وفاة الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود

رائد الرياضة الأول ويميل إلى الشعر والأدب
وفاة الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود

إيلاف من جدة: توفي في الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، بعد معاناة طويلة مع المرض في مدينة جدة (غرب مراحل حياة الأمير الراحل السعودية)، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، وسيصلى على الراحل مساء اليوم الثلاثاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة، بحسب بيان النعي الذي صدر عن الديوان الملكي السعودي ظهر اليوم.والأمير عبدالله الفيصل، إضافة إلى ميله إلى الشعر والأدب، وتعاونه مع الكثير من الفنانين والملحنين في الوطن العربي بأسره، هو رائد الرياضة الأول في السعودية، حيث ساهم وساند في تأسيس الأندية الرياضية في المنطقة الغربية ووضع اللبنة الأولى للكثير من المشاريع الشبابية على مدى الأعوام السابقة.

وفيما يلي نص بيان الديوان الملكي السعودي:

انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم الثلاثاء 21 / 4 / 1428هـ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز عن عمر يناهز ثمانين عاماً إثر مرض عانى منه طويلاً ، وسيصلى عليه إن شاء الله بعد صلاة عشاء هذا اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة .
تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون .

والتحق الأمير عبدالله الفيصل بإحدى المدارس الإبتدائية في مكة المكرمة، وكان التعليم آنذاك في طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التي كانت من أعلى الشهادات آنذاك في المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحًا، وكان يقرأ في الأدب والتاريخ والسياسة، ولكن الشعر كان أحب الفنون إلى نفسه، وقد قرأ للعديد من الشعراء من أمثال طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وإبراهيم ناجي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشه.

كان نائبًا لأبيه حينما كان نائبًا للملك عبد العزيز على الحجاز، وعندما أسندت وزارة الخارجية ورئاسة مجلس الشورى إلى والده بقي معه حتى عينه جده الملك عبد العزيز وزيرًا للصحة والداخلية عام 1950. بعد ذلك تفرغ لأعماله الخاصة منذ عهد والده حيث أسس مجموعة الفيصلية التي تعمل في عدة مجالات. وهو أيضًا شاعر كبير من شعراء الأغنية العربية (الفصحى والنبطي) حيث تغنى بقصائده العديد من نجوم الغناء العربي مثل أم كلثوم ونجاة الصغيرة وطلال مداح وعبدالحليم حافظ وعبد الكريم عبد القادر وغيرهم.

لهُ دواوين مطبوعة تحت اسم "المحروم" بالفصحى والنبطي، وله من الأبناء: الأمير سعود (رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصلية). والأمير محمد (من مؤسسي نادي الأهلي بجدة) وواحد من شعراء النبط في المملكة، والأمير عبدالرحمن، والأمير فيصل وغيرهم من الذكور والإناث.

وولد الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض في الخامس عشر من شهر ذي القعدة عام 1341 هجرية الموافق 1922م، وهو الابن الأكبر للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، وعاش السنوات الخمسة الأولى من حياته في كنف جده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن في الرياض ثم انتقل بعد ذلك إلى مكة حيث عاش في كنف والده الملك فيصل الذي كان آنذاك نائب الملك على الحجاز.

أعماله

كان نائبًا لأبيه الملك فيصل، حينما كان نائبًا للملك عبد العزيز على الحجاز وعندما أسندت وزارة الخارجية ورئاسة مجلس الشورى لوالده بقي معه حتى عينه جده الملك عبد العزيز وزيراً للصحة والداخلية عام 1370 هـ/1950 م.
بعد ذلك تفرغ لأعماله الخاصة منذ عهد والده حيث أسس مجموعة الفيصلية التي تعمل في مجالات عدة إلى وقتنا الحاضر.
*الرئيس الفخري لشركة اسمنت القصيم
*مؤسسة الملك فيصل الخيرية :رئيس مجلس الأمناء
*مساعد ومستشار خاص للملك فيصل كنائب الملك في منطقة الحجاز "غرب السعودية" ومن أبرز مدنها حاليًا: مكة، المدينة المنورة، جدة، رابغ ، الطائف، ينبع، وغيرها.
* وزير الداخلية.
* وزير للصحة.
* مالك ورئيس شركة سوني السعودية.
* مالك ورئيس شركة جنرال موتورز السعودية.
* مالك ورئيس مجلس إدارة شركة النقل البحري السعودية.
* مالك والرئيس الشرفي لشركة القسيم للاسمنت.
* عضو مجلس إمناء مؤسسة الفكر العربي.
* شاعر وأديب.

أبناؤه
الأمير سعود (رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصلية).
الأمير محمد من رموز النادي الأهلي في جدة وهو أيضًا شاعر قوي.
الأمير عبدالرحمن والأمير فيصل والأمير تركي وغيرهم من الذكور والإناث.

يعتبر الأمير عبدالله الفيصل رائد الحركة الرياضية في السعودية، ويكن له السعوديون كافة كثير من الود والاحترام والتقدير، ناهيك عن الخليجين والعرب وفي أورووبا وغيرها من الدول، وله بصمات واضحة على الرياضة السعودية والعربية.

وعلى مستوى الأندية فإن ميوله تتجه نحو أهلي جدة، والباني الحقيقي له، وداعمه بقوة منذ سنوات مضت، واستطاع الأهلي في عهده أن يحقق الألقاب والكؤوس والدروع، وغرس هذا الحب في أبنائه الامراء محمد وسلطان وتركي وغيرهم، وتواصلوا بحبهم الكبير تجاه ناديهم يحملون على عاتقهم همًا وأمانة عظيمة، واستطاعوا أن يزرعوا البسمة على جماهير الاهلي والكرة السعودية في مناسبات عدة.
وتقديرًا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أطلق، إبان كان وليًا للعهد على استاد رعاية الشباب في جدة، استاد وملعب الامير عبدالله الفيصل، كما سبق وأن أقيمت على أرضه واحدة من أنجح البطولات المحلية والعربية، بطولة الصداقة الدولية على كأس الامير عبدالله الفيصل التي أقيمت أحداثها في أبها لسنوات عدة، وقد أثنى الكثير على هذه الشخصية وقال عنه امير عسير الامير خالد الفيصل في بطولة الصداقة الثامنة: " زرع البذور الأولى للرياضة السعودية عندما كان في موقع المسؤولية، ورعاها بفكره ودعمه واهتمامه الشخصي طيلة حياته ولم يكتف بعطائه السخي للرياضة والرياضيين على المستوى المحلي بل امتدت أياديه البيضاء الى الرياضة والرياضيين في عدد من الدول العربية الى جانب الاهمية لهذه الدورة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، نظرًا لما تتيحه من فرص المنافسة الشريفة بين فرق ومنتخبات عربية وعالمية مرموقة.

كلهم يتحدثون عن إنسانيته وشاعريته:

وقد ألف وكتب حول حياة وشاعرية الأمير عبدالله الفيصل كتاب وشعراء وشاعرات كثر واسترسلوا في شعره ومعانيه السامية، واعتبروه رائد المدرسة الفيصلية وهو العنوان الذي حمل اسم الكتاب الذي ألفته رجاء عبدالقادر محمد حسين. وكانت طبعته الأولى عام 1423هـ 2002م. وجاء اسم الكتاب "رائد المدرسة الفيصلية في الشعر المعاصر، الشاعر الأمير عبدالله الفيصل"، وقد جاء في نحو 183 صفحة من القطع المتوسط مشتملاً على 13 فصلاً. واستهلت المؤلفة كتابها بالإصدار حيث تناولت فيه بلغة وردية صافية أحاسيسها تجاه قصيدة الفيصل. لتنتقل بعد ذلك إلى التقديم الذي استعرضت فيه تجربة الفيصل بشكل سريع. بعد ذلك جاءت فصول الكتاب وهي (EMAIL) (سيرة ذاتية) عبدالله الفيصل الشاعر الإنسان هل الشاعر الأمير (محروم) المانع والمؤثرات التي روت اخضرار قوافيه ولادة القصيدة وتألق الوهج الشعري لدى الشاعر فلسفة الحب وفن الغزل في قصائده اللغة الشعرية في مذهباته الخالدة أروع ماقاله في الوجدانيات المضمون الفكري والإنساني في شعره غزارة الانتاج ودواوين الشعر المفقودة (ثورة الشك) وعواطفها الحائرة بين الشاعر وأم كلثوم دراسة (منيرة العجلاني) محطة هة لا يمكن تجاهلها الآراء حول شاعريته الختام (سمات المدرسة الفيصلية).

من غنى قصائده

ويعتبر الأمير الراحل، شاعر كبير من شعراء الأغنية العربية بنوعيها الفصحى والنبطي حيث تغنى بقصائده العديد من نجوم الغناء العربي أمثال: أم كلثوم، نجاة الصغيرة، عبدالحليم حافظ، محمد عبده، طلال مدّاح، محمد عُمر، خالد عبدالرحمن، عبد الكريم عبد القادر، نبيل شعيل، وغيرهم من نجوم الغناء.

دواوينه

"محروم وحي الحرمان" ديوان شعري للشاعر عبد الله الفيصل، والديوان شعر وجداني، وهو تعبير مباشر عن مشاعر الإنسان من حب وكره وحنين وعذاب وسعادة، يمتاز بالإنفعال العاطفي وتوهج الذات، وقد يكون موضوعًا داخليًا صرفًا أو خارجيًا، غير أن الشاعر يعبِّر عنه من خلال إحساسه به، فتصوير الطبيعة ليس تصويرًا مجرّدًا موضوعيًا يعني الشاعر فيه بأبعاد موضوعه المعقولة المحسوسة مادّيًا بل يرسمه بعد انفعال به، ومن الأفق الذي يتبدّى له إثارة وحساسية.

الشاعر الأمير عبد الله الفيصل يذكّرنا بالشعراء المهجريين حيث الشعر الوجداني الغنائي، وهو تعبير صادق صافٍ عن خلجات النفس، وعن العواطف والانفعالات الذاتية الخاصة. وفي تراثنا العربي نغمات "وجدانية ثرَّة"، وكثيرًا ما يسبغ الشاعر الوجداني على موضوعه شيئًا من ذاته، وهو يعمد إلى التشخيص فيجعل الطبيعة تشاركه أتراحه وأفراحه حتى يندمج فيها أو تندمج فيه في كلٍّ موحّد، يقول الأستاذ صلاح لبكي من خلال مقدمته لديوان الشاعر عبد الله الفيصل: "ويا ما أفجع هذا الحرمان الذي يحول المرء وحقيقة ما يكنّه له كإنسان إيّاما أوجعه !! يأبى أن يظلّ صاحبه رهين غربتك، غربة نفسه في الأرض، أو غربة مؤاخاة لمن لا يعرف مدى الصدق في مؤاخاتهم له!! لكم يجب أن يكون هذا المحروم محروماً".

عبدالله الفيصل الأمير والشاعر والإنسان

وسبق أن ذكر الأستاذ المحاضر في قانون كرة القدم، عبدالرحمن الموزان هذا الموقف في جريدة الرياض في مقال قال فيه: "يروق لي أحيانًا وأنا أعيش داخل ساحة الجامعة الرياضة الكبيرة والفسيحة أن أتذكر مواقف أكابر القوم بعطاءاتهم التي يصعب على كثير من المخضرمين وكتاب التاريخ تدوينها وذكرها بل وسردها في كتاب او صحف بدءًا من البدايات الصعبة والكائدة في ذلك المجتمع الذي تعج بعض شرائحه بالافتقار الى المفهوم الحقيقي لمعاني الرياضة السامية والنبيلة مع قلة المال الذي به تسير متطلبات كرة القدم في الحقبة الزمنية الماضية. وآفة قلة المال لم تكن مانعًا أمام هذا الرمز رائد الرياضة الأول في المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل الذي بداية تغلب على الفكر الآخر الذي لا تتعدى معرفته للرياضة أكثر من أنها ممارسة (فسوقية) ومضيعة للوقت والجهد والمال. والمجال واسع في إلقاء التهم المتسربة من أفق ضيق ومتشدد لا يقبل الحوار وسماع الرأي الثاني الذي تعهد بوضع الأسس الأولية حسب الإمكانات المتوفرة في الزمن الماضي المتوافر فيه على سطح الفكر المعقد والقاصر نظريًا تجاه كل ما يسمى رياضة حتى في سباق الأمتار الطويلة عبر الأزقة والشوارع. إذ يطلق على ممارس الركض أنه "مجنون" أو معتوه.

لكن رائد الرياضة الأول سمو الأمير عبدالله الفيصل شفاه الله وعافاه أخذ على عاتقه مع نخبة من أصحاب الوعي والنظرة للمصلحة الوطنية تأسيس الأندية في المنطقة الغربية ومساندة مشاريع التأسيس في جميع أنحاء المعمورة بعدد من آليات العمل الأساسية كالملابس والكور ومساحات الممارسة.

وهذا الرجل الإنسان تاريخ مليء بزخم من العطاء، أقف وغيري عاجزين عن حصره بمعطياته العديدة الخيرة التي يعرفها بعضهم ويجهلها او يتجاهلها الآخرون بإرادتهم أو بفرضية مغرضة لقصد محاولة مسح تاريخ أولئك الرموز المؤسسين الذين صنعوا التاريخ ونحن ندين لهم بالعرفان والشكر نظير ما قدموه من فكر ومال لهذا الوطن.

إن لسموه الكريم مواقف أعرفها جيدًا بعيدًا عن الرياضة. ومن هذه المواقف الإنسانية عندما كنت في النمسا عام 1389هـ، لحضور دورة متقدمة في دراسة قانون كرة القدم نظريًا وعمليًا تم اختياري من قبل صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك خالد الفيصل أمد الله في عمره ومعي المغفور له بإذن الله الاستاذ صالح غلام. فقد شاهدت شابًا يسير بعكازين في أحد شوارع "فيينا"، تلك المدينة الجميلة. سألته من أين أنت. أجابني أنا من مدينة جدة جئت الى هنا للعلاج في مستشفى متخصص في العظام ومعي ثلاثة على حساب الأمير عبدالله الفيصل. أما الثلاثة فقد انتهى علاجهم وعادوا الى السعودية. أما أنا فتبقى لي عملية في الرجل اليسرى. بعد انتهاء علاجه رجع معنا عبر تركيا. سألني هذا الشاب ويدعى علي، عما هي الهدية التي تنصحني بتقديمها لهذا الأمير الانسان. أجبته على الفور ومن دون تردد خذ له مصحفًا عثمانيًا من هذا البلد. وفعلاً اشترى له وقدمه وقبله سموه شاكرًا.

أعرف جيدًا انه قام بتسديد بعض الديون عن سجناء وساعد أسرًا كثيرة في قضاء احتياجاتهما وساعد أندية كثيرة في تلبية طلباتها وحظيت الكثير من الأندية برئاسة سموه الشرفية وتبنى سموه مسؤولية دورة الخليج الثانية التي اقيمت في المملكة بكل مستلزماتها وطلباتها.

هذا الأمير الانسان أعجز عن تعداد وحصر معطياته وانجازاته التي تحتاج الى شيخ الرياضيين الاستاذ عبدالرحمن بن سعيد، فهو الأقدر والأقرب والأعرف، ولكن هذا جهد مقل يرجو المعذرة. وهذا جزء من أجزاء مما قدمه لمجال الأعمال الإنسانية وللرياضة ومجالات أخرى. اللهم، إجعل هذه الأعمال في ميزان حسناته واجزه عنا وعن شباب هذا البلد خير الجزاء".