ممدوح عباس .. أسألك الرحيلا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد عبد اللطيف
خرج علينا السيد ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك المعين بتصريح بداية هذا الاسبوع يعلن فيه عدم نيته فى الترشح لرئاسة النادى فى حالة اقامة انتخابات فى شهر سبتمبر او قبول رئاسة النادى سنة اخرى فى حالة قيام المجلس القومى للرياضة بمد فترة تعيين مجلسه. وبمقتضى هذا التصريح اعتبر السيد عباس ان يوم 9 اغسطس القادم هو اخر ايامه رئيسا للزمالك. فى ضوء ذلك يبدو ان هناك ثلاث احتمالات دفعت ممدوح عباس الى الادلاء بهذا التصريح : اولها انه ربما يكون قد اكتشف ان رئاسة الزمالك قد جلبت له كثير من المشاكل والاعباء التى شغلته عن عمله الرئيسى والتمتع بحياته الخاصة مع اسرته ، وثانيها انه ربما يكون قد اكتشف انه قد فشل فى مهمته بعد اخفاقات قريق الكرة المتكررة وهو يعد المؤشر الرئيسى لتقييم اداء مجلسه وانه قد الاوان لان يستريح تجنبا لمزيد من الاخفاقات ، و ثالثها انه ربما يحاول ان يلقى ببلونة لكسب مزيد من التعاطف والتأييد الاعلامى والانتخابى الامر الذى يمكنه من كسب جولة الانتخابات فى حالة اقامتها او مد رئاسته للزمالك سنة اخرى مثلما فعل الكومى ونجح فى تمديد رئاسته للاسماعيلى سنة اخرى .
شخصيا اميل لتصديق السنياريو الاخير فانا لا ارجح ان يتخلى ممدوح عباس عن رئاسة الزمالك بكل هذا البساطة فكلنا يتذكر كيف قطع اجازته فى اسبانيا الصيف الماضى وحضر الى مصر ليتسلم رئاسة الزمالك بعد اتفاقه مع حسن صقر على ان يكون شطب عضوية مرتضى منصور من نادى الزمالك هو اول قرارات مجلسه ، ايضا اوردت بعض وسائل الاعلام منذ فترة ان عباس قد اسهم بماله الخاص فى انشاء حديقة بالنادى وتدعيم بعض صفقات اللاعبين وهو ما يعنى انه يخطط لشئ مستقبلى ، كل ذلك عكس ما كان يفعله وقت ان كان امينا للصندوق ضمن مجلس معين لادارة الزمالك كان يرأسه مرسى عطاالله او حتى قبيل توليه رئاسة الزمالك حيث رفض ـ حسب ما تناقلته وسائل الاعلام حينها ـ الاسهام فى أى شئ مماثل من المشروعات او الصفقات معللا ذلك كما جاء على لسانه فى لقاء مع احدى المجلات بأنه ليس "العمدة الذى جاء من بلدته ليضيع فلوسه فى كازينو بديعة " . وقد يتفق معظمنا على انه قد انتهى زمن المثالية الذين يجود فيه المرء بسخاء دون مقابل . لذا فما ارجحه ان يكون ممدوح عباس قد حاول ان يظهر للجميع انه غير مهتم بالاستمرار فى رئاسة الزمالك كنوع من الدعاية الانتخابية حيث سنفاجئ به يتراجع فى اللحظة الاخيرة ويرشح نفسه " نزولا على رغبة لجماهير" او كنوع من التمهيد لاستصدار قرار بالتجديد له ولمجلسه عام اخر ، وسواء كان تصريحه لاى من الغرضين او لكلاهما معا فانه بذلك يتبع استراتيجية "اعلن التنحى واكسب المزيد" وهى استراتيجية سادت ثقافتنا العربية منذ ان اعلن عبد الناصر تنحيه عن السلطة عقب نكسة 1967 فنزلت الجماهير الى الشارع مرددة الهتاف الشهير " ... لا تتنحى" فما كان من عبد الناصر الا ان بقى فى السلطة حتى وفاته ، ومنذ ذلك الحين اصبحت لهذة الاستراتيجية مكانا متأصلا فى ثقافتنا العربية على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والفنية والرياضية ، رأينا مثلا المطرب هانى شاكر صديق ممدوح عباس يعلن فجأة اعتزاله اوتنحيه عن الغناء منذ 3 سنوات ثم تراجع بعد ذلك عن قراره لكنه منذ ذلك التاريخ لم يقدم عمل فنى يذكره له الناس ، الامر نفسه انطبق على الاستاذ هيكل الذى كتب فى الاهرام منذ 3 سنوات تقريبا ايضا مقالة بعنوان "الاستئذان فى الانصراف" فظنت الناس انه لن يعاود الحديث اوالكتابة فى السياسة ثانية فاذا به يزداد نشاطا فى الفضائيات والصحف! ولعل اخر مثاليين لاعلان التنحى او الاعتزال اتذكرهما الان كان من جانب يحيى الكومى رئيس الاسماعيلى الذى نال بعده رئاسة الاسماعيلى عام اخر ، ومن جانب اللاعب جمال حمزة ـ او ماردونا كما ينادينه ممدوح عباس ـ الذى اعلن اعتزاله لعب الكرة بعد خروج الزمالك امام الفيصلى الاردنى فى دورى ابطال العرب ثم عاد ليلعب اساسيا لكنه لم يقدم حتى الان ما يجعلنا ان نشبهه بماردونا او حتى نضعه فى مكانة النجوم الذين نبكى لرحيلهم !
اعود لموضوع الحديث وهو اعلان ممدوح عباس التنحى واقول ان عليه ـ اى عباس ـ ان يثبت صدق كلامه وان ينهى علاقته الادارية بالزمالك مع يوم 9 اغسطس وإلا فيسجعلنا نصدق ما تردده جماهير الكرة فى الشارع وعلى منتديات الانترنت من كلام مفاده ان ذلك فيلم هندى سئمنا من تكراره ، مطالبتى لعباس بالتنحى ايضا نابعه من رؤيتى انه لم يقدم للزمالك شئ منذ قدومه رئيسا للنادى بل على العكس ازداد الامرء سوءا ، خروج مبكر او مهين لفريق الكرة من البطولات التى شارك فيها ومشاكل مستمرة وتمرد متواصل داخل الفريق وتجديد عقود لاعبين انتهى عمرهم الافتراضى كحازم امام او ابرام عقود اخرين ليسوا على المستوى المطلوب كوسام العابدى واحمد غانم ، قد تكون الحسنة الوحيدة لمجلسة هى صفقة انتقال الموهوب شيكابالا للزمالك وهو امر لا اعتقد انه بالشئ المعجز فقد كان يمكن لإى مجلس اخر انجازها خاصة ان اللاعب من ابناء النادى .
ولاننى لا اتفق مع ما يروجه بعض المؤيدين لعباس من ضرورة بقاءه حفاظا على استقرار النادى او تدعيم فريق الكرة حيث ارى انه قد اخذ فرصته كاملة وفشل فشلا ذريعا ، اقول للسيد ممدوح عباس : اسألك الرحيل .