معلق خنيق!

معلق خنيق!

محمد عبداللطيف
muhablatif@gmail.com

انتشرت بين الجماهير المصرية فى الاونة الاخيرة عبارة 'معلق خنيق' ، فتسمع او تقرأ لاحدهم على منتديات الكرة يقول' ده المعلق راجل خنيق جدااااا' ، واخر يقول 'المعلق ده خنقه ده انا افضل ان اشاهد المباراة بدون تعليق عن ان اسمع تعليقه' ، وثالث يقول 'المعلق ده خنقنى بجد خلانى اشوف الماتش بالتعليق الانجليزى' ... . كما هو واضح من الجمل التى تتردد على ماسمعنا او نراها يوميا على منتديات الانترنت، المعلق الخنيق هو معلق يصيب جمهور المشاهدين بالنفور واحيانا بالغيظ او ربما النوم اثناء المباراة، ولكى يتجنب بعضهم او ربما الكثرة منهم الاصابة بهذه الاعراض فانهم يلجأون الى عدة اساليب منها مشاهدة المباراة على قناة اخرى وبصوت معلق اخر فى حالة اذاعتها على اكثر من قناة تليفزيونية ، او مشاهدة المبارة تليفزيونيا بدون صوت وسماع صوت معلق الاذاعة فى نفس الوقت، او مشاهدة المباراة بتعليق اجنبى.

ولكن ما هى صفات المعلق الخنيق الذى يسبب كل ذلك النفوروالملل للمشاهدين؟ المعلق الخنيق هو معلق لديه واحدة او اكثر من السمات التالية:

- معلق يعانى من الزهيمر: تسمعه مثلا وهو يعلق على مباراة للاهلى او للزمالك هذه الايام يعيدك الى ماضى الكرة البعيد بان يخطئ دوما فى اسماء من يتناقلوا الكرة بالملعب ويستبدلها باسماء اخرين اعتزلوا منذ اعوام او ربما قرون مثل هادى خشبة وجمال عبدالحميد وفاروق جعفروياسر ريان ، او يستبدل اسماء لاعبى الفريقيين اللذين بالملعب باسماء اخرين يلعبوا لفرق اخرى لا تخوض المباراة التى يعلق عليها، هناك اثنين من المعلقين المصريين كبار السن على وجه التحديد يعانون من اعراض الزهايمر الكروى هذه.

- معلق كثير الكلام: يصدعك ويجعلك بحاجة الى فترة نقاهه بعد كل مباراة فهو لا يتوقف عن الكلام الكثير طوال المباراة ولا يترك اى كبيرة او صغيرة بها دون ان يحشى اذن المشاهد بالمعلومات المكررة عنها.

- معلق مقلد: فهو يحاول استنساخ مشاهير التعليق العربى كاحمد الطيب وعصام الشوالى وميمى الشربينى دون ان يحاول بناء شخصية تعليقية خاصة به، فتسمعه يستخدم عبارات وجمل لزمات اخذها من غيره بل ان بعضهم يحاول تقليد نفس الطبقات الصوتية لهؤلاء المشاهير.

- معلق ضعيف فى اللغات الاجنبية: يخطأ دوما فى نطق الاسماء الاجنبية للاعبين، وهو امر يغيظ المشاهدين الملمين باللغات الاجنبية. لعل معظم المصريين ما زال يتذكر نطق احد المعلقين المصريين اعطاه الله الصحة والعافية لاسم اشهر لاعبى العالم عبر التاريخ (ماردونا) اثتاء تعليقه على كأس العالم 1990 حيث كان يقولها دوما بتشديد النون!

- معلق مجامل ويعانى من التحيز الاعمى واللاواقعية: فتجده يصف طوال المباراة فريق ما او لاعب ما باوصاف غير موضوعية بالمرة بدافع المجاملة ، وعلى الجانب الاخر تراه ينتقص من قدر فريق اخر او لاعب اخر دون وجه حق ، وتسمعه احيانا ينصب من نفسه خبير كروى ويعطى لك اراء متباينة فى لاعب ما او مدير فنى ما اثناء المباراة الواحدة او يشرح لك كيف يفكر المدراء الفنيين وكأنه دخل فى عقولهم وعرف ما فيها! المجاملة تتخطى احيان كثيرة حدود الملعب لتصل الى الاشادة بجهود السادة مدراء الاستادات والعاملين بها ومدير امن المحافظة والمحافظ وهى قائمة اسماء يتسلمها بعض المعلقين عادة قبل بداية المباراة كى يقوموا بالثناء على جهودهم اثناء المباراة!!

- معلق طبقات صوته لا تؤهله للتعليق على مباريات الكرة: فاما ان صوته مزعج يصبك بالنفور او ان صوته منخفض جدا يجعلك تنام اثناء المباراة.

- معلق ليس لديه وعى كافى بما يدور فى المباراة: فتراه مثلا يسرح اثناء المباراة او لا يعرف اسماء اللاعبين الذين يتناقلون الكرة، وربما يصدعنا بعبارات مكررة فى كل مبارياته يبرر بها عدم قدرته على ذكر اسماء اللاعبين بدقة كأن يقول انه جالس فى اعلى مكان بالملعب او ان المونوتور الذى امامه صغير الحجم او لا يعمل، وسلملى على المونوتور!!

- معلق مسنود: او بمعنى لديه علاقاته التى تمكنه من اسناد التعليق على كل المباريات المهمة له وكأنه هو المعلق الاوحد فى الكون.

- معلق يستظرف: فى طريقة نطقه لاسماء الاعبين او فى لزماته عقب الاهداف وهو ما يجعلك ان نوعية التعليق هذه تناسب الاطفال الصغار لا البالغين الكبار! ما زالت اتذكر تعليق طفولى لاحد السادة المعلقين المصريين اثناء تسديد احمد حسام ميدو لضربة جزاء امام ليبيا فى نهائيات امم افريقيا 2006 حيث قال الاتى:
وميدو ميدو ميدو... ميدو ميدو ميدوميدوميدو ميدو ميدو ميدو ميدوووه وجوه الجون!
قال كلمة ميدو او بالاحرى غناها 12 مرة فى 6 ثوانى!!!

نهاية الكلام
بامكامننا نحن المتابعين لاحوال التعليق الكروى العربى عمل مادة ارشيفية مطولة لفكاهيات التعليق العربى والتى استطيع ان اؤكد من الان انها ستحقق نسبة مشاهدة غير مسبوقة

الى كل معلق خنيق لدية واحدة او اكثر من الصفات السابق ذكرها: ارجوك ارحمنا واعتزل التعليق