رياضة

نهاية الغرور

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نهاية الغرور

محمد عبداللطيف

muhablatif@gmail.com

لم تعجبنى حالة الافراط فى التفاءل والثقة التى سادت الاعلام المصرى عقب مباراة الذهاب بين الاهلى والنجم الساحلى ولم اتفق معها ، تلك الحالة من الثقة الزائدة التى عصام الحضري علت طارق الادور الصحفى بجريدة الجمهورية ومندوبها الدائم فى رحلات الاهلى الخارجية يذهب الى اليابان منذ اكثر من اسبوع ليتابع اخر استعداد اليابانيين للبطولة التى تيقن ان الاهلى قد ضمن تأهله لها وبالتالى ذهب الادور الى اليابان منتظرا وصول الاهلى فى بداية ديسمبر القادم !! اقرأ اولى رسائل الادور من اليابان :

http://212.103.160.28/algomhuria/2007/11/03/sports/detail00.shtml

سبب عدم اتفاقى مع تلك الحالة من الافراط فى التفاءل والثقة - او ربما تسميها حالة الغرور- التى سبقت مباراة الامس هو اختلاف اهلى 2007 عن اهلى 2005 الذى فاز على النجم وقتها بنتيجة 3 صفر فى نهائى نفس البطولة. الاهلى منذ بداية عام 2006 كما اكدت من قبل فى اكثر من مقالة يفوز باخطاء المنافسين وباجادة لاعبين بعينهم مثل الحضرى وبركات وابوتريكة وربما لعب معه التوفيق دورا فى كثير من البطولات خاصة بطولات السوبر الاربع التى نالها فى عامى 2006 و2007 (اثنين سوبر افريقى واثنين سوبر مصرى) حيث حصل على ثلاث منها بضربات الترجيح والرابعة بهدف لابوتريكة امام انبى فى الوقت الاضافى للمباراة. واذا كان مستوى الاهلى فى فترات كثيرة من عام 2006 لم يكن مقنعا بالشكل الكافى فان مستواه منذ بداية 2007 يعد سيئا بكل بوضوح - اتكلم هنا عن الاهلى باعتباره فريق بطولات محلية وقارية - والدليل على ذلك نيله ثلاث هزائم مذلة قبل مباراة الامس امام الاسماعيلى وبرشلونة والهلال السودانى ثم اختتمها بهزيمة مذله رابعة امام النجم امس ، وايضا احتلاله للمركز الثالث حتى الان فى الدورى المصرى خلف فريقيين مغمورين كطلائع الجيش وبتروجت بعد خسارته لست نقاط فى ثمانى مباريات. ربما ما زاد من عدم تفائلى بنتيجة مباراة الامس غياب افضل لاعبى الاهلى واخطرهم محمد بركات ، اضف الى ذلك التطور النسبى الملحوظ فى مستوى النجم عن عام 2005. رغم ذلك كل كانت تلك الحالة من الغرور والثقة الزائدة التى اعتبرها احد الاسباب الرئيسة فى خسارة البطولة الافريقية.

حالة الغرور هذه هى التى جعلت المدير الفنى للاهلى يبقى على قائمة فريقه دون تغيير جوهرى بين الموسمين الكرويين الصيف الماضى ، وهى التى جعلته يصر على اشراك

النجم التونسي ينتزع كأس أفريقيا من قلب القاهرة

جماهير الأهلي ترشق لاعبيها والنجم بالزجاجات الفارغة

لاعبين لم يقدموا شيئا ملموسا للفريق واكتفوا باداء ادوار روتينية طوال المباريات الاخيرة كعماد متعب وحسام عاشور، وهى التى جعلته يبقى اثنين من افضل لاعبيه حسن مصطفى واحمد صديق على دكة الاحتياط حتى ضاعت منه المباراة بالشوط الاول، وهى التى جعلت حسام البدرى مدرب الفريق يصرح عقب مباراة الذهاب ان الاهلى لن يقدم التماسا للاتحاد الافريقى لرفع انذار بركات معتبرا ان الاهلى لن يتاثر بغيابه!

حالة الغرور هذه هى ما جعلت جماهير الاهلى تعتدى على مديرفريقهم الفنى مانويل جوزيه وعلى لاعبى النجم بعد المباراة وعلى حكم المباراة ، فالرياضة كما صورها لهم البعض لم تعد مكسب وخسارة بل هى مكسب على الدوام وكأنهم اصبحوا متيقنين ان فريقهم لن يخسر بطولة محلية او افريقية!!! وهى التى جعلتهم يصبون غضبهم على العرجون حكم اللقاء فى منتديات الانترنت فاتهموه بالرشوة (العرجون قبض العربون) ووصفوه بالعمى بل انخرط بعضهم فى الدعاء عليه !!!

لست مع القائلين بان التحكيم كان السبب فى خسارة الاهلى للبطولة فاخطاء التحكيم واردة فى اى مباراة والفريق الذى يلعب على بطولة لا ينظر لاخطاء التحكيم ، وفى النهاية هذه هى سمة كرة القدم يوم لك ويوم عليك فمثلما اعتبر حكم مباراة اياب النهائى الافريقى بين الاهلى والصفاقصى هدفا صحيحا للاخير تسللا كان كفيلا بابقاء البطولة فى تونس، لم يحتسب حكمى لقائى الاهلى والنجم ضربتى جزاء للاهلى الاولى مؤكدة لبركات والثانية محل شك كبير لابوتريكة، ومثلما حسمت الدقائق الاخيرة مباراة الاهلى والصفاقصى العام الماضى لصالح الاهلى حسمتها ايضا لصالح النجم فى مباراة الامس.

اعود لاقول ان الاهلى بامكاناته المادية والجماهيرية الكبيرة لديه الكثير كى يقدمه مستقبلا لكن بشرط تدعيم ادارته للفريق بلاعبين على مستوى فنى عالى وتحلى اعلامه وجماهيره بالموضوعية. اتساءل ماذا قدم لاعبين مثل طارق السعيد وحسام عاشور واحمد عادل واحمد شديد قناوى وعبد الحميد حسن وبوجلبان واينو واحمد بلال واسلام الشاطر وعماد متعب من اسهامات للفريق فى الفترة الاخيرة سوى القيام بادوار روتينة فى المباريات القليلة التى لعبها معظمهم. ألا يدل الابقاء على بعض هؤلاء او التعاقد مع البعض الاخر منهم على وجود اخطاء ادارية وفنية فادحة فى عملية تدعيم الفريق باللاعبين الجدد؟ الاخطر من ذلك هو البنية الجسدية للاعبين اساسيين بالاهلى مثل احمد عادل واحمد شديد قناوى وحسن مصطفى واحمد صديق ومحمد بركات ومن قبل كان معهم وائل رياض - مع الاخذ فى الاعتباركامل تقديرى لموهبة الثلاثى مصطفى وصديق والزئبقى بركات- ، كيف سيكون موقف الفريق ككل لو لعب بهؤلاء قصار القامة ضعيفى البنية كاساسيين امام فريق افريقى او اوربى يتمتع لاعبوه بالطول الفارع والبنيان القوى؟!

نهاية الكلام

- منظر ارضية استاد القاهرة فى مباراة الامس - ذلك الاستاد الذى دخل موسوعات الارقام القياسية كاكثر الاستادات فى العالم من حيث عدد مرات الاصلاحات التى تعرض لها - كان 'حاجة تكسف' والله!

- رغم اتفاق الاغلبية على ان الجوهرى وهيديكوتى ومانويل جوزيه هم افضل ثلاثة مدراء فنيين فى تاريخ الاهلى من حيث النتائج والالقاب التى حققوها إلا ان الاهلى نال مع الاخير هزائم قاسية لم ينلها مع غيره وهى 4-2 من بترو اتلتكو الانجولى و3-0 من كلا من الاسماعيلى والهلال السودانى و4-0 من برشلونة و3-1 من النجم الساحلى.

- خسارة الاهلى لبطولة هذا العام لا تقلل اطلاقا من انجازته الافريقية التى لم يحققها نادى سواه فى القارة الافريقية.

- خالص تهانينا لفريق النجم الساحلى وللاخوة التوانسة بمناسبة حصولهم على البطولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف