ريال مدريد يعاقب كابيللو والاهلي لم يفعلها مع جوزيه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل تعي الاندية العربية الدرس من نظيراتها الاوروبية
ريال مدريد يعاقب "كابيللو" والاهلي المصري لم يفعلها مع "جوزيه" ...!!!
محمد حامد - إيلاف : نحن في هذا المقام لا نقدم مقارنة ظالمة بين تاريخ الإيطالي "فابيو كابيللو" - المدير الفني لريال مدريد- من جهة وتاريخ المدرب البرتغالي"مانويل جوزيه" -المدير الفني للنادي الأهلي المصري- من جهة أخرى، وبالتبعية فلا مقارنة كذلك بين نادي "ريال مدريد" والنادي الأهلي -مع كامل الإحترام لتاريخ الأهلي كناد مصري أفريقي- ولكننا نقدم مقارنة بسيطة للغاية بين حادثة سلوكية حدثت من كلا المدربين "كابيللو" و "جوزيه" وهي قيامهما بعمل إشارات مخلة وخارجة عن آداب اللياقة والسلوكيات الرياضية (فعلها جوزيه بذراعه - وفعلها كابيللو بإصبعه) ...!!!
وللتذكير بحادثة "جوزيه" فقد قام المدرب البرتغالي بعمل إشارت خارجة بذراعه خلال المباراة التي جمعت الأهلي المصري وفريق "أسيك" الإيفواري خلال مباراة ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا الماضية، وقد ظهرت تلك الإشارات على شاشات التلفاز وشاهدها الجميع رجالاً ونساءاً وأطفالاً والمصادفة المحزنة أن هذا الفعل الشائن كان في شهر رمضان الذي يحمل من القدسية الكثير لكل عربي ومسلم .
وللتذكير أيضاً، خرج مدير الكرة والمدرب العام للنادي الأهلي "حسام البدري" وبعد ضغوط إعلامية هائلة ليعلن أن ما قام به "جوزيه" من إشارات إنما هي إشارة تعبر عن الفرحة بالفوز وإحراز الأهداف وهي إشارة معروفة بهذا المعنى في أوروبا..!! وأن النادي الأهلي (صاحب مدرسة المبادئ والأخلاقيات) لن يعاقب المدرب لعدم ارتكابه خطأ يستوجب العقوبة .
واليوم جاء الموقف المشابه من "مدريد" -عاصمة كرة القدم- حيث قرر نادي "ريال مدريد" معاقبة المدير الفني "فابيو كابيللو" الذي أشار باصبعه لعنصرين من جماهير النادي خلال مباراة الريال مع "سرقسطة" والتي أقيمت يوم الأحد الماضي ضمن مباريت الجولة الـ18 لمباريات الدوري الأسباني لكرة القدم، وانتهت بفوز الريال (1/0)، وقد تقدم "كابيللو" باعتذار رسمي مؤكداً أن الإشارة التي أتى بها لا يجب أن تصدر من مدرب "ريال مدريد" رغم اعترافه باستفزاز الجماهير له بشكل متواصل، كما أعلن الريال معاقبة "كابيللو" على تلك الإشارات.
ما فعله الأهلي ومعه صحافة وإعلام مصر في هذا الموقف لا يمكن تبريره بأي صورة سوى أنه موقف سجل سقوطاً تاريخياً مدوياً لمبادئ أحد أكبر الأندية العربية والأفريقية، والكارثة أن هذا النادي وإعلامه وجماهيره لا يتوقفون عن التشدق بالمبادئ ليل نهار، وما قام به "ريال مدريد" يجسد الفارق الذي لن نستطيع أن ندركه بين المبادئ الحقيقة التي يتم ممارستها بشكل تلقائي دون تشدق إعلامي سافر لا علاقة له بما يحدث على أرض الواقع.
وأخيراً ... فهذا هو الفارق بيننا وبينهم، فارق فني كروي لا مجال للحديث عنه، فارق في الإحتراف الإعلامي في تناول الأحداث دون تعصب بحثاً عن الحقيقة والموضوعية، ولكن الصدمة أن يكون بيننا وبينهم هذا الفارق الأخلاقي الهائل، حيث أننا لا نتوقف ليل نهار وعلى كل المستويات عن النيل من أخلاقيات الغرب الذي لا مبادئ له من وجهة نظرنا..!!! ونمجد أخلاقياتنا ذات المنابع والروافد الإجتماعية والدينية الراسخة، ولكن المواقف أثبتت أننا نعيش أعلى درجات المرض ... ويا له من مرض عضال، إنه مرض "تعدد الوجوه" والقول الذي لا علاقة له بالفعل .