السعودية: هل يكفي نقل المباريات أو إبعاد الجمهور

بعد أن عوقب الأربعة الكبار .. كيف ستكون المرحلة المقبلة
السعودية: هل يكفي نقل المباريات أو إقامتها دون جمهور

يوسف السعد-إيلاف: ألحق جمهور نادي الاتحاد السعودي فريقه بسابقيه من الأندية الجماهيرية التي تمت معاقبتها ونقل مبارياتها خارج قواعدها, بعد أن اعتدت بكل ما طالته أيديها على حكام ولاعبي الأهلي في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد والذي كسبه الأخير بثلاثية بيضاء.

وكان الهلال هو أول من قص شريط العقوبات منذ أن بدأ تطبيق الاحتراف في السعودية قبل نحو 16 عاماً عندما رددت جماهيره عبارات عنصرية ضد لاعبي فريق الإتحاد في مباراة الدور الأول في الرياض إذ قررت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم نقل أول مباراة للهلال على ملعبه إلى ملعب مضيفه فريق الطائي ووقتها أبدت الإدارة الهلالية احترامها للقرار وتأييدها له في حال طبق بحق الجميع, بعدها بأقل من شهر حدث شغب جماهيري كبير من جماهير النصر على خلفية عدم احتساب هدف لصالح فريقهم في مرمى الهلال وتوقفت المباراة لأكثر من 10 دقائق رغم أنه لم يتبق من وقت المباراة سوى ثواني قليلة وكان نتيجة ذلك كله نقل مباراة النصر أمام الوحدة ليلعب في مكة المكرمة , وفي نفس السياق تكررت الحالة من جماهير الأهلي عندما حرقت شعار نادي الهلال في مدرجات ملعب عبد الله الفيصل بجدة بعد خسارة فريقها أمام الهلال بثلاثية واشتبكت مع رجال الأمن خارج الملعب وصدر القرار بنقل مباراة الأهلي أمام الخليج إلى ملعب الأخير.

جانب من الشغب الجماهيري الذي شهدته الملاعب الإيطالية

كل هذه العقوبات المتتالية لم تمنع إدارة الهلال وفي خطوة استباقية إلى توعية جماهير الفريق ومطالبتها بالهدوء والتشجيع المثالي قبل النزال المرتقب امام الاتحاد مساء الجمعة المقبل في إستاد الملك فهد بالرياض, وطالبت الإدارة وبعض اللاعبين وأبرزهم المحترف الليبي طارق التايب عبر مواقع النادي الاليكترونية الجماهير بعدم التسبب في عقوبات ضد الفريق.

ويلحظ المتابع للدوري السعودي الاحتقان الجماهيري الكبير قبل مواسم ووصل ذروته في هذا الموسم ليصل إلى حد الاشتباك مع رجال الأمن وتحطيم السيارات والممتلكات في الإستادات الرياضية وإن كان إستاد الفيصل بجده هو أكثر من تعرض لمثل هذا الشغب, وتخشى الأندية في مقبل المواعيد من العقوبات التي قد تتضاعف في حال تكرار حدوثها من الجماهير إذ أن لجنة الانضباط توعدت بإجراءات أشد قسوة تصل إلى الحسم من رصيد الفريق النقطي وهو الأمر الذي قد يحدث أزمات كبيرة للأندية خصوصاً في ظل الطريقة المتبعة في نظام الدوري السعودي الذي يكفل لمتصدر الدوري اللعب مباشرة في المباراة النهائية بعد أن يلتقي الثالث والرابع على أرض الثالث ثم يتأهل منهما الفائز لملاقاة الثاني على ملعبه.
وعلى الرغم من كل "التطمينات" التي بثها الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن تصاعدت الاحتجاجات والاعتراضات وكان أهم هذه التطمينات حل لجنة الحكام واستعان بخبير التحكيم الإنجليزي جون بيكر للعمل على وضع دراسات وخطط لتطوير الحكام السعوديين.

ويرى المراقبون أن ما يحدث في الوسط الرياضي السعودي ما هو إلا انعكاس طبيعي لما يحدث في الأوساط الرياضية العربية والعالمية ولا زال الجميع يعيش وقع الدهشة عندما فقد شرطي إيطالي حياته في باليرمو وأوقف على إثرها الدوري الأقوى في العالم بقرار من حكومة روماني برودي قبل أن يعود من جديد مطلع هذا الأسبوع ولكن بشروط أهمها تأمين الملاعب جيداً وانتداب عدد كاف من رجال الأمن وهو ما أدى إلى انطلاق كثير من المباريات دون جمهور.في كل المسابقات العالمية يحدث الشغب وتأتي العقوبات ولكن الشغب يستمر ربما بسبب ضعف العقوبات وتفاوتها في حوادث تتشابه.

في العام 2004 وفي بطولة دوري أبطال أوروبا للأندية تعرض لاعبو بايرن ليفركوزن الألماني لهتافات عنصرية من جماهير ريال مدريد الإسباني في ملعب برنابيو ووصل الأمر أن وصمت الجماهير اللاعبين الألمان بالنازيين وكان العقاب من الـ"ويفا" غرامة قدرها 10 آلاف دولار فقط , وفي نفس العام وفي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية حدث الشغب من جماهير لاتسيو الإيطالي ضد لاعبي بارتيزان بلجراد اليوغوسلافي وكان العقاب نقل مباراة الفريق الإيطالي خارج ملعبه.

عند إنطلاق إحدى مباريات الدوري السعودي

وتعرض الفريق الإيطالي الآخر روما للعب مباراة له دون جمهور في مسابقة دوري الأبطال بسبب اعتداء مشجعيه على الحكم السويدي أندريه فريسك قبل أن يعلن فريسك نفسه اعتزال التحكيم خوفاً على حياته من تهديدات مشجعي تشيلسي الانجليزي بعد خسارة الفريق أمام برشلونة الاسباني وهو الأمر الذي جعل مسئولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوجهون اللوم لمدرب تشيلسي خوسيه مورينهو باعتباره هو من أثار الجماهير بتصريحاته ضد الحكم.

وعربياً حدث الكثير ولعل أبرزها عندما أصدر الاتحاد المصري عقوبات مالية ضد 4 فرق وهي الزمالك (3آلاف جنيه) غزل المحلة (10آلاف جنيه) والاتحاد السكندري (10آلاف جنيه) وطنطا (1500 جنيه) بسبب شغب جماهيري.

وبالعودة للدوري السعودي فيبدو أن الأمور تتحسن بعد القرارات التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم والوعي الإداري في الأندية حول توجيه المشجعين ولعل أقرب مثال على ذلك عندما طلب الهلال نقل مباراته المقبلة أمام الاتحاد إلى إستاد الملك فهد الدولي بدلاً من إستاد الأمير فيصل بن فهد, ولا يخفى على المتابعين أن ذلك كان بدافع الحرص على الخروج دون شغب جماهيري قد يحدث في إستاد فيصل لصغر حجمه مقارنة بالإستاد الدولي وأيضاً لقرب جماهير الفريقين من بعضها البعض وقت الخروج والدخول من وإلى الاستاد.

إقرأ المزيد:

الإحتراف السعودي: البناء ينجح ...والتكديس بدأ يشيخ

عقوبة للإتحاد والهلال المستفيد

مدرب الهلال في صراع مع الوقت

قراءة في واقع الأندية السعودية