغم من ان لغة الارقام تشير الى ان عنصر الحماسة كان حاضرا بقوة في "البوندسليغه" في المواسم القريبة الماضية عبر نسبة الاهداف المرتفعة والحضور الجماهيري المتزايد، اضافة الى بلوغ الاثارة ذروتها في ظل بقاء هوية ستة ابطال مجهولة حتى اليوم الاخير في المواسم العشرة الماضية، فإن النظرة الصيفية العالمية الى المانيا ستختلف عن نظيرتها الشتوية التي تبدو اكثر سلبية بسبب استمرار غياب الاسماء الرنانة عن الدوري المحلي.

وفي الوقت الذي نشطت فيه النوادي الاوروبية في اسواق العرض والطلب، لم تنجح نظيرتها الالمانية في اقتناص لاعب واحد من نجوم الصف الاول، مكتفية بالحصول على خدمات بعض المواهب المثيرة للاهتمام التي قد يكون لها شأن كبير في المستقبل، امثال المدافع البلجيكي فنسان كومباني المنتقل الى هامبورغ.
وتتمثل مشكلة الفرق الالمانية بعزوفها عن التعاقد مع ابرز نجوم الكرة من اصحاب الرواتب العالية، ومعلوم ان بعضها طرح اعتراضات متكررة على قيمة الرواتب الهائلة التي تدفع للاعبين.

ويتقدم بايرن ميونيخ المفترض ان يكون اكثر الاندية الالمانية جذبا للاعبين النجوم مبادرة تخفيض الاجور التي تشهدها البطولة المحلية قبل انطلاق الموسم الجديد للعام الثاني على التوالي، اذ وصل اجمالي تخفيضات النادي البافاري الموسم الماضي الى 60 مليون يورو.

وانطلاقا من هذا الامر، فشل البايرن في الظفر بتوقيع الهداف الهولندي رود فان نيستلروي بعدما رفض بحسب مديره اولي هونيس رفع قيمة العرض المقدم الى مانشستر يونايتد الانكليزي، ليحزم بعدها اللاعب حقائبه باتجاه ريال مدريد الاسباني مقابل 16 مليون يورو.

ويصر هونيس ان بطل الثنائية (الدوري والكأس) في الموسم الماضي انسحب بملء ارادته من السباق على توقيع فان نيستلروي قائلا "لو عرضنا ما اراده مانشستر لحصلنا على اللاعب، لكننا في الوقت عينه نكون قد عملنا في شكل مناف لفلسفتنا".

لكن الوضع بدا مغايرا في حالات اخرى في ظل رفض لاعبين آخرين القيام بخطوة العبور نحو بطولة خالية من النجوم الكبار، على غرار ما اقدم عليه هداف بطولة امم اوروبا عام 2004 التشيكي ميلان باروش بعدما فضل البقاء مع استون فيلا الذي يحتل مركزا وسطيا في الدوري الانكليزي الممتاز، على الانتقال الى هامبورغ احد المنافسين على لقب "البوندسليغه" الموسم الماضي.

واذ تعتبر هذه المعضلة غير مستجدة على الدوري الالماني، تبدو الصورة اسوأ بكثير على ابواب الموسم الجديد، اذ ادى توجه الاندية الى هجرة بالجملة لابرز نجوم البطولة في المواسم الاخيرة، مما يهدد بغياب المتعة المنتظرة وفقدان "البوندسليغه" ثقلها بين البطولات الخمس الكبرى في القارة العجوز.

وكانت "الفلسفة البافارية" حاضرة بقوة في قضية قائد "المانشافت" ميكايل بالاك الذي سطر اول فصول هجرة النجوم الى خارج الحدود الالمانية بعدما رفض البايرن رفع اجره، مما دفعه للانتقال الى تشلسي بحثا عن بنود عقد افضل، في الوقت الذي قال فيه هونيس "ان النوادي الاوروبية التي تخطف النجوم من بطولتنا لا تتفوق علينا في شيء، انها تدفع اكثر بكل بساطة"، من دون ان ينسى اتهام مالك نادي تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش بتهديم موازين وقواعد الكرة الاوروبية.

وجاءت خسارة البايرن مضاعفة لان بالاك انتقل الى بطل انكلترا من دون مقابل اثر انتهاء عقده، وينطبق الامر عينه على زميله البرازيلي زي روبرتو احد ابرز اللاعبين الذين خاضوا غمار الدوري الالماني على مر التاريخ.

وخسر الدوري الالماني اهم رموزه بعودة صانع الالعاب الموهوب الفرنسي يوهان ميكو الى بلاده. وكرت السبحة اثر رحيل الهداف البلغاري ديميتار برباتوف من باير ليفركوزن الى توتنهام الانكليزي، والبرازيلي مارسيلينيو من هرتا برلين الى طرابزون سبور التركي، بينما فقد بوروسيا دورتموند التشيكيين توماس روزيكي ويان كولر لصالح ارسنال الانكليزي وموناكو الفرنسي على التوالي.

ويبقى الامل منوطا باللاعبين الدوليين الذين اعادوا الهيبة الى الكرة الالمانية في المونديال، وعلى رأسهم هداف البطولة العالمية ميروسلاف كلوزه وافضل لاعب ناشىء فيها لوكاس بودولسكي، لتلميع صورة الدوري الالماني بمساعدة الوافدين الجدد الذين يعول عليهم الكثير لاعادة اللمعان المفقود، امثال الهداف السويسري الكسندر فراي (دورتموند) والبرازيلي الموهوب دييغو (بريمن) والدانماركي بيتر لوفنكراندز (شالكه).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف